مفاجآت كثيرة ومعلومات مثيرة، كشفتها تحقيقات نيابة شمال الجيزة الكلية فى واقعة اتهام ضابط شرطة و١٠ آخرين باختطاف محاسب من الجيزة واحتجازه فى الفيوم لمدة ٧ أيام متتالية، أفادت التحقيقات أن الضحية كان ينام على البلاط فى غرفة مظلمة، وأن المتهمين كانوا يتناوبون على حراسته بالأسلحة البيضاء والنارية وطلبوا منه الاتصال بوالدته وخالته وطلب ١٥٠ ألف جنيه فدية مقابل إطلاق سراحه.
وأضافت التحقيقات أن المتهمين حددوا يوم الثلاثاء الماضى موعدا لقتل الضحية بعد تأخر الأم فى الرد ودفع المبلغ المطلوب، وكان ضباط مباحث الجيزة أسرع وألقوا القبض على المتهمين فجرا وعثروا على مواد مخدرة وحشيش، وتبين أن المتهمين أجبروا الضحية على تناول المخدرات وتبين أن الضحية اتصل بوالدته فى غفلة من المتهمين وأعطاها رقم السيارة التى خطفته، وأنه محتجز فى الفيوم ولم يصدق رجال المباحث رواية الأم فى البداية حتى استمعوا لـ٨ تسجيلات صوتية بينها وبين المتهمين وبينها وبين ابنها المختطف.
جرت التحقيقات بإشراف المستشار هشام الدرندلى، المحامى العام الأول لنيابات شمال الجيزة وباشر التحقيق محمود الحفناوى، رئيس نيابة حوادث شمال الجيزة، وينظر قاضى المعارضات صباح اليوم أمر تجديد حبس المتهمين على ذمة التحقيقات.
وقال مصدر مطلع قريب من التحقيقات إن الضحية كان محتجزا فى فيلا قيادة كبيرة فى الحزب الوطنى بالفيوم، وإنه كان يعلم بواقعة الاختطاف والتهديد والاحتجاز وسبب الجريمة. وأضاف المصدر الذى طلب عدم ذكر اسمه أن النيابة العامة استدعت صاحب الفيلا لسؤاله ومواجهته بالتحريات والضحية وبعض المتهمين، وأنها ستصدر قرارا بضبطه إن لم يحضر صباح غد.
وقال مصدر آخر بالحزب الوطنى بالفيوم إن الواقعة صحيحة وإن صاحب الفيلا له علاقات ببعض القيادات الكبيرة فى الحزب، ومن المقرر أن يشارك صباح اليوم فى فعاليات مؤتمر الحزب الوطنى وأضاف أنه كان يعيش فى قلق طوال الأيام الماضية، خاصة بعد كشف الجريمة والقبض على ١١ متهما، بينهم زوج ابنته ضابط الشرطة، وهو المحرض الرئيسى والمتهم الأول فى الجريمة بعد خلافات مالية بين والده ووالد الضحية، وتبين أن الأخير استولى على ١٣٠ ألف جنيه من والد الضابط.
كانت البداية ببلاغ للواء محسن حفظى مساعد الوزير لأمن الجيزة من سيدة فى العجوزة أكدت اختطاف ابنها خالد عادل حسن «٢٧ سنة» من منزله فى العجوزة، وأضافت أن موجهاً بالتربية والتعليم وراء الخطف واستدعى رجال المباحث المشكو فى حقه وتبين أن والد الضحية أخذ منه ٨ آلاف جنيه واختفى، وأنه ليست له علاقة بواقعة الاختطاف وأخلى سبيله بعد أن ثبت صدق كلامه، وفى اليوم التالى للاختطاف تلقت والدة الضحية اتصالا هاتفيا من مجهولين طلبوا منها فدية ١٣٠ ألف جنيه
وتشكل فريق بحث بإشراف اللواء كمال الدالى، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة ضم العميد فايز أباظة، رئيس المباحث الجنائية، والعميد عرفة حمزة، رئيس مباحث شمال الجيزة، والعقيدين محمود خليل، وحصا فوزى، وتبين أن الضحية مختطف فى الفيوم وأن ١١ شخصا وراء الجريمة بينهم ضابط شرطة، وأن الاستدراج تم بواسطة فتاة، وأن والد الضحية استولى على ١٣٠ ألف جنيه من والد الضابط ورفض ردها. التقت «المصرى اليوم» والدة المجنى عليه فى منزلها بالعجوزة.. روت الأم تفاصيل الجريمة كاملة..
قالت: «الأسبوع الماضى اختفى ابنى من المنزل وانقطع الاتصال التليفونى بيننا.. وتأكدت أنه تم اختطافه، وفى البداية اعتقدت أن موجها فى التربية والتعليم بكرداسة وراء الواقعة لوجود خلاف بينه وبين والده.. المهم فى اليوم الثانى تلقيت اتصالاً تليفونيا من ابنى أكد أنه مختطف فى الفيوم وأعطى التليفون لأحد المتهمين الذى قال بالحرف الواحد: «ابنك فى الحفظ والصون لحد ما تدفعى ١٣٠ ألف جنيه وإلا هتلاقى كل قطعة من لحم ابنك فى كل مكان فى مصر».. لم أصدق ما سمعته..
فأنا انفصلت عن والد ابنى منذ ٨ سنوات ولا أعرف أين هو.. وعلمت أنه أخذ ١٣٠ ألف جنيه من أحد المتهمين وعليه قرروا خطف ابنى.. استمرت التهديدات ٥ أيام متتالية.. كنت لا أنام.. المتهمون يتصلون بى وبشقيقتى يطلبون المبلغ.. يسمحون لى بأن أسمع صوت ابنى وهو يستغيث.. كنت أسجل تلك المكالمات الهاتفية بيننا.. قلت إننى سأجمع المبلغ مهما كان الثمن.. عرضت شقتى للبيع وانتظرت من يشترى لأجمع المبلغ المطلوب.
مساء الأحد، وفى غفلة من المتهمين، اتصل بى ابنى وأعطانى رقم السيارة التى خطفته. وقال إنه فى الفيوم وإن المختطفين حددوا يوم الثلاثاء موعدا لقتله إن لم يحصلوا على الأموال.. أسرعت إلى مباحث العجوزة وقدمت لهم التسجيلات الصوتية ورقم السيارة.. وأجروا تحرياتهم حول صاحب السيارة ومكان الاختطاف وتوجهوا فجرا إلى فيلا فى الفيوم وألقوا القبض على المتهمين وحرروا ابنى.. الآن أنا خائفة على حياة اولادى الثلاثة وعلى حياة ابنى العائد من الاختطاف.. ارتديت النقاب فى الأسبوع الأخير حتى لا يعرفنى أقارب المتهمين.. وكذلك ابنتى.. لأننى تلقيت اتصالات من أسر المتهمين تطالبنى بالتنازل..
أخاف أن يتكرر ما حدث مع ابنى مع باقى أولادى.. أعلم أن وزير الداخلية لا يجامل احداً أو يحمى ضابطا فاسدا وكان ذلك نموذجا أمامى فى واقعة ابنى.. خفت أن «يطبخوا» القضية مجاملة للضابط.. ولم يحدث ذلك والأمور تسير طبيعية حتى الآن.. لكننى خائفة.. ولا أعرف لماذا أنا خائفة».