السلطات نشرت مصائد للفئران بمناطق مختلفة على الحدود لكشف أسباب الطاعون من خلالها
نساء عجائز وأطفال وشباب ورجال ومعوقون يحملون أثقالاً كبيرة من البضائع قادمين من منفذ مساعد الليبى وسط صخب أشبه بسوق العتبة أيام زمان لعبة "حلق حوش" بين الأمن والتجار الذين يطلق عليهم اسم "مهربين" وعجز سلطات المنفذ عن السيطرة التامة فى ضبط الحركة داخله، هو أول ما تلحظه عند دخولك إلى منطقة الوصول من ليبيا.
عند دخولنا المنفذ صباح اليوم، كان أول من قابلنا فرقة التطهير وإبادة الحشرات بملابسهم الواقية الذين أرسلتهم وزارة الصحة اليوم وهم يستعدون لرش المبيدات وبودرة الحشرات قبل زيارة وزير الصحة المرتقبة للمنفذ خلال الأيام القادمة.
تجول اليوم السابع داخل المنفذ للوقوف على حقيقة الاستعدادات والاحتياطات التى تتخذها سلطات المنفذ والسلطات الصحية لفرض الرقابة الصحية، ورغم التضييق الأمنى والرقابة اللصيقة لمنع التقاط الصور أو الحصول على معلومات توصلنا إلى حقائق خطيرة.
الحقيقة الأخطر والأهم كانت عن الحجر الصحى بالمنفذ الذى يمر خلاله حوالى 3000 مسافر لم يكن به سوى طبيب واحد فقط بدون بديل، وعقب رفع حالة الطوارئ تم رفع عدد الأطباء إلى ثلاثة أطباء وتوقيع الكشف بشكل عشوائى بواقع ركاب سيارة واحدة من بين ركاب 10 سيارات، كما أن مئات المترجلين بين منفذ السلوم ومنفذ مساعد لا يمرون على الحجر الصحى مطلقا.
كما أن الحجر الصحى ليس به أجهزة مسح حرارى للكشف على المسافرين الحاملين للأنفلونزا، وعقب التطورات الأخيرة قررت وزارة الصحة تركيب أجهزة خلال الأسبوع القادم حسب تصريحات مسئول بالمنفذ.
مسئول آخر أبدى استياءه من التعامل مع الموقف فى ظل فوضى التنقل بين البلدين وعدم السيطرة الصحية وتطبق الفحوصات الطبية بشكل يتناسب مع الحدث، وأشار إلى أن التصرف الأمثل هو إغلاق المنفذ خلال الفترة الحالية.
المفاجأة الثانية كشفها أحد سكان مدينة السلوم الذى يتردد على منطقة الطرشة التى ظهرت فيها الإصابات، وهى أن هذه المنطقة تقع على بعد 25 كيلو فقط من الحدود المصرية جنوب السلوم بحوالى 120 كيلو، فى حين أن التركيز كله على منفذ السلوم فقط.. كما أكد أن ما ظهر من إصابات فى منطقة الطرشة جنوب طبرق ليس سببها الطاعون، وإنما بسبب تحلل بعض الأسلحة القديمة التى تحيط بالمنطقة.
هذا دفعنا لمطالبة أحد مصادرنا الموثوق فيها بالاتصال بأحد أقاربه فى ليبيا الذى أكد أن المنطقة المصابة تقع فى محيط مطار طبرق، وبالقرب منها مخازن أسلحة سوفيتية قديمة تسربت منها مواد كيميائية تسببت فى الإصابات، ونفى أن تكون ناتجة عن مرض الطاعون، وأن هذا هو التبرير السائد والشائع بين الليبيين، واستشهد المصدر الليبى بوقوع هذه الإصابات أكثر من مرة من قبل بهذه المنطقة بالذات خلال الفترات السابقة.
على جانب آخر صرح المسئولون بالمنفذ، أن وزارة الصحة والطب البيطرى ستقوم خلال الأيام القادمة بنشر مصائد للفئران بمناطق مختلفة على الحدود وداخل المنفذ لاصطياد الفئران وتشريحها، لمعرفة هل هناك إصابات بالطاعون بينها من عدمه.