انقلاب «ضياء الحق» على «ذو الفقار على بوتو» فى باكستان
ولد ذو الفقار على بوتو عام ١٩٢٨ فى إقليم السند، الذى أصبح تابعًا لباكستان بعد عام ١٩٤٧، لعائلة إقطاعية. تلقى بوتو تعليمه الأولى فى المدرسة العليا لكاتدرائية بومباى «مومباى حاليا»،
ثم سافر إلى أمريكا لاستكمال دراسته العليا فى مجال العلوم السياسية بجامعتى كاليفورنيا الجنوبية عام ١٩٤٧ وبركلى عام ١٩٤٩، ثم جامعة أكسفورد فى بريطانيا التى نال منها شهادة فى الحقوق. تزوج ذو الفقار مرتين، الأولى وهو فى الثالثة عشرة من عمره من ابنة عمه وهى أميرة خاتون ولم ينجب منها.
والثانية من نصرت أصفهانى الإيرانية عام ١٩٥١ وأنجب منها أربعة من الأبناء أكبرهم بينظير، التى أصبحت أول رئيسة وزراء فى باكستان عام ١٩٨٨. عمل بوتو فور تخرجه فى المحاماة ولمع اسمه على المستوى القومى للمرة الأولى عام ١٩٥٤،
بسبب مواقفه الرافضة للدعاوى الانفصالية ثم ازدادت شهرته بعد سفره ضمن الوفد الباكستانى لحضور جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة عام ١٩٥٧، التى ألقى فيها الخطاب الرسمى لبلاده كما رأس وفد بلاده أيضًا فى أول مؤتمر دولى عقد فى جنيف بسويسرا تحت إشراف الأمم المتحدة عام ١٩٥٨ لمناقشة القانون الدولى للبحار.
كان أول منصب يتولاه بوتو فى حكومة الرئيس إسكندر على ميرزا هو وزارة التجارة عام ١٩٥٨. وفى الفترة من ١٩٦٣ إلى ١٩٦٦ شغل منصب وزير الخارجية، ترك ذو الفقار على بوتو الحكومة عام ١٩٦٦ بعد أن تفاقمت الخلافات بينه وبين الرئيس محمد أيوب خان بشأن اتفاقية طشقند.
وأسس عام ١٩٦٧ حزب الشعب الباكستانى واختير أمينًا عامًا له. وقد لقى هذا الحزب تأييًدا واسعًا لدى قطاعات عريضة وكان من نتيجة هذه الانتقادات الحادة أن ألقى القبض عليه واعتقل لمدة ثلاثة أشهر خلال عام ١٩٦٨.
كانت انتقادات بوتو سببًا فى تنامى الغضب الشعبى تجاه حكومة أيوب خان،
مما أجبره فى النهاية على الاستقالة عام ١٩٦٩ ليتولى السلطة بعده أغا محمد يحيى خان. هزمت باكستان فى حرب ١٩٧١ أمام الهند فقدم أغا محمد يحيى خان استقالته ليتولى الحكم من بعده ذو الفقار على بوتو. واستمر ذو الفقار على بوتو فى منصبه حتى عام ١٩٧٧،
حيث قام الجنرال ضياء الحق بقيادة انقلاب عليه فى مثل هذا اليوم «٥ يوليو» من عام ١٩٧٧، وأودعه السجن بتهمة الابتعاد عن الممارسات الديمقراطية وفى أبريل ١٩٧٩ نفذ فيه حكم الإعدام ليودع الحياة السياسية الباكستانية عن عمر يناهز ٥١ عامًا.