السامبا "مزيكا".. باي باي كوستاريكا

نجوم البرازيل خطفوا هدف الفوز في أصعب مباراة.. ويلعبون النهائي
باي باي كوستاريكا.. فالسامبا دائما مزيكا


------------

فبفارق المهارات والخبرات صعد نجوم السامبا البرازيلي لنهائي كأس العالم للشباب لكرة القدم مصر 2009 علي حساب منتخب كوستاريكا الحصان الأسود الذي ودع المونديال بهدف نظيف سجله أحد مواهب السامبا آلان كارديش من كرة رائعة في منتصف الشوط الثاني ليرضي كوستاريكا باللعب علي البرونزية بعدما فك كارديشن الاشتباك في هذا اللقاء الصعب وقاد البرازيل للإفلات من نفق كوستاريكا الغامض والذي استطاع يقضي علي خطورة نجوم السامبا بفضل انتظام لاعبيه التكتيكي في الملعب وترابطهم وإجادتهم تنفيذ طريقة دفاع المنطقة والرقابة الفردية رجل لرجل والتي لعب بها للحد من خطورة راقصي السامبا لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي والذي استمر حتي منتصف الشوط الثاني والذي كان الأكثر إثارة وقوة وخطورة علي المرميين بعد أن بدأ الفريق الكوستاريكي محاولات هجومية سواء لإحراز هدف البدء أو التعادل ولكن صلابة وخبرات لاعبي البرازيلي قادتهم لحسم هذه الموقعة الصعبة لصالحهم 1/صفر ولكن بعد ولادة متعسرة لتنتهي هذه المواجهة بدون مفاجآت وصعود المرشح الأول لكأس العالم البرازيلي ملوك الكرة في العالم والذين اقتربوا بقوة من منصة التتويج.
بدأت المباراة وشبح التفوق الكاسح للسامبا البرازيلي علي كوستاريكا بخماسية في الدور الأول للمونديال يقابله حذر من جانب لاعبي البرازيل خوفا من نفق كوستاريكا الذي أسقط من قبل منتخب مصر ثم الإمارات.. وكان من الطبيعي أن تشهد البداية عملية جس نبض من الفريقين كل منهما يحاول أن يستكشف الآخر.. ولم تستمر مرحلة جس النبض طويلا حيث بدأ نجوم السامبا المباراة وفرض سيطرته علي منطقة المناورات بوسط الملعب بقيادة توكسييلا ومعه سوزا وجوليا نو يقابله التزام دفاعي من جانب كوستاريكا ومع مرور الوقت يتضح أن كوستاريكا يلعب بطريقة دفاعية بقيادة خوسيه مينا تعتمد علي تأمين العمق الدفاعي للمنطقة الخطرة مع الإنطلاق السريع لبناء هجمات مرتدة خاطفة ورغم ارتفاع مهارات نجوم السامبا وقدرتهم علي الاستحواذ علي الكرة وإجبار الفريق الكوستاريكي علي التقهقر لنصف ملعبه إلا نجوم السامبا وجدوا صعوبة في اختراق دفاع كوستاريكا المتكتل والذي تميز بحسن تنظميه وسرعة انقضاضه وفدائية لاعبيه واستبسالهم بينما اعتمد الفريق البرازيلي في انطلاقاته الهجومية عن طريق جونيور في الجبهة اليمني والذي أجاد فتح ثغرة دفاعية ولكن إجادة دفاع كوستاريكا لألعاب الهواء وتألق حارس مرماه الموهوب الفارادو وحسن خروجه من المرمي كلها عوامل أفسدت هجمات نجوم السامبا وقضت علي خطورتها.
ويحسب لفريق كوستاريكا أنه استفاد من مباراة الدور الأول عندما أجاد تضييق المساحات علي نجوم السامبا في مختلف جنبات الملعب والضغط علي الكرة ليخرج سلبياً وجاء متوسط المستوي من الناحية الفنية ولكن اتسم كالعادة في مباريات المونديال بالحماس والقوة والكفاح من لاعبي الفريقين كل حسب الطريقة التي يلعب بها والهدف الذي يسعي لتحقيقه من وراء هذه الطريقة.
