وفاة كمال الدين رفعت أحد الضباط الأحرار
فى مدينة الإسكندرية وفى أول نوفمبر عام ١٩٢١ ولد كمال الدين محمود رفعت لأب يعمل مهندساً للرى، حصل على الابتدائية من مدرسة الأورمان فى ١٩٣٤، ثم التوجيهية ١٩٤٠ والتحق بالكلية الحربية التى تخرج فيها فى يوليو ١٩٤٢، انضم لشباب الوفد، ثم اتصل ببعض التنظيمات اليسارية، لكن أهم علاقاته كانت بعزيز المصرى واستمرت هذه الصلة حتى وفاة عزيز باشا. شارك فى تشكيل بعض المنظمات الخاصة لمهاجمة أفراد قوات الاحتلال فى القاهرة والإسماعيلية. اشترك كمال الدين رفعت فى حرب فلسطين ١٩٤٨.
وكان له دور بطولى فى هذه المعارك، وهناك التقى جمال عبد الناصر وانضم لتنظيم الضباط الأحرار فى الخلية الأولى التى كونها عبد الناصر، وفى سنة ١٩٥٠ نقل إلى منقباد، ثم العريش. لقد كان كمال رفعت عين التنظيم فى القصر، وكان ينشر فكرة الثورة ويجمع حولها ضباط الجيش كما لعب دوراً مهماً فى الإعداد للثورة وفى ليلة ٢٣ يوليو ١٩٥٢.كلف بالقبض على بعض الرتب الكبيرة.
وبعد قيام الثورة، عين فى المخابرات الحربية وأصبح مسؤولاً عن قسم بريطانيا، وبدأ فى قيادة تنظيم حركة الكفاح المسلح فى منطقة القناة. تولى أعمال الفدائيين فى القناة، وكانت عمليات سنة ١٩٥٤ تسير بجانب مفاوضات الجلاء. وفى أزمة مارس ١٩٥٤ وقف موقفاً حاداً فى مواجهة الذين أرادوا أن تنتهى الثورة وتسلم الأمور للأحزاب. لعب دوراً فى ثورة العراق عام ١٩٥٨ ضد حكم نورى السعيد.
تولى رفعت عام ١٩٥٦ قيادة أعمال المقاومة السرية فى القناة أثناء العدوان الثلاثى على مصر وكان الهدف القيام بحرب عصابات فى الخطوط الخلفية للعدو. قاد عمليات الفدائيين الفلسطينيين داخل إسرائيل من سوريا والأردن ولبنان قبيل العدوان الثلاثى، وفى عام ١٩٦١ كان كمال رفعت أول وزير للعمل وارتبط ذلك بصدور القرارات الاشتراكية التى عكست المكاسب العمالية. تولى إنشاء المجلس الأعلى للبحث العلمى عندما كان نائب رئيس الوزراء للتعليم العالى والبحث العلمى عام ١٩٦٤.
لعب دوراً خطيراً فى علاقة ثورة يوليو بحركات التحرر الوطنى والقومى على الساحة العربية، وظل مؤمناً ومناضلاً من أجل الوحدة العربية والكفاح العربى حتى آخر لحظة فى حياته. وعندما عاد من لندن فى أوائل ١٩٧٤، بعد أن عينه الرئيس أنور السادات سفيراً لمصر بإنجلترا، شارك فى دعم منبر التجمع الوطنى الوحدوى وأصبح المتحدث الرسمى له إلى أن توفى فى مثل هذا اليوم ١٣ يوليو من عام ١٩٧٧.