الرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن يوم الجمعة. تصوير: لاري داونينج -
نيويورك (رويترز) - وسط تهديدات باحراق المصحف ونقاش محموم حول اقامة مركز ثقافي اسلامي في نيويورك يحذر زعماء مسلمون وناشطون حقوقيون من تنامي المشاعر المناهضة للمسلمين في أمريكا والتي تثار لاسباب منها تحقيق مكاسب سياسية.
وقال دانييل ماش من اتحاد الحريات المدنية الامريكي "الكثير من الناس يعاملون المسلمين الان باعتبارهم (الاخر).. (يعاملونهم) كشيء للحط من قدره والتمييز ضده."
وأضاف ان بعض الاشخاص استغلوا ذلك الخوف في وسائل الاعلام "من اجل مكاسب سياسية او شهرة رخيصة."
وقال الامام الذي يتزعم مشروع بناء المركز الثقافي الاسلامي والذي يتضمن مسجدا قرب موقع هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 ان هناك زيادة فيما سماه "الخوف من الاسلام" وان المتطرفين جعلوا النقاش يتخذ طابعا متشددا.
وأضاف الامام فيصل عبد الرؤوف في مقابلة اجرتها معه محطة (ايه. بي.سي) وبثت يوم الاحد "الراديكاليون في الولايات المتحدة والراديكاليون في العالم الاسلامي يغذون بعضهم البعض. والى مدى محدد فان مجرد الاهتمام الذي توليه لهم وسائل الاعلام يفاقم من المشكلة."
وقال عبد الرؤوف انه يريد تصحيح سوء الفهم بأن المسلمين في الولايات المتحدة يتعرضون لضغوط ولا يستطيعون ممارسة عقائدهم الدينية بحرية.
وتابع "انها ليست الحقيقة على الاطلاق. الحقيقة هي اننا نمارس ( عقائدنا). نصوم ونصلي ونؤدي صلواتنا.. القوانين تحمينا. ونتمتع بتلك الحريات في هذا البلد. ويحتاج العالم الاسلامي ان يدرك ذلك."
وقال ان الهدف من اقامة المركز الثقافي الاسلامي في نيويورك -على بعد خطوات من موقع مركز التجارة العالمي- هو بناء جسور لكن المنتقدين يقولون ان الامر يمثل عدم مبالاة بضحايا هجمات 11 سبتمبر.
ووصلت تغطية وسائل الاعلام العالمية للقضية الى درجة ساخنة في مطلع الاسبوع مع تهديد راعي كنيسة مغمور في فلوريدا بحرق المصحف في ذكرى هجمات 11 سبتمبر. وتراجع القس في وقت لاحق عن تهديداته.
وحاول الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الجمعة اخماد دلائل على مشاعر مناهضة للمسلمين ودعا الى التسامح الديني وهو عنصر اساسي في الديمقراطية الامريكية.
ورغم الحرب في أفغانستان والحملة ضد متطرفين اسلاميين مثل القاعدة أكد اوباما على ان الولايات المتحدة ليست في حرب مع الاسلام.
وقال في مؤتمر صحفي "علينا ان نضمن ألا ننقلب على بعضنا.. سأبذل كل ما في وسعي ما دمت رئيسا للولايات المتحدة لاذكر الامريكيين باننا امة واحدة امام الله. وبأننا ربما نسمي الله تسميات مختلفة لكننا نظل أمة واحدة."
ويقول بعض الخبراء ان بامكان الرئيس الديمقراطي التعلم من سلفه الجمهوري جورج بوش الذي يعزون اليه الفضل في تحسين الانطباعات في الولايات المتحدة تجاه المسلمين بعد هجمات 2001.
وقال الان كوبرمان من منتدى بيو للدين والحياة العامة "اراء الامريكيين تجاه المسلمين اصبحت أكثر ايجابية بعد 9/11 عما كانت عليه قبل 9/11."
واظهرت استطلاعات الرأي التي اجراها منتدى بيو من عام 2001 ان 59 في المئة من الامريكيين لديهم انطباعات جيدة عن الامريكيين المسلمين بعد شهرين من الهجمات بعد ان كانت النسبة 45 في المئة في مارس اذار من ذلك العام وان اكبر تحسن كان بين الجمهوريين المحافظين. وعزا كوبرمان هذه الزيادة في جهود بوش لتوضيح أن الإسلام دين سلام.
وأثنى اوباما نفسه يوم الجمعة على بوش.
وقال اوباما "من اكثر الاشياء التي اعجبتني في الرئيس (السابق) بوش هي انه بعد 9/11 كان واضحا تماما بشأن حقيقة اننا لسنا في حرب مع الاسلام." واضاف "كنا في حرب مع الارهابيين والقتلة الذين استخدموا الاسلام على غير وجهه الصحيح وسرقوا رايته لينفذوا اعمالهم البذيئة."
وتزايد الشعور بعدم الثقة تجاه المسلمين في السنوات الاخيرة. واظهر استطلاع للرأي اجراه منتدى بيو في اغسطس اب ان عدد الامريكيين الذين لديهم وجهات نظر ايجابية تجاه الاسلام انخفض الى 30 في المئة بعد ان كان 41 في المئة عام 2005 .
ومشاعر الامريكيين تجاه الاسلام تتأثر بالانتماء الحزبي حيث يتخذ 54 في المئة من الجمهوريين موقفا غير ايجابي تجاه الاسلام في مقابل 27 من الديمقراطيين.
وفي نوفمبر تشرين الثاني عام 2001 لم يكن هناك نفس الانقسام الحزبي في الرأي تجاه الاسلام.
ويعتقد البعض ان اوباما يستطيع تحويل العقول اذا ارتقى الى نمط حملة العلاقات العامة التي شهدت توجه بوش الى المساجد والتحدث مع زعماء مسلمين في 2001.
ويقدر عدد المسلمين الامريكيين بنحو سبعة ملايين شخص.