وفاة الفنان التشكيلى الفلسطينى إسماعيل شموط
تتميز أعمال الفنان التشكيلى الفلسطينى الرائد إسماعيل شموط بالدراما والملحمية، فضلا عما تحتشد به من حس وطنى وعروبى، إضافة إلى نجاحها فى الجمع بين التعبيرية والحرفية العالية وارتباط موضوعاتها بالبشر العاديين، مما حقق لها التواصل الجماهيرى والاحتفاء النقدى والفنى،
ومن أشهر أعماله الفنية لوحة (الربيع الذى كان) و(الاقتلاع من اللد) ويعتبر شموط أحد أبرز رواد الفن التشكيلى الفلسطينى وهو مؤسس حركة الفن التشكيلى الفلسطينى، وكان من مؤسسى قسم الفنون فى منظمة التحرير الفلسطينية، وقد ولد إسماعيل شموط عام ١٩٣٠ فى مدينة اللد لعائلة متوسطة الحال مكونة من عشرة أفراد وكان والده يعمل ببيع الخضار،
بدأ بالرسم منذ صغره وقد لاقى التشجيع والتوجيه من معلم الفنون فى مدرسته داود زلاطيمو، الذى علمه أصول الرسم والنحت، وقبيل النكبة زاد اهتمامه بمجريات الأحداث فى فلسطين ورسم صور المجاهدين والقادة، وفى عام ١٩٤٨ لجأ إسماعيل مع عائلته إلى مخيم للاجئين فى خان يونس بقطاع غزة وقد توفى أخوه الصغير توفيق عطشاً أثناء الهجرة مما جعله يرسم لوحة العطش فى الخمسينيات.
وفى المخيم عمل بائعا للحلويات لمدة عام ثم مدرّسا متطوعا فى مدارس اللاجئين عام ١٩٥٠ وأقام معرضا ارتجاليا فى مدرسة خان يونس باع خلاله لوحة مما شجعه على الالتحاق بكلية الفنون الجميلة فى القاهرة، وأثناء تعليمه هناك عمل فى رسم الإعلانات السينمائية، وفى عام ١٩٥٣ أقام أول معارضه الفنية فى غزة بمشاركة أخيه جميل،
وفى عام ١٩٥٤ أقام معرضا بالقاهرة بمشاركة زميلته تمام الأكحل والفنان الفلسطينى «نهاد سباسى» بعنوان «اللاجئ الفلسطينى»، وكان المعرض تحت رعاية جمال عبد الناصر.
حصل على منحة دراسية من الحكومة الإيطالية ليدرس فى أكاديمية الفنون الجميلة بروما، وقضى فيها عامين انتقل بعدها للعيش فى بيروت، حيث أقام مع شقيقه مرسماً للرسم والإعلان التجارى وتصميم أغلفة الكتب والرسوم الداخلية التوضيحية التى كان يتعيش منها،
وعام ١٩٧١ انتخب أول أمين عام لاتحاد الفنانين التشكيليين العرب. نزح مع عائلته إلى الكويت بعد اندلاع حرب الخليج الثانية عام ١٩٩٢، ثم انتقل إلى كولون فى ألمانيا عام ١٩٩٤ واستقر فى عمّان، الأردن. إلى أن توفى فى ٣ يوليو ٢٠٠٦ فى ألمانيا بعد أن خضع لعملية جراحية فى القلب.