بسم الله الرحمن الرحيم
حب الى نهايه العمر
تاليف
نور محمد(ابو حنفى)
الفصل الاول
----------------
كان احمد ابن ال25 عام شاب قوى البنيان شديد الكتمان صابر بما كتبه الله له ومؤمن بقضاء الله وقدره
كانت امه من اصول ريفيه ------هذا الريف الذى يحمل صفاء الكون بعيد عن تلوث المدينه والضوضاء
التى تسكنها
وكان والده من تلك الارض الطيبه ارض الريف المباركه حيث ان والد احمد ابن خاله امه ولكن هو ذهب
الى القاهره مبكرا حيث كان عمره لايتجاوز السابعه عشر حيث عمل هناك وكان يذاكر دروسه بجد واحتهاد
حتى تفوق فى الثانويه العامه والتحق بالكليه العسكريه واصبح فيما بعد ضابط بالجيش
تلك القريه الصغيره كانت كلها سعاده بنجاح ابنها وتفوقه واصراره على ان يجد له مكانه وسط المجتمع
وكانت كل بيوت القريه تمنى نفسها بان هذا الضابط سوف ياتى يوما من الايام ويطرق بابها طالب الزواج
ولكن هذا الضابط لايفكر بقلبه ولا عواطفه
كل شىء يدرس قبل اتخاذ اى قرار
تلك كانت حياته وقد تائر اكثر واكثر يتلك الحياه العسكريه حيث ان كلمات الحب والتعبير عن العاطفه
من وجهه نظره ضعف وكيف يكون الضابط ضعيف وهو مثال القوة
حتى اتى اليوم الذى قالت له والدته
محمد
نعم يا حاجه
ياابنى عاوزة افرح بيك قبل مااموت
نفسى اشوفك فى بيتك واشوف ولادك
بعيد الشر عنك ياامى ربنا يبارك فى عمرك مليون سنه
هههههههههههه
هكذا ضحكت الام وقالت
مليون سنه يابكاش
طيب قول مائه سنه
اخذ محمد امه على صدره فى لحظه نسى انه الضابط محمد ولكنه تذكر محمد الانسان وبكى
وقال ياامى انتى اغلى عندى من نفسى
وانا تحت امرك اختارى انتى العروسه وانا سوف اتزوجها
قالت له امه
كبف ذلك ياولدى؟
لابد انك من تختار عروستك وشريكه عمرك
قال محمد
ياامى يا حبيبتى
كل النساء متشابهات لافرق بينهم عندى
اختارى انتى
فقالت له امه اذا مارايك فى ابنه خالتك زينب ابنتها فاطمه متعلمه معاها الاعداديه وجميله وست بيت شاطره
قال لها محمد
مادمت هى ترضيكى ياامى انا موافق عليها
وهكذا كانت قصه زواج الضابط محمد من ابنه خالته فاطمه باختيار من امه وهو كان لايفكر سوى
ان فاطمه بنت مثل كل البنات
ولكن فاطمه
كانت تعشق محمد وكان قلبها برتجف عندما تراه وكانت تحلم وتحلم ولكن كانت تقول
كيف ذلك
انا اتزوج الضابط محمد ابن خالتى
انا فين وهو فين
ولكن فاطمه كانت لاتعرف ماذا يخبىء لها القدر ----
ترى هذا القدر ماذا يخبىء لها؟
كانت فاطمه فتاه جميله طيبه على خلق
كل اهل البد يحبوها لعطفها الشديد على كل اهل البلد
وكانت ايضا تساعد المريض حيث انها كانت تعلمت اعطاء الحقن
فكانت تسهر مع اى مريضه وتكسب صداقتها وحبها بكل سهوله لروحها المرحه وعطائها
ومساعدتها لاهلها واهل قريتها
لذلك
كل اهل البلد كانوا سعداء بزواج محمد وفاطمه جدا
