حضرتك اسمك حمدى؟!.. لأ.. حسناً خليك حمدى لمدة ربع ساعة من باب التغيير، واسمعنى فإن الزمان للورود عدو لدود حيث تذبل من الجمود.. فستمائة مليون إنسان شاهدوا لحظة هبوط «أرمسترونج» على سطح القمر من (أبوللو ١١) وحصلت وكالة «ناسا» الفضائية على ثلاثمائة مليون دولار من محطات التليفزيون نظير البث..
بعدها بسنوات كانت «ناسا» تُطلق (أبوللو ١٧) إلى القمر وفيها رائد فضاء و«تتحايل» على محطات التليفزيون لتبث الحدث مجاناً فترفض، فقد كان الناس قد ملوا وزهقوا من رؤية البنى آدمين طالعين نازلين من القمر وتعودوا عليه كما تعودنا نحن الآن على أخبار الفساد فلم تعد تهزنا..
فعند هبوط أول رجل أعمال مصرى على سطح أوروبا منطلقاً من مطار القاهرة «توفيق عبدالحى» كان التليفزيون يسجل هذه اللحظة التاريخية وتصدر الصحف ملاحق عنه، الآن أصبحت سرقة مليار دولار تُعادل حادث سير أو مخالفة مرور لا تستحق سوى أربعة أسطر، وهذا إنجاز حققناه بفضل العلم الذى جعلنا نحصل على النعجة «دوللى» من إخصاب بويضة المال بحيوان منوى من السلطة..
فلا تسألونى ما اسمه حبيبى.. أخشى عليكم ضوعة الطيوب.. حبيبى على خده طابع حُسن وعلى قفاة طابع شرطة ويهوى مصارعة الخنازير لجذب السياح، وهو الذى أمر بالإفراج عن صفقة القمح الفاسد بعد قضاء نصف المدة لحُسن السير والسلوك، ويُقال إنه إفراج صحى لأن القمح مريض وفيه حاجات سودة بتمشى، وهذه أول مرة نرى فى مصر حاجة بتمشى من نفسها وقبل انقضاء المدة..
أصبح الفساد هو المشروع القومى الذى نلتف حوله ووضع يده فى طبق الطعام وكتاب المدرسة وعلبة الدواء وتفرغت الأجهزة لمراقبة «حمدى» بتهمة الحصول على علاوة من جهات حكومية.. ولو كان «توفيق عبدالحى» هو الذى هبط على سطح القمر بدلاً من «أرمسترونج» لتحول القمر إلى ملعب جولف، ولقال العاشق لحبيبته «إنتى أجمل من ملعب الجولف»، ثم يسهران يعدان النجوم حتى لا يسرقوهم.. حضرتك اسمك رمزى؟!.. برضه لأ.. حضرتك كل شوية تكسفنى.. خلاص مش كاتب.