أول مرة أشوف بلد خايف من «برغوث» ولـ«أجاثا كريستى» قصة رائعة بعنوان «الأربعة الكبار ينشرون الرعب».. كنت أظن أنهم الفقر والقهر والفساد والتزوير لكنهم أخبرونا بأنهم البرغوث والفأر والفرخة والخنزير..
لذلك يطالب الدكتور فتحى سرور بإصدار تشريعات لحماية المصريين فى الخارج على أساس أن عندنا ما يكفى لحماية المصريين فى الداخل ونصدر الفائض..
ولا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا يعرف الحزن إلا من يعانيه وقد ذهبت بنفسى للعزاء فى قطعة غالية من روحى ومن وطنى ومنا جميعاً لكن المسكوت عنه بين عقلاء «مصر» ومجانين «مروة» هو أن المواطن المصرى غالى جداً جداً جداً عند الإعلاميين والصحفيين والكتاب والمثقفين والوزراء والمحافظين ورؤساء وأعضاء مجلسى الشعب والشورى والمجالس المحلية مادام هذا المواطن بعيداً عن «الخليج» على أساس أن زيت تمويننا فى دقيقنا المستورد، وأسد على وفى الخليج نعامة، ولو كانت الحكومة تحارب زراعة المخدرات بنفس الحماس الذى تحارب به زراعة الأرز لتغيرت أحوالنا، لكنها مع الأسف تحارب السحابة السوداء الناتجة عن حرق الأرز وتهادن السحابة الزرقاء الناتجة عن حرق المخدرات..
وقد تعجبت من اللافتات الزرقاء التى حملها أعضاء الحزب الوطنى فى المدرجات لتشجيع «مصر» ضد «رواندا»، فالحزب الوطنى بصفته أكبر التجمعات فى تاريخ أفريقيا بعد الجيش الليبى يجب ألا ينحاز لا إلى «مصر» ولا إلى «رواندا» فهو حكم أجنبى بين السلطات لكن دون صفارة..
وقليل من العقل يصلح المعدة وكثير من الفول يفسدها فليس كل من يقول «يا رب» مؤمناً وليس كل من يقول «يا مصر» وطنياً، والذين يخشون على بطانية مصر من البراغيث هم أول من سرقوا البطانية واللحاف والملاية وتركونا عرايا أمام الشعوب تفعل بنا ما تشاء.. إحنا كنا بنقول إيه؟.. آه أجاثا كريستى سرقت البطانية لتغطى بها الأربعة الكبار البرغوث والفأر والفرخة والخنزير