لان فاطمه هى فى قلب كل اسره وبيت داخل القريه ومحمد شاب يفتخر به اهل قريته لاخلاقه
وتفوقه ولانه ضابط يرتدى رداء الشرف والوطنيه
وكانت السعاده تملىء العيون والفرحه تتراقص داخل الصدور حتى ان اشجار القريه تزينت هى الاخرى
وكل البيوت استعدت لاحتفال بهذا الزواج المبارك
فكانت الفرحه والسعاده ليست فى بيت فاطمه ومحمد فقط ولكن فى كل البيوت زينه وفرحه
وكان محمد
مبتسم دائما لمن يبارك له
فقط مجرد ابتسامه مرسومه على وجهه
لكن
ترى
هل هو سعيد بتلك الزيجه ام انه مجرد زواج لارضاء امه؟
ترى هل تلك البدله العسكريه هى التى تمنعه من التعبير عما بداخله من سعاده وفرحه – ؟
كانت الايام تمضى وتجرى
وكانت فاطمه فى سعاده تعجز الكلمات عن وصفها
كانت الكلمات تخرج منها ليست مجرد كلمات ولكن كانت الحان تعزفها ونغمات فى صورة
حروف وكلمات يشدو بها اللسان
كانت تستعد لزفافها من حبيب قلبها وفارس احلامها
ولاتصدق
هل فعلا انا من سوف يتزوج محمد؟
كانت فاطمه دائما ماتردد هذا السؤال ولاتخجل ان جلست الى احد الصديقات ان تقول لها
هل حقا انا من سوف يتزوج محمد؟
كانت امنيه وحلم لها ولكنها لاتعرف ان الله اراد ان يحقق لها تلك الامنيه
كانت تنام وتستيقظ وهى تحلم وتتخيل انها مع حبيبها فى بيت واحد وعلى فراش واحد
لكن كيف
وهى لم تلمس يداها يداه ولم تنظر عيناها الى عيناه
نعم
انه الخجل حيث انها اذا تحدثت مع محمد كانت عيناها تنظر الى الارض
كانت تحلم كيف تقول له
اتقول حبيبى محمد
ام انها سوف تقول -- سى محمد ---
اننى سوف اقول له حبيبى ونور عينى وكل مااتمناه انت يا سى محمد
كانت ترتجف يداها ويتعثر لسانها عن نطق الحروف وهى تتحدث معه
انها كانت اصعب ايام واسعدها على قلب تلك الفتاه وهى فى انتظار لحظه الانتقال معه الى بيتها فى القاهره
مضت الايام واتى اليوم المشهود اليوم الذى كل اهل القريه فى استعداد له منذ اكثر من عشره ايام
وكانت فروع الكهرباء تضىء القريه الشمس ابت ان ترحل وكانت مصممه ان تشاركهم تلك الفرحه
والقمر اراد ان يشاركهم فازداد ضياء فوق ضيائه وتراقصت النجوم حوله فى منظر بديع
فكانت السماء سعيده مضيئه وكانت الارض فى ابهى زينتها
وكانت صوت الاغانى تطرب كل القلوب وكل من فى القريه يتراقص مع تلك النغمات مشاركين
العوالم الرقص وكانت العوالم تتراقص بسعاده ونشوة لما لا وتلك القريه بكل مافيها من بشر وشجر
وارض وحجر وسماء بما فيها من كواكب ونجوم وقمر يتراقصون ويغنون
وكان محمد كما هو مبتسم فقط ولا يتحدث كثيرا جالس فى عرسه بجوار فاطمه التى كانت السعاده تغمرها
حتى جاءت لحظه الرحيل
وانتقال فاطمه من حلمها وبيتها فى تلك البلد الصغيره الى الواقع والى المدينه الكبيره الى القاهره
وهنا تبدء حياه جديده
-----------------------------------
وحتى نلتقى فى الفصل الثانى
لكم التحيه والحب
نور محمد