اغتيل الرئيس الجزائرى محمد بوضياف
كان محمد بوضياف هو الرئيس الخامس للجزائر وقد شغل هذا المنصب فى الفترة من ١٦ يناير ١٩٩٢ إلى ٢٩ يونيو ١٩٩٢ وهو أحد مفجرى الثورة الجزائرية وأحد أعضاء نواتها الأولى، وكان قد غاب عن الجزائر لمدّة ثلاثين سنة قضى أغلبها بمدينة القنيطرة، فرارا من حكم إعدام صدر فى حقه من طرف حكومة أحمد بلّة.
بدأ مشواره النضالى منذ ثلاثينيات القرن الماضى وكان من قياديى التنظيم العسكرى التابع لحزب الشعب الجزائرى الذى أسسه فى ١٩٤٧ وكذلك اللجان الست التى فجرت ثورة التحرير الجزائرية مع أحمد بن بلة ورابح بيطاط وكريم بلقاسم وحسين آيت أحمد وغيرهم.
تمكّن بو ضياف من إنقاذ الجزائر ثلاث مرّات الأولى فى سنة ١٩٥٤ حينما انقسم التيار الاستقلالى على نفسه وحسم الموقف لصالح الثورة. والثانية فى سنة ١٩٦٤ بعد الاستقلال بعامين، حينما فضّل المنفى الاختيارى خارج الجزائر حتى لا يشارك فى الصراع الداخلى بين ثوار الأمس، والثالثة حينما استدعى رئيسا للجزائر خلفا للشاذلى بن جديد فى عام ١٩٩٢.
والرئيس بوضياف من مواليد ٢٣ يونيو عام ١٩١٩م بولاية المسيلة فى ١٩٤٢ واشتغل بمصالح تحصيل الضرائب بجيجل، وانضم إلى صفوف حزب الشعب وبعدها أصبح عضوا فى المنظمة السرية فى ١٩٥٠، حوكم غيابيا فى ١٩٥٣ حيث أصبح عضوا فى حركة انتصار الحريات الديمقراطية بعد عودته إلى الجزائر وكان من بين أعضاء مجموعة الاثنى والعشرين المفجرة للثورة الجزائرية.
اعتقل فى حادثة اختطاف الطائرة فى ٢٢ أكتوبر ١٩٥٦ من طرف السلطات الاستعمارية التى كانت تقله هو ورفاقه من المغرب إلى تونس. وفى سبتمبر ١٩٦٢ أسس حزب الثورة الاشتراكية، وفى يونيو ١٩٦٣ تم توقيفه وسجنه لمدة ثلاثة أشهر لينتقل بعدها للمغرب، وبدءا من عام ١٩٧٢ عاش متنقلا بين فرنسا والمغرب متفرغا لأعماله إذ كان يدير مصنعا للآجر بالقنيطرة فى المغرب إلى أن تم استدعاؤه لرئاسة الجزائر وبعد وصوله إلى الجزائر قابل الملك الحسن الثانى بالرباط ووعده بحل قضية الصحراء بطريقة ترضى المغرب.
وقد قيل إن مؤسسة الجيش لم تغفر له هذا الموقف.وفى الساعة الثانية عشرة فى مثل هذا اليوم(٢٩ يونيو) من عام ١٩٩٢ وفيم كان يلقى خطابه بالمركز الثقافى بمدينة عنابة انفجرت قنبلة فى المنصة الرئاسية ثم قام الملازم مبارك بومجراف بإطلاق الرصاص عليه