ملك
عضو نادي الالف
عدد الرسائل : 1009
تاريخ التسجيل : 30/05/2008
بطاقة الشخصية
الشعراء:
 |  موضوع: سلسلة كوابيس 3  الخميس 2 يوليو - 20:01 | |
| ************************
* يا لها من نهاية مأساوية..
قلتها ولمحة السخرية تطغى على كلماتى بينما أنقل بصري إلي المرأة التي قالت بدورها:
=ولكنها ليست النهاية!
*هل حدث شيء آخر؟!
أجابت في لهجة تحمل رنة من الأسي :
= نعم , لقد مات كل من دخل هذه الغرفة في نفس اللحظة التي وجدوا فيها الجثة0
* وكيف ماتوا .. ؟ أكيد من الرائحة!!
قلتها في ملل لأننى كنت أبحث عن قصة مسلية فأسمعونى مأساة رجل معوق ذهنيا كان يجب ذكر قصته فى مجلة ميكى!!
أجاب الرجل:-
* تقول القصة إن أول رجال دخلوا الغرفة ماتوا بطريقة ما لم يذكرها أحد,
ومن هذه اللحظة انتشرت القصص عن أن لعنة حلت علي روح الرجل وجعلتها حبيسة
جدران الغرفة ولا تستطيع الفرار منها نهائيا, ويقولون أيضا أن روح الرجل
تعهدت بقتل أي شخص يدخل هذه الغرفة كنوع من الانتقام لأى بشرى يتجرأ
ويدخلها .
* وأنتما تريدان إقناعي أن هذا الشبح موجود بالقلعة الآن؟
= نحن لا نريد إقناعك بشىء ..نحن نخبرك بما حدث .
* والشبح لم يغادر غرفته أبدا بل ويقتل أي بشر يدخلها؟
عقد الرجل ذراعيه أمام صدره وهو يلمح السخرية تغرق كلماتي مجيبا:-
= نعم.. هذا صحيح!.. وأعتقد طبعا أنك لم تصدق كل هذا؟
* بالضبط.. استنتاج صحيح, أنا لا أصدق كلمة واحدة مما قلتماه!
هتفت المرأة وملامحها بدت غاضبة:
= أنا لا أريد أن أتجادل مع شخص مثلك ولكننى أود أن أخبرك أننا رأيناه ..لقد وقفنا خارج الغرفة ووجدناه يرقد علي الفراش!
كدت أصرخ في وجهيهما وأقول لهما الحقيقة المؤلمة أنهما حفنة من العجائز
ضعيفي الحواس والذين يرونني بالكاد ناهيك عن رؤية شبح.. وأى شبح كسول هذا
الذى ينتظر ضحاياه نائما على الفراش!
* في اعتقادي الشخصي أن كل ما يتداوله الناس عن الأشباح و الأرواح مجرد أكاذيب ملفقة صنعتها عقول ضيقة .. جاهلة..
قلتها وأنا أتجه لأحمل إحدي الشموع وأنا ألعن غبائي لعدم إحضاري كشافا ضوئيا لفحص هذه القلعة .. هتف الرجل:
= هل تعني أننا نكذب ؟
* لا.. ولكنكم أعتدتم أن تتعاملوا مع تلك الخرافات الشعبية وكأنها حقيقة مسلم بها .
صاحت المرأة وهي تنهض في عصبية:
= انظر أيها الشاب أمامك القلعة.. ها هي, إذا كنت تريد فحصها فأفعل, وإذا
كنت تريد دخول الغرفة التي حدثناك عنها فادخلها, ولكن لا تحاول أبدا
السخرية منا أو اتهامنا بالجهل .
* هل تتحدينى ؟؟ سأدخلها, إنني لست بجبان مثل البعض ولمعلوماتكم سيكون أول
شيء أفعله هو دخول هذه الغرفة وفي المساء سأحضر كشافات ضوئية لأفحص بقية
المكان0
= ما الذي تريده بالضبط؟!, ما الذي تريد إثباته؟!
تساءل الرجل في دهشة, فأجبت:ـ
* ببساطة أريد أن أثبت لكم خطؤكم فى تصديق تلك القصص الغريبة وأنها مجرد
خرافات لم يجرؤ أحدكم على مواجهتها.. إننى أريد أن أحطم تلك الأسطورة من
الخوف اللامبرر التى تعشش بعقولكم .
