عزف منتخبنا الوطني سيمفونية رائعة علي الرغم من هزيمته من السامبا البرازيلية 3/4 في المباراة التي جرت بينهما أمس في افتتاح المجموعة الثانية ضمن منافسات كأس القارات المقامة حاليا بجنوب أفريقيا.. لينتزع البرازيليون ثلاث نقاط غالية من فم الأسد المصري.. أحرج الفراعنة راقصي السامبا بالمستوي المتميز والرائع الذي ظهروا عليه طوال شوطي المباراة حتي ان الجماهير التي حضرت اللقاء لم تصدق الأداء الجماعي الذي قدمه لاعبونا في تلك المباراة.. وبلاشك فإن نجوم مصر يستحقون أن نرفع لهم القبعة علي هذا الأداء الذي أبهر العالم.. تقدم المنتخب البرازيلي بهدف عن طريق كاكا في الدقيقة الخامسة من شوط المباراة الأول إلا أن الرد المصري جاء سريعا فبعدها بدقائق تمكن محمد زيدان من ادراك التعادل لتنهال الأهداف البرازيلية عن طريق فابيانو وجوان في الدقيقتين 12 و..36 ونجح لاعبو منتخبنا في تصحيح الأوضاع والأخطاء وتماسك نجوم مصر وتمكن محمد شوقي وزيدان من احراز هدفين في دقيقة واحدة من بداية الشوط إلي أن قضي البرازيلي كاكا علي الأحلام المصرية بالخروج من اللقاء بتعادل علي الأقل باحرازه لضربة جزاء في آخر دقيقة من عمر المباراة.
لم يجر حسن شحاتة المدير الفني لمنتخبنا الوطني تعديلات في التشكيل الذي خاض به لقاء الجزائر الأخير بتصفيات المونديال واعتمد بشكل واضح علي نفس العناصر أمام نجوم السامبا.. فقد بدأ الفراعنة اللقاء بتشكيل مكون من عصام الحضري لحراسة المرمي وأمامه ثلاثي الدفاع وائل جمعة وهاني سعيد وأحمد سعيد "أوكا" وأحمد فتحي يمينا وسيد معوض يسارا ولعب بثلاثة محاور ارتكاز هم: أحمد حسن ومحمد شوقي وحسني عبدربه وقاد الهجوم محمد زيدان من تحته محمد أبوتريكة كصانع ألعاب.
علي الجانب الآخر.. خاض دونجا اللقاء بقوته الضاربة متمثلة في خوليو سيزار لحراسة المرمي وامامه لوسيو وفيليبي ميلو وجوان وايلانو يلومر وجيلبرتو سيلفا ودانيل الفيس ولويساو في حين جاء خط الهجوم متمثلا في الثلاثي العالمي كاكا ولويس فابيانو وروبينو.
قدم منتخبنا الوطني شوطاً رائعا نجح من خلاله في مجاراة السامبا البرازيلية لحد كبير في بعض فترات اللقاء حتي أن الجميع لم يصدق المستوي الذي ظهر عليه لاعبونا.
ففي الدقائق الاولي من بداية المباراة تسيد الحذر من جانب لاعبينا وفرض الدفاع المصري رقابة لصيقة علي الهجوم البرازيلي الضاغط في الوقت الذي تماسك فيه نجوم السامبا وأحكموا السيطرة علي وسط الملعب معتمدين علي اللعب من لمسة واحدة.
ظهرت الرغبة في أداء السامبا لاحراز هدف مبكر يربكون فيه حسابات لاعبينا وتحقق مرادهم وبالفعل في الدقيقة الخامسة عندما انتزع كاكا الكرة وغمزها من فوق هاني سعيد وفشل وائل جمعة في إخراجها من أمامه ليجد كاكا صاحب الملايين والمنتقل حديثا للريال نفسه منفرداً بعصام الحضري وضعها أرضية زاحفة محرزاً هدف التقدم.
بعد الهدف.. زالت الرهبة من لاعبينا وبادلوا السامبا الهجمات ولم يمر علي هدف البرازيل طويلا فبعدها بأربع دقائق نفذ نجوم الفراعنة جملة تكتيكية رائعة.. أهدي فتحي الكرة الي أبوتريكة المنطلق من الجبهة اليمني ومرر عرضية نموذجية انقض عليها زيدان كالصقر برأسه في شباك سيزار.
علي الرغم من الضغط الهجومي للفراعنة إلا أن العجز ظهر واضحا في خط دفاعه ففي الدقيقة 13 نفذ اليانو ضربة حرة مباشرة انقض عليها لويس فابيانو في غفلة من الدفاع وحارس مرماه الحضري برأسه وسكنت اقصي الزاوية اليمني له معلنا الهدف الثاني للسامبا.
