انقسامات جماعة الاخوان المسلمين بمصر في انتظار المرشد الجديد.. محمد مهدي عاكف مرشد جماعة الاخوان المسلمين خلال مقابلة مع رويترز في القاهرة يوم 28 اكتوبر تشرين الاول 2009. تصوير: طارق مصطفى - رويترز
12/28/2009 1:43:40 AM
القاهرة (رويترز)
- قال عضو بارز في جماعة الاخوان المسلمين بمصر ان المرشد العام الجديد للجماعة سيتعين عليه انهاء الانقسامات بين المعتدلين والمحافظين فيها ليبقى ممكنا لها أن تقوم بأي دور سياسي.
وأجريت انتخابات مكتب الارشاد لجماعة الاخوان - ويتكون من 16 عضوا - الاسبوع الماضي وذلك للمرة الاولى منذ 14 عاما وفاز أعضاء الحرس القديم في الجماعة بالاغلبية فيها.
وقال عبد المنعم أبو الفتوح لرويترز في مقابلة يوم السبت ان الخلافات الفكرية داخل الجماعة المحظورة رسميا زادت خطورتها بسبب عدم المرونة لدى عدد من الاعضاء البارزين.
وقال أبو الفتوح وهو عضو اصلاحي بارز "جماعة الاخوان أكثر نشاطا في الساحة السياسية الان من ذي قبل لكنها زادت محافظة في فكرها بعد سنوات من القمع وحجب حريتها في التجمع والمشاركة."
وقال "مساحة الاتفاق بين شخصي الفقير وبين قيادات أخرى (هي) مساحة كبيرة. لكن شكلا من أشكال الاداء عند البعض عندنا يتسم بالتزمت والتشدد وأنا ضد هذا."
والجماعة التي فازت بعشرين في المئة من مقاعد مجلس الشعب في الانتخابات التي أجريت عام 2005 التي خاضها أعضاء في الجماعة كمستقلين منقسمة على أساس خلافات بين الاجيال وذلك في وقت يشعر فيه الاصغر سنا من أعضاء الجماعة بالغربة لانهم غير ممثلين في مكتب الارشاد الذي يعتبر لجنة تنفيذية للجماعة والذي يغلب على العضوية فيه رجال أعمارهم تزيد كثيرا على الخمسين.
وهي منقسمة أيضا بشأن قضايا مثل حقوق المرأة والاقليات الدينية والكيفية التي يكون عليها الالتزام الديني وكيف يمكن أن تواجه الجماعة القمع الحكومي كما يقول المحللون.
ولم يفز أبو الفتوح وكذلك محمد حبيب النائب الاول للمرشد العام للجماعة الذي يعتبره محللون من المعتدلين أيضا مثل أبو الفتوح في انتخابات مكتب الارشاد.
وسوف يعلن اسم المرشد العام الجديد للجماعة قبل يوم 13 يناير كانون الثاني تاريخ نهاية ولاية المرشد العام الحالي محمد مهدي عاكف.
ويقول محللون ان جماعة الاخوان المسلمين هي الجماعة السياسية الوحيدة في البلاد القادرة على تعبئة مئات الالوف من المؤيدين ضد الحكومة في الانتخابات التشريعية التي ستجرى عام 2010 وانتخابات الرئاسة التي ستجرى عام 2011.
ومع ذلك لم يستبعد أبو الفتوح انقساما يمكن أن يحدث في المستقبل في الجماعة الى عدة أجنحة تمثل الاتجاهات الفكرية والعمرية فيها اذا ترسخ النهج الديمقراطي في البلاد وزادت قدرة أعضاء الجماعة على التعبير عن أنفسهم.
وقال "اذا دارت عجلة الديمقراطية وانفتح المناخ الديمقراطي قد يكثر الاخوان المسلمون ويصبحون عدة (جماعات)... ممكن أن ينشأ تنظيم أقوى من الاخوان كما هم الان أو ممكن أن يكونوا خمسة أو ستة تنظيمات أو أكثر."
وتلاحق حكومة الرئيس حسني مبارك جماعة الاخوان المسلمين لاخراجها من الحلبة الرئيسية للعمل السياسي في مصر وكان من شأن اجراءات اتخذتها أن جعلت من غير الممكن تقريبا أن تقدم الجماعة مرشحا لانتخابات الرئاسة يمكن أن يخلف مبارك.
ويعتقد ابراهيم الهضيبي الذي يتابع الجماعة وهو حفيد مرشد عام سابق لها أن نفوذها يزداد محدودية.
وسئل عن الدور الذي سيقوم به أعضاء الجماعة في الانتخابات التشريعية فقال "حتى اذا كانوا متحمسين للانتخابات المقبلة فان قدرتهم على التنسيق والتكامل مع الجماعات السياسية الاخرى ضئيلة."
وأضاف "معظم القادة الموجودين حاليا في مكتب الارشاد لم تكن لهم مشاركة في الحياة العامة واقتصر نشاطهم على الادوار التنظيمية دون العمل مع الجماعات الاخرى."
وقال وهو يصف مكتب الارشاد الجديد بأنه "انعزالي" ان "اخر جناح معتدل ومتسامح ومتكامل في الجماعة على الساحة السياسية المصرية تم اضعافه."
وقال الهضيبي "جماعة الاخوان تتكون من مدارس فكرية كانت قادرة على التعايش بسبب القادة التاريخيين وقدرتهم على ايجاد أرضية مشتركة. لكن الان اخرهم يتنحون."