موضوع: عمــــــــــاد حمدى...فارس الرومانسيه فى السينما المصريه الإثنين 23 فبراير - 6:27
عمــــــــــــاد حمدى
لابد لأي متتبع لتاريخ السينما المصرية من الوقوف طويلاً عند تجربة الفنان عماد حمدي، فهو أحد الأبطال الذين قامت على أكتافهم السينما المصرية، وهو الوسيم والهادئ الذي سحر فتيات الشاشة العربية والجمهور على السواء، وذلك بأدائه الأخاذ، فهو فتى الشاشة ونجمها الأول الذي ملأ الدنيا سينما وفناً على مدى ما يزيد على أربعين عاماً.
ولد الفنان عماد حمدي في مدينة سوهاج بصعيد مصر في الخامس والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني عام ،1909 مع شقيقه التوأم عبدالرحمن حمدي، وقبل أن يبلغ الشقيقان شهرا واحدا من العمر، انتقلت الأسرة إلى القاهرة، حيث رقي والدهما الذي كان يعمل “باش مهندس” بالسكة الحديد ونقل إلى القاهرة، وأقاموا في حي شبرا الشهير، حيث كان الاثنان شديدي الشبه، سواء بملامح الوجه أو بالطول أو حتى في العلامات الفارقة، حتى إن والديهما كانا يتوهان في التفريق بينهما.
وقد كان الوالدان يقدمان الرعاية الكاملة للطفلين الشقيقين، حيث أحضر لهما والدهما مدرسا خصوصيا يعلمهما اللغة الإنجليزية، فيما كانت والدتهما تعلمهما اللغة الفرنسية، وعندما أصبح الشقيقان في سن الدراسة، التحقا بمدرسة عباس الابتدائية في شبرا، وبعد حصولهما على الشهادة الابتدائية، التحقا بمدرسة التوفيقية الثانوية بشبرا أيضا، ومنها إلى مدرسة التجارة العليا.
وإذا كان الشقيقان يشبهان بعضهما في كل شيء، إلا أنهما اختلفا في الهواية، ففيما كان عبدالرحمن يميل أكثر إلى الرياضة، مال عماد إلى الفن بشكل عام وإلى التمثيل بشكل خاص، وقد بدأ هذا الميل يظهر ويتضح في المدرسة الثانوية، حيث انضم عبدالرحمن إلى فريق الكرة، وانضم عماد إلى جماعة التمثيل، وكانت وقتذاك تحت إشراف الفنان الكبير عبدالوارث عسر، الذي درب عماد حمدي على فن الإلقاء. ورغم ذلك، اعتبر عماد حمدي التمثيل مجرد هواية فقط، ولم يأمل أن يصبح ممثلاً في يوم من الأيام، بل كان كل أمله أن يصبح طبيبا وكذلك شقيقه، إلا أنهما ولظروف العائلة المادية اتجها لدراسة التجارة، وتابع عماد هوايته الفنية في مرحلة تعليمه العالي، حيث انضم إلى فرقة “أنصار التمثيل والسينما” التي كان يشرف عليها سليمان بك نجيب وعبدالوارث عسر.
وفي عام ،1932 وبعد أن تخرج الشقيقان في مدرسة التجارة العليا، افتتحا مكتبا للإعلانات الصحافