تصريحات المرشد تسقط الأقنعة عن وجوه الإخوان
د. محمد بديع - المرشد العام للإخوان
أثارت تصريحات الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، التى وصف فيها الإعلاميين بسحرة فرعون الذين يوحى لهم للهجوم على الإخوان، العديد من ردود الفعل الغاضبة، بين أوساط الإعلاميين الذين اعتبروا كلام المرشد إهانة للعمل الإعلامى ورسالتهم التنويرية.
وصف الكاتب الصحفى "سعد هجرس" تصريحات المرشد بغير الموضوعية، معتبراً إياها هروباً من مواجهة الحقيقة، والتى هى وجود أزمة حقيقية تواجه الإخوان المسلمين شعبياً وسياسياً؛ بسبب مواقفهم بعد الثورة.
وأكد هجرس أن تعميم الأمر على جميع الإعلاميين إهانة بالغة للرسالة الإعلامية، مشيراً إلى وجود العديد من الإعلاميين الشرفاء الذين لا يتلقون تعليمات من المجلس العسكرى أو مكتب الإرشاد.
وطالب هجرس مرشد الإخوان بمراجعة مواقف جماعته، بدلا من توزيع الاتهامات الخاطئة على الإعلاميين، بل وإصلاح الأخطاء التى تسببت فى فقد شعبية الجماعة فى الشارع، وفى الأوساط السياسية، بدلاً من دفن الرؤوس فى الرمال.
وطالب هجرس الإخوان المسلمين بالتخلى عما وصفه بالعنجهية والغطرسة، وسياسة الاحتكار، والسعى نحو قضية التوافق الوطنى مستشهداً بالمثل "الرجوع للحق فضيلة".
وضرب هجرس مثلاً بموقف الجماعة من ترشيح أحد أبنائها للرئاسة، والذى تراجعت عنه، ثم موقفها من ترشيح 30% فقط للبرلمان، وانتهاء الأمر بأغلبية إخوانية داعياً الجماعة لتحقيق التوافق الوطنى الحقيقى.
أكد الكاتب الصحفى عبد الحليم قنديل أن كلام الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، عن الإعلاميين، ووصفهم بأنهم سحرة فرعون، لا محل له من الإعراب، وهو ما اعتدنا عليه فى تصريحاته المغلوطة دائماً، وأضاف: الدكتور بديع مرفوع عنه الحرج.
وأضاف قنديل، فى تصريحات خاصة ، أن الإعلاميين منهم إخوان، فكيف لبديع أن يعمم هذا الوصف، مؤكداً أن هناك إعلاميين فى مصر شرفاء، ويعرفون قواعد المهنة جيداً، ولا يصح التعميم.
وأشار قنديل إلى أن المرشد العام للإخوان، أحد المرشدين المتواضعى الفهم على مر التاريخ، قائلاً: كنت أريد أن يبرر لنا ما هو موقعه فى مصر، ويتحدث باسم من؟! خاصة أن جماعة الإخوان ليست حزباً سياسياً. كما يوجد حزب اسمه الحرية والعدالة، وله رئيس معروف، فما أحقيته بالحديث عن الإعلاميين أو غيرهم.
وأضاف قنديل: إن كلام بديع ملىء بالتناقضات، فمثلا عاقبت الجماعة الدكتور أبو الفتوح؛ لإعلانه الترشح للرئاسة، وها هم الإخوان يعلنون مجدداً التفكير فى الدفع بمرشح للرئاسة.
وعلق الإعلامى جمال الشاعر تعليقاً على وصف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين للإعلاميين المصريين كونهم مثل سحرة فرعون، وأن بعض وسائل الإعلام تسحر أعين الناس، كالشيطان الذى أوحى للسحرة، وإنهم الآن يصورون للشعب أن «الإخوان» هم بديل الحزب الوطنى المنحل، وسيدمرون البلاد، قائلاً: "لا نحن سحرة فرعون ولا المرشد هو سيدنا موسى".
وأضاف: إن إطلاق النيران على الإعلام المصرى فى هذه المرحلة أمر فى منتهى الخطورة، مشيراً إلى أن توقيت تلك التصريحات خطيرة فى وقت تسيطر فيه الأغلبية الإسلامية.
وتابع الشاعر فى تصريحات خاصة": إننا كإعلاميين نطالب بمواد واضحة بالدستور تؤكد استقلالية الإعلام المصرى، مشيرا إلى تخوفه من توقيت تلك التصريحات لأنه سيجعل الإعلاميين يعتبرونه موقفاً سيترتب عليه قيود على الإعلام من قبل الحزب الحاكم وتقيد للحريات، ومازالت أطالب بوجود مجموعة من الإعلاميين داخل أعضاء التأسيسية.
ومن ناحية أخرى، أشار الشاعر إلى أنه يرى من الإنصاف إصلاح الإعلام من الداخل والعودة للمهنية، ويكون هناك طرح لكل الآراء لوجود عدد من المحطات التى لديها أجندات، و"أداء إعلامى شخصانى" بمعنى عدم الحيادية التى هى ضد المهنية.
ومن جانبه قال الكاتب الصحفى جمال فهمى، وكيل أول نقابة الصحفيين، إن تصريحات المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بأن الإعلاميين مثل سحرة فرعون ليست الأولى التى تظهر معاداة الإخوان المسلمين أو السلفيين للحريات بشكل عام وحرية الصحافة والإعلام بشكل خاص، مؤكدا أن تلك التصريحات تعبر عن موقف الإخوان من الحريات.
وأضاف فهمى، فى تصريحات خاصة إنه سبق الهجوم على حرية الإعلام والصحافة بشكل خاص، عندما طرحت فكرة الرقابة على المحتوى الإعلامى قبل وبعد النشر، مشيرا إلى أن تلك المواقف لن يجرؤ عليها النظام السابق، وأيضا سبق أن طالب عدد من مسئولى الجماعة بإيجاز حبس الصحفيين، مضيفا أن تلك المواقف تسقط من على أوجه الإخوان الأقنعة، وتظهر أنهم لا يمكن أن يكونوا من قوى الثورة؛ لأن الثورة رفعت شعار الحرية، كما أنهم بذلك لا يلبون مطالب الثورة، ولا يعبرون عن الشعب وطموحاته.