أومأ برأسه في هدوء قائلا:
= حسنا.. ادخل الغرفة أيها الأحمق ولكن لاحظ أن أول خطواتك في هذه الغرفة
ستكون أول وآخر خطوات تخطوها في حياتك كلها, والآن إذا كنت شجاعا لهذا
الحد فاذهب , اذهب لتقابل عزرائيل!!
إلهي, كم أحب هذا الرجل واختياره لكلماته!
* حسنا سأثبت لكما خطأ خوفكما هذا وأنكما تخافان من لا شيء , ولكن لو سمحتما أين هذه الغرفة بالضبط؟!
**************************
الآن أقف خارج الغرفة المقصودة ممسكا بشمعة ضخمة ويدي الأخري تتحسس في
جيبي قداحة أحملها تحسبا لأية مواقف طارئة. لم يكن ضمن خططي أن أفحص أي
شيء في القلعة وسط هذا الظلام, كنت سأغادر المكان لأعود في وقت آخر ومعي
كشافات ضوئية لأضمن فحصا دقيقا للقلعة, ولكنني عندما سمعت تلك القصة
الساذجة عن الغرفة استثنيتها من قراري هذا, ربما بسبب العناد الأعمي. أو
ربما لأثبت لهذين الأحمقين أن كل ما يقال عن هذه الغرفة هو مجرد خرافات
وأساطير كاذبة بلا أدني أساس من الصحة, أو ربما لأؤكد شجاعتي وأظهر بشكل
بطولي أمام نفسي وأجد قصة ظريفة أحكيها لأصدقائي عند عودتي وأجعلهم
ينبهرون بشجاعتي. نظرت في شك إلي الشقوق الضخمة التي تنتشر في أرجاء هذا
الممر.. وإلي الأرضية المتآكلة وتمنيت في قرارة نفسي أن تصمد القلعة حتى
أنتهي من فحصي لها , إنني أعتقد أنها علي وشك الانهيار إنها متهالكة
للغاية وعلي حافة السقوط ولكن هذه المباني القديمة معظمها يخدع الخبراء...
فقد يجدون الأساسات مثنية ومقوسة وأرضها غائرة متداعية ويتنبؤن بما لا يدع
مجالا للشك أنها ستسقط بعد دقائق ولكنها تظل صامدة ألف سنة مثل المبنى
الذى أسكن به .
ولكن الآن ..هيا لندخل الغرفة ولننس القلعة قليلا.. فتحت الباب ولحسن الحظ
لم يتصاعد صوت الصرير الممل الذي تسمعه عند لمس أي باب قديم.
دخلت بخطوات بطيئة هادئة وقشعريرة من الاثارة تجول في جسدي.
رفعت الشمعة لأعلي درجة وأتاح لي ضوئها الضعيف رؤية بعض ملامح الغرفة..
فراش عملاق من الطراز المعدني القديم الذي يزن أكثر من طن وصوان صغير في
ركن الحجرة ومنضدة دائرية تتوسط المكان.
إنها مجرد غرفة عادية بل وأقل من العادية!
كيف كانت تلك الغرفة من ممتلكات شخص ثري ثراء فاحش؟! إنها بالكاد تصلح لكي تكون مأوي لشحاذ !!
حسنا.. هاأنذا في الغرفة أنتظر ظهور الشبح المزعوم ولكن لا شيء يحدث..
لماذا لم أمت بعد؟!
اللعنة.. إنك لا تجد أشباحا محترمين يحافظون علي قراراتهم!
إنني أرتجف من الرعب!!
ضحكت ضحكات عالية وأنا أقترب من الصوان الصغير حاولت فتحه ولكن كان مغلقا بإحكام .
ربما حبس أحدهم الشبح بالداخل فلم يستطع الخروج ليخيفني!
ضحكت مجددا حتى قفزت الدموع من عيني . وخطرت لى فكرة مسلية عند خروجى من
الغرفة لأفزع العجوزين وأتصنع الموت ..بل أفكار شريرة تملأ عقلى الآن
لإخافتهم مثل خروجى وجفناى مقلوبان ..ذلك سوف يكون ردا كافيا على
العجوزين الفارين من مخازن المتحف المصرى !!
