صاحب اقتراح «يوم اليتيم»: أنا ندمان علي الفكرة لأنها تحولت إلي «بيزنس»
و«سبوبة» للجمعيات.. والأيتام لا يستفيدون -----------------
بعد 5 سنوات من خروج فكرة هشام عباس إلي النورالبعض يستأجر منازل ويضع عليها «يافطة» حتي يجمع تبرعات باسم الأيتام.. وجرائم النصب تشهد علي ذلكعد 5 سنوات من خروج فكرته «الاحتفال بيوم اليتيم» أبدي هشام عباس، رئيس الجمعية المصرية لمكافحة الإدمان، ندمه علي ما آلت إليه الفكرة، «البديل» التقت عباس، ليبوح بأسباب ندمه وأسفه، علي مشروعه ويكشف عن سبب اختيار أبريل للاحتفال بعيد «التكافل الاجتماعي».
> من أين جاءتك فكرة «يوم اليتيم»؟
ـ أول عيد لليتيم في مصر كان في 2004 ويعتبر احتفال هذا العام هو السادس، والبداية كانت فكرة اقترحتها لجنة اليتيم في الجمعية لتخصيص يوم لليتيم يكون الهدف منه زيادة التواصل والتكافل بين المجتمع والأيتام.
> لماذا يتم الاحتفال به في أبريل كل عام؟
ـ اتصلت الجمعية بدار الإفتاء المصرية وطلبنا تحديد ميعاد نزول الآيات القرآنية التي تحدثت عن اليتيم فجاءنا الرد بأنه يتعذر تحديد معرفة يوم وتاريخ نزول الآيات، فطلبنا تحديد تاريخ الأحاديث النبوية التي تحدثت فتعذرت كذلك معرفتها، فاقترحنا أن يكون يوم اليتيم موافقاً للمولد النبوي، فاعترضت دار الإفتاء خوفاً من انشغال الناس بعيد اليتيم عن المولد النبوي واقترحت علينا يوم ليلة القدر ليكون عيداً لليتيم لصعوبة تحديد ليلة القدر، استقررنا علي 2 أبريل وهو تاريخ أول طلب يتم تقديمه رسمياً للاحتفال بيوم خاص لليتيم ومن هنا أصبحت لجنة اليتيم بالجمعية المصرية لمكافحة الإدمان هي الأم والأب الاعتباريين لأيتام مصر. وبدأنا نبحث الموقف مع الأزهر الشريف ووجدنا اعتراضاً من الأزهر علي مسمي عيد اليتيم لأنه لا يجوز احتفالنا باليتيم، وطلب الأزهر تغيير المسمي، فأجرينا استطلاع رأي علي المسمي فوجدنا أن 5.3% فقط من الأيتام الذين شملهم الحصر معترضون علي المسمي، ورغم ذلك استقررنا علي مسمي عيد التكافل الاجتماعي بهدف تكافل المجتمع معاً من أجل الوصول إلي مجتمع أفضل وتبني موقفنا وأيده في العيد الأول د. علي المصيلحي، وزير التضامن الاجتماعي، عندما كان رئيس مجلس إدارة هيئة البريد وتم طبع 100 ألف طابع بريد في أول عيد لليتيم في مصر.
> ما أسباب ندمك علي هذه الفكرة فيما بعد؟
ـ نشعر بالذنب لأننا لم نكن نتصور هذا الاستغلال البشع للفكرة لدرجة أن هناك من يستأجر منزلاً ويضع عليه لافتة ثم يجمع أطفال الشوارع ليحصل علي تبرعات عن طريق النصب علي الناس خاصة مع انعدام الرقابة الحقيقية كما أن هناك دور أيتام مشهورة بدأت تقيم حفلات في هذا اليوم وتجمع تبرعات وتدفع ثمن حملات إعلانية مكثفة من دم اليتيم، وحولت الأمر إلي «بيزنس»، فالمفروض أن أي جنيه يجمع في صورة تبرعات، يتم صرفه علي الأيتام في صورة ملابس أو طعام أو تعليم، وهو ما لا يحدث، هذا إلي جانب أننا وجدنا فواتير «مضروبة» والوزارة لا تعلم عنها شيئاً وأصبحت العملية مجرد «سبوبة».
> ما استعدادات الجمعية للاحتفال بيوم اليتيم هذا العام؟ وما الذي تراه مناسباً للتصدي لهذا الاستغلال؟
ـ كل الأنشطة التي نمارسها مجانية ولا نتلقي أي تبرعات أو إعانات ونعمل بالجهود الذاتية من جيوب أعضاء الجمعية، ونعد هذا العام لمؤتمر صحفي نصدر خلاله بياناً للمطالبة بوجود دفتر توفير للأيتام، وأن تكون هناك شهادة تأمين لليتيم وقسمنا هذه الشهادة إلي شرائح لتناسب كل إنسان، كما ستعلن الجمعية عن خطوط ساخنة مخصصة للأيتام لتلقي شكاواهم وكذلك ممن تعرضوا لعمليات نصب تحت مسمي التبرع للأيتام كما سيتم إنشاء أول قاعدة بيانات للأيتام في مصر سنقوم بها بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الأوقاف والمعاهد الأزهرية لمساعدة المواطن علي التوجة إلي الأماكن التي تستحق التبرع وأيضاً لتوعية الناس للذهاب بأنفسهم إلي أماكن التبرع حتي يتواصلوا مع الأيتام لأن هذا هو التكافل الحقيقي وليس التبرع من بعيد، وللتأكد من استفادة الأيتام بالمساعدات المقدمة لهم وسوف نصدر نداء وتحذيرا حتي لا يتم التبرع لأي جهة في عيد اليتيم إلا بعد التأكد من ترخيص هذه الجهة والحصول علي إذن من وزارة التضامن والجهاز المركزي للمحاسبات ونقترح بأن تتم التبرعات عن طريق الوزارة نفسها ويتم توزيعها علي الجمعيات التي تثبت أنها بعيدة عن الشبهات للتأكد أن ما يتم التبرع به يصرف حقاً علي الأيتام .
> كم بلاغا تلقته الجمعية حول عمليات النصب التي تحدث باسم الأيتام؟
ـ ابتداء من عام 2006 حتي 2008 لم نتلق سوي 374 بلاغا لأن وسيلة الإبلاغ غير معروفة للمواطنين ولغياب الوعي الكافي لمثل هذه العمليات ولكن ما يحدث من عمليات النصب والاستغلال يفوق عدد البلاغات المقدمة