تلاعبت البرازيل بنجوم منتخبنا الوطني مع منتصف الشوط ونجح لاعبونا في إحكام الرقابة اللصيقة علي جميع مفاتيح اللعب وإغلاقها بالضبة والمفتاح.. ولم يستسلم لاعبونا للأمر الواقع وإنما نجحنا في مجاراة نجوم السامبا وحاول فتحي أن يجرب حظه فسدد كرة قوية لكنها إلي خارج المرمي.
وفي الدقيقة 36 احتسب حكم اللقاء الانجليزي ضربة حرة مباشرة من مسافة 33 ياردة نفذها دانييل الفيس تصدي لها الحضري ببراعة إلي ركنية نفذت وتجد رأس جوان ويحرز الهدف الثالث للبرازيل.
وعلي الرغم من تلك النتيجة الا ان اليأس لم يدب في نفوس لاعبينا وظهر الاصرار واضحاً في تقليص النتيجة واضاع عبدربه فرصة هدف مؤكد في الدقيقة الاخيرة من الشوط عندما مرر سيد معوض عرضية من الجبهة اليسري وضعها عبدربه برأسه مرت فوق العارضة بقليل لينتهي بعدها الشوط الاول من المباراة.
شوط مصري
اختلف الحال كثيراً في شوط المباراة الثاني عندما تلاعب نجوم منتخبنا بالسامبا وقدم الفراعنة كرة قدم جميلة تعاطفت الجماهير بجنوب إفريقيا مع لاعبينا علي الأداء الرائع والرجولي.. واعتمد نجوم منتخبنا علي اللعب من لمسة واحدة في الوقت الذي غابت فيه البرازيل عن أجواء الشوط حتي أن السيطرة الفعلية كانت من نصيب الفراعنة.. واستحق لاعبونا التحية من جانب الجميع.
أجري حسن شحاتة المدير الفني لمنتخبنا تغييراً تكتيكياً بنزول أحمد عيد بدلاً من أحمد حسن في محاولة لتنشيط الناحية الهجومية وتحقق مراده بالفعل حيث تغير الأداء بالتدريج وكثف لاعبونا من هجماتهم المتتالية حيث شكل أحمد عيد بعض الخطورة علي الدفاع البرازيلي بمجرد نزوله إلي أرضية الملعب.
هدفان في دقيقة
جاءت الدقيقة 53 لتكون بمثابة الصاعقة علي البرازيليين حيث طبق نجوم مصر جملة تكتيكية رائعة عندما انطلق أبو تريكة المتألق بالكرة وأهدي الكرة إلي معوض الذي مررها بدوره أرضية لمحمد شوقي المنطلق من الخلف سددها صاروخية لا تصد ولا ترد سكنت أقصي الزاوية اليمني لسيزار الذي اكتفي بمشاهدتها.
لم تمر دقيقة واحدة بعد الهدف الثاني كانت الفاصل مع الهدف الثالث عندما انفرد محمد زيدان بالحارس سيزار وسدد مباشرة لتظهر علامات التعجب علي وجه دونجا المدير الفني للسامبا الذي لم يصدق إدراك المصريين للتعادل.
دفع دونجا بورقتين دفعة واحدة بنزول راموليس وباثو بدلاً من ايلانو وروبينو.. قابله تغيير من قبل شحاتة بنزول أحمد المحمدي بدلاً من عبدربه ليميل فتحي إلي وسط الملعب تاركاً الجبهة اليمني للمحمدي.
تغير الأداء الدفاعي من جانب الفراعنة في شوط المباراة الثاني وظهر "كالخرسانة المسلحة" بعدما فشل الهجوم البرازيلي في اختراقه.
وفي الدقيقة 76 حاول كاكا أن يجرب حظه فسدد كرة قوية من خارج منطقة الجزاء مرت فوق العارضة بقليل رد عليه أحمد عيد بتصويبة وجدت طريقها في يد سيزار تلاها مباشرة تسديدة لفتحي مرت إلي خارج المرمي.. ودفع دونجا بآخر أوراقه بنزول أندريس بدلاً من كليبر.
وكادت تسير المباراة بالتعادل الايجابي وانتزاع الفراعنة لأغلي نقطة إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن ففي الدقيقة الأخيرة أشهر حكم اللقاء ضربة جزاء نتيجة لمسة يد علي المحمدي الذي تم طرده من اللقاء نفذها كاكا مرت من بين يد الحضري محرزاً الهدف الرابع والفوز بالمباراة.
ظهر واضحا الرعب والخوف في نفوس البرازيليين وتحديداً عقب التصويبة التي أطلقها أحمد عيد وفشل سيزار في الإمساك بها ويشتتها الدفاع ويقوم علي إثرها اللاعبون بتشجيع بعضهم البعض وتنتهي المباراة