ويشهد الشوط الثاني انتفاضة من لاعبي كوستاريكا وكأن شبح الخوف والرهبة التي بدأ بها المباراة قد زال بعد نجاحهم في قطع المية والهواء عن نجوم السامبا في الشوط الأول وفي مقدمتهم جوليانو أخطر لاعبي البرازيل والذي خضع لرقابة صارمة ونجح الدفاع الكوستاريكي في الحد من خطورته تماما.
لم تستمر انتفاضة وصحوة فريق كوستاريكا الهجومية كثيرا بعد انتهاء مفعول "حبات" الشجاعة سريعا والتي منحها لهم مدربهم مارتيز بين الشوطين فقد عاد نجوم البرازيل للرقص علي أنغام السامبا والعزف علي أنغام الساحرة المستديرة للسيطرة علي مجريات اللعب وفرض سيادتهم علي منطقة المناورات وتوالت هجماتهم يدعمها الكثافة العددية مع ارتفاع معدلات السرعة في الانطلاق والتحرك والتمرير وتنويع الهجمات في محاولة جادة لاختراق دفاع كوستاريكا المنظم جداً بفضل الانضباط التكتيكي للاعبيه..
ومع نجاح نجوم السامبا في تطوير أسلوبهم الهجومي استطاع أن يجني ثمار هذا التألق عن طريق النجم آلان كارديش عندما سجل هدفا عالميا بمهارة فائقة عندما استقبل تمريرة عرضية سحرية من جونيور من الناحية اليسري يقابلها قارديشن مباشرة علي الطاير ومن زاوية صعبة وضيقة من قرب خط التماس يسدد صاروخا أرض جو لم يرها الفارارو حارس كوستاريكا إلا وهي تغرد في الشباك معلنة هدف السبق والتفوق لراقصي السامبا والذي أجاد التحكم في رتم المباراة بمنطقة المناورات بقيادة نجمه نيلسون.
ويلعب هيرنانديز بدلا من درجال بفريق كوستاريكا لزيادة القوة الهجومية بحثا عن هدف التعويض والتعادل قبل نهاية المباراة بعشر دقائق ويرد الجهاز الفني البرازيلي بتغيير تكسيرا لدعم خط الوسط لإحكام السيطرة علي منطقة المناورات والحفاظ علي الهدف ويدفع مدربي كوستاريكا بآخر أوراقه بالدفع بكاستر وبدلا من مارتينيز في محاولة أخيرة لإضفاء مزيد من الخطورة والإيجابية لأداء لاعبيه بحثا عن هدف التعادل.
ويتألق جيفارا الكوستاريكي بمهاراته العالية في المراوغة والتحكم في الكرة ويقود سلسلة من الهجمات المكثفة مع كاسترو ويقترب بالفعل من مرمي البرازيل ولكن السرعة وعدم الدقة في التسديد واللمسة الأخيرة أضاعت عليهم فرصة العودة للمباراة بهدف التعادل بعد أن حصلوا علي أكثر من ضربة ركنية ولكنهم لم يحسنوا استغلالها ليطلق الحكم الإسباني صافرة النهاية معلنا فوز السامبا البرازيلي وصعوده لنهائي العرس الكروي العالمي لمواجهة منتخب النجوم السوداء الغاني برازيل أفريقيا في لقاء سوف يحمل كل عناصر الإثارة والتشويق والمتعة وفنون الساحرة المستديرة من أفضل فريقين عن جدارة واستحقاق بمونديال "مصر 2009" بينما نال فريق كوستاريكا احترام الخبراء والجماهير المصرية والتي حضرت المباراة وبلغ عددها 40 ألف متفرج كانوا وراء معشوقتهم الكرة البرازيلية ولكنهم صفقوا للاعبي كوستاريكا علي الأداء الرجولي والفني المرتفع مما صعب مهمة نجوم السامبا حتي حسموا اللقاء لصالحهم.. ولكن يجب أن يتذكر نجوم البرازيل أن غانا قادرة علي الفوز عليهم لو أنهم لعبوا بنفس مستوي الأداء الذي قدموه أمام كوستاريكا.