استقبل آلاف الأقباط الذين توافدوا إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بالقاهرة البابا شنودة فى عظته الأسبوعية اليوم بالهتاف والتصفيق والزغاريد، وظلوا يهتفون قرابة عشر دقائق "بنجبك يابابا بنحبك يابابا".
بدا البابا مجهدا ومرهقا للغاية، إلا أنه بدت عليه اليقظة ولم تستغرق العظة سوى 25 دقيقة، لم يجب خلالها البابا على أى أسئلة، حيث بدت العظة كأنها رسالة لطمأنة المسيحيين على صحة البابا، بعد الشائعات التى انتشرت مؤخرا حول تدهورها، خاصة بعد أن استقبل 46 أسقفا مساء أول أمس الاثنين للاطمئنان على صحته، وتضاربت التصريحات من قبل الأساقفة، ومنهم من قال إنه مجهد ومتعب جدا، ومنهم من قال إنه بصحة جيدة ويقظ.
دار جدل كبير قبل ظهور البابا بين محبيه الذين يحضرون العظة، والذين تسألوا: هل سيتم إلغاؤها كسابقاتها فى الأسبوع الماضى.
حضر البابا للكنيسة فى تمام السابعة مساء، لكن هذه المرة لم يستطع السير على قدمه، بل دخل على كرسى متحرك، بسبب العملية الجراحية واحتياجه للراحة التى رفض أن يستريح حتى نهايتها، وسط هتافات منها: "بنحبك يا بابا.. بالطول بالعرض البابا زى الورد".
وألقى البابا عظته ولم يكمل أكثر من20 دقيقة، وبدأ كلامه مباشرة مقاطعا الهتافات، وتحدث عن "أب قال له إن ابنه زكى جدا ويتفوق فى الدراسة لكن تصرفاته غير مقبولة، مضيفا "مش كل حاجة الذكاء، فى أشياء بتضيع مع الذكاء ليس الذكاء كل شىء، وأحيانا يضيع الإنسان كل شىء نتيجة ذكائه، ويكون هناك سطحية فى كلامه وليس عمقا، فى أشياء معطلة للذكاء مثل طباع الشخص أحيانا".
وأضاف أن الذكاء وحده لا يكفى بل يحتاج الإنسان للخبرة التى تضيف حياة أخرى لحياة الإنسان، قائلا: "إذا كان الإنسان ليس لديه خبرة فمن الممكن أن يستعين بخبرات الآخرين، ولو الإنسان مالوش خبرة ممكن يأخذ بمشورة الآخرين".
وتابع البابا: "حاجة تانية تلزم الإنسان هى (التغصب)، فلن تجد الأمور سهلة فى كل وقت له وعليك أن تغصب نفسك على عمل الخير"، مضيفا أيهما أفضل الطيبة أم الحزم، لا بد من الحكمة وأن تعرف متى يستخدم الحزم، ومتى تستخدم الطيبة وأكبر مثال على ذلك هو السيد المسيح الذى قال عنه الكتاب "إنه كان هادئا ولا يسمع أحد صوته فى الشوارع، إلا أنه فى موقف آخر قال الويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المرأون، كما تعامل بمحبة ورأفة مع المرأة الممسوكة فى ذات الفعل، إلا أنه كان حازما مع الباعة فى الهيكل وقام بطردهم.
وأنهى البابا كلمته القصيرة بأن الإنسان يجب ألا يمشى بأية واحدة فى كل وقت، بل عليه أن يختار الوضع السليم سواء بالكلام أو بالصمت، وأنهى كلمته وترك كثيرين فى ساحة الكنيسة وسط بكاء.
وكان د. محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين قد قام اليوم بزيارة البابا شنودة للاطمئنان على صحته.