صحف مصرية تشن حملة ضد هيكل وتتهمه بالسعي لقلب نظام الحكم محمد حسنين هيكل - ا ف ب
10/23/2009 9:20:00 AM
القاهرة -
- شنت صحف حكومة مصرية حملة عنيفة ضد الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل بعد ان دعا الى تشكيل قيادة جماعية انتقالية لإدارة مصر على مدى ثلاث سنوات لتعديل الدستور وضمان انتقال آمن للسلطة.
وقالت صحيفة “الجريدة” نقلا عن مصادر إعلامية أن الحملة الصحفية ستتصاعد خلال الأيام المقبلة.
وأوضح مصدر مقرب من هيكل "أن هيكل يطرح اقتراحه على قوى المعارضة التي تركز في تحركاتها على رفض الدور السياسي المتزايد لجمال مبارك ، دون أن تدرك أن احتمال صعوده إلى منصب الرئيس يكاد يكون منعدماً، وأن الأقرب هو أن المؤسسات التي تملك القوة الفعلية وتحظى بالاحترام لدى الشعب والنخبة هي التي ستمسك بالسلطة حال حدوث فراغ، وبالتالي فالأفضل هو طرح بديل واقعي لترشيد السلطة المقبلة من خلال إشراك أكبر عدد من الشخصيات محل القبول العام وصولاً لإجراء انتخابات حرة بناء على دستور جديد".
وذكر المصدر أن هيكل يدرك أن اقتراحه سيواجه بتجاهل في الوقت الحالي، ولكنه سيكون مطروحاً للتدارس الجدي إذا حظي بقبول معلن من القوى السياسية.
وقد خرجت صحيفة مصرية حكومية صباح الأربعاء، بمقال هجائي ضد هيكل يتهمه صراحة بأنه "قود انقلاباً ضد نظام الحكم وأنه يسعى إلى إعادة إنتاج النظام الإيراني في مصر ويتناسى أنه ليس فوق القانون والدستور".
ويتضمن اقتراح هيكل أن "تكون هناك وزارة تعمل مع هذا المجلس يرأسها شخص مثل (وزير الصناعة والتجارة المصري) رشيد محمد رشيد، وفيها (وزير المالية المصري) يوسف بطرس غالي نائبا له".
ورأى هيكل أن "رشيد جيد ويوسف بطرس غالي وزير مالية كفء" وأنه "يمكن أن يكون في حكومة انتقالية مع أناس يفكرون في المستقبل لننتقل إلى دولة حقيقية ودستور يحترم"، منتقدا تحول "رجال الأعمال إلى سياسيين" والسياسيين إلى رجال أعمال.
وتطرق هيكل في اقتراحه إلى المغتربين المصريين كأداة لإعادة بناء الدولة، بقوله "لديك أكثر من 280 ألفا من هؤلاء النوابغ موجودون في الخارج، وهذا رصيد إنساني مهول"، كما أكد أن "هذا البلد طاقته على الإنتاج مهولة، فيه حيوية مدهشة، وقواه الكامنة الموجودة في القطامية والشيخ زايد والساحل الشمالي، والمجمعات السكنية المغلقة"، في إشارة إلى ما اعتبره "طبقة متوسطة خائفة وضعت نفسها داخل أسوار وأغلقت بحراسة".
وعن موقف القوى السياسية المختلفة من دعوة هيكل وصف عضو مكتب إرشاد جماعة "الإخوان المسلمين" ورئيس الكتلة البرلمانية للجماعة محمد سعد الكتاتني، هيكل بأنه كاتب يغرد في فضاء نظري غير واقعي، لأن الحزب الوطني يحكم البلاد بـ"القبضة الأمنية" ولن يتيح مطلقاً فرصة لتداول وانتقال مرن للسلطة، مؤكداً أنه في حال وجود إرادة سياسية وشعبية صلبة وقوية ترغب في التغيير فإن جماعة الإخوان توافق على أي مبادرة تُخرج البلاد من مرحلة الجمود إلى مرحلة المرونة والسيولة.
وقد رحب أحمد عبدالجوادـ المنسق الإعلامي للمعارض المصري أيمن نور باقتراح هيكل بما يحتويه من أسماء والتي وصفها بـ'الجديرة بالاحترام'، لافتاً إلى أن زعيم حزب 'الغد' أيمن نور أول من بادر بمثل هذا الاقتراح خلال برنامجه الانتخابي عن طريق دعوته إلى مجلس انتقالي يعيد هيكلة البلاد دستورياً وسياسياً واقتصادياً.
وقال عبدالله السناوي رئيس تحرير جريدة العربي الناصري إن دعوة هيكل ستلقى قبولاً لدى القوى المعارضة والحركات الاحتجاجية الشبابية، مشيراً إلى أن الدعوة أقرب إلى التنفيذ في حال خلو مقعد الرئاسة.
وأشار القيادي البارز في الحزب الوطني جهاد عودة إلى أن اقتراح هيكل مخالف تماماً للدستور، مؤكدا إلى أنه يسعى من خلاله إلى محاولة جذب الأضواء إليه واستعادة مكانته السابقة، لافتاً إلى أن الدولة لديها قانون تلتزم به.
وأكد عودة أن الدستور المصري نص على أن مَنْ يتولى منصب الرئاسة يجب أن يأتي من خلال الانتخابات الرئاسية التعددية التي يتم إجراؤها، مشيراً إلى أن أي اقتراحات مخالفة للدستور هي مجرد آراء لأصحابها ولا يمكن تنفيذها.
المصدر: صحيفة الجريدة ،