تحية عطرة للساهرين فى مراكز البحث من أجل اكتشاف أنواع جديدة من «الزواج» لمكافحة الأوبئة، فعندما يعلو صوت «الغناء» على صوت «المكن» وتجتمع اللجان الشعبية حول عربات الفول تصبح الدولة «مستقرة» وعندها تكون السجون «الثابتة» أكثر ازدحاماً من الأتوبيسات «المتحركة»، وعندما يتسلم الإنسان «معاشه» تبدأ رحلة التحدى عادة بكيلو جوافة..
وقبل أن تعرف أوروبا الأحزاب عرفنا نحن «التعدد» لكن فى الزواج.. زواج «الشفاه» على منديل ورق، وزواج «الدم» على كيس قطن، والزواج على «ورقة كراسة»، فلم نعد نشاهد دفتر المأذون إلا فى الأفلام القديمة.. فعندما تغيب الدولة أكثر من خمسة عشر عاماً بدون عذر مقبول يشطبها المواطن من حساباته ويتزوج ولا يرسل إليها بطاقة دعوة بل إنذار بالفصل..
دولة أخذت من تجربة الصين «مندوب المبيعات» ومن تجربة الهند «التوك توك» و«المهراجا» و«فيل حديقة الحيوان»، ورفعت يدها عن كل شىء ولم تعد تضعها إلا على قفا المواطن وكلنا يعرف - ما عدا أنا - ماذا حدث للإمبراطورية الرومانية عندما انتشرت البطالة وقام الإمبراطور «كاليجولا» بتعيين «حصانه» فى درجة «قنصل»، فقد ازدهرت الإمبراطورية واختفت من الوجود لتظهر فى الأفلام..
فى إحدى الصحف قرأت هذا الإعلان من أب يناشد ابنه الذى طفش من الدروس الخصوصية أن يعود (يا هيثم عد إلينا فقد عدلنا عن تعليمك) وقد عدلت الدولة عن تعليم هيثم وعلاجه لذلك لا يفكر فى العودة إليها ويفضل الزواج بعيداً عنها بطريقة «المنبار»..
الأسبوع الماضى فجرت أمريكا صاروخاً فى باطن القمر للحصول على المياه حيث إن بعض الدول تشكو من عدم وصول المياه، من إثيوبيا إلى الدور الخامس، فالأرزاق بيد الله والأسعار بيد الحكومة، والمياه من النيل والمجارى من أنفسنا، وإذا كان عندنا مائة طريقة للزواج فهناك ألف طريقة للطلاق أن نقطع ورقة الكراسة أو نحرق كيس القطن، لكن الطلاق فى حالة المنديل الورق بالذات لا يجوز إلا غيابياً وفى داخل «الحمام».