أكثر شيء أكرهه في وسائل الاضاءة البدائية المسماة بالشموع هو تلك الظلال
الطويلة المتراقصة الهلامية الملامح والتي يصنعها لهب الشموع علي
الجدران.. إنها تصيبني بالاختناق. ولكن مهلا.. أن يتحرك لهب الشمعة تلك
الحركة السريعة فهذا معناه وجود تيار هواء في المكان, ولكن النافذة مغلقة
بإحكام.. إذن.. أين هو مصدر هذا التيار؟
نظرت إلي النافذة مرة أخر عندما فجأة أحسست بركة ما خلفي. أدرت رأسي
سريعا. تيار الهواء البارد لمس عنقي. كان يتزايد و.. ولكن الباب أيضا مغلق
و لا يوجد شيء خلفي, لا يوجد سوي ظلي يتراقص علي الحائط كالأفعي... ولكن
لهب الشمعة لم يعد يتحرك بينما الظل يتراقص.
ما الذي يحدث هنا؟!
تساءلت في توتر.. شعرت باهتزاز الأرض تحت قدمي.. الأتربة كانت تتساقط من
السقف, سمعت أصوات خشب يتحطم..و.. يا إلهي.. هل المكان ينهار؟!
ازداد اهتزاز الجدران.. تساقط الأحجار الصغيرة.. الظل يتراقص علي الحائط
والفراش يتقافز فوق الأرض , المنضدة تتحرك ثم تنزلق نحو ركن الغرفة.
تجمد جسدي لثانية من فرط المفاجأة ثم اتجهت في سرعة نحو باب الخروج. كنت أعدو في هستيريا أحاول الهرب بحياتي.. المكان ينهار بالفعل!
أثناء العدو اصطدمت بساق الفراش.. طار جسدي في الهواء ثم سقطت أرضا..
الشمعة وجدتها تقفز من يدي وتندفع لتسقط علي الفراش .. اصطدم رأسي
بالمنضدة الخشبية.
الألم كان فظيعا .. أغرقني ظلام داخلي.. حاولت المقاومة. الجدران مازالت
تتراقص.. الشمعة هناك علي الفراش الذى تشتعل فيه النيران.. ثم آخر شيء
شاهدته هو حريق ضخم يندلع في المكان ثم فقدت الوعي..!
****************
فتحت عيني فجأة فوجدت الوجوه المليئة بالتجاعيد تحدق في وجهي وجسدى كان ممددا علي فراش طويل.
تساءلت والحيرة تنتشر في عقلي كالضباب:
*ما الذي حدث؟!
- إنه شيء واضح أيها العنيد, لقد هاجمك الشبح.
قالها الرجل في لهجة مشفقة وهو يبتعد عني ليجلس علي أحد المقاعد واعتدلت متأوها:
*أي شبح؟!.. لا توجد أية أشباح!
ثم جلست علي طرف الفراش مردفا:
* آه, أتذكر الآن لقد انهارت الغرفة واصطدمت رأسي بالصوان اللعين ففقدت الوعي, هذا كل شيء ولكن هذا غريب ألم تنهار القلعة ؟
قالت المرأة في حزن:
-الغرفة لم تنهار, ولا حتى القلعة!
نظرت إلي الساعة فنهضت في سرعة:
*لم تنهارالغرفة؟! أي قول هذا..؟! لقد رأيتها تنهار أمام عيني!
لم يتكلم أحدهما فاستطردت:
*حسنا ليس لدي الكثير من الوقت لأضيعه في كلام بلا طائل معكما, لقد تأخرت ويجب أن أذهب لاحضار الكشافات الضوئية.
- تذهب إلي أين أيها البائس, ألم تفهم بعد؟! لقد انضممت لنا إلي الأبد.
*انضممت لكم إلي الأبد؟!.. ما الذي تعنيه يا رجل بهذا الكلام السخيف؟!
نظر إلي نظرة آسفة وأشار في صمت إلي ركن المكان... إلي الأرض وهناك... علي أرض الغرفة... وجدت جسدي ممددا بلا حراك.
وفجأة فهمت كل شيء, كل شيء!
ورددت الجدران صرخاتي بلا نهاية.
تمت بحمد الله,,,
تأليف أحمد عرفة | |
|
سمر
سيناتور
 عدد الرسائل : 8530
تاريخ التسجيل : 06/08/2008
| | موضوع: رد: سلسلة كوابيس 3 الخميس 2 يوليو - 21:11 | |
| مشكووووره ملك بس الحمد لله الخط
شكله عفاريتى
هههههههههههههههههه
شكراااا لمجهودك يا قمر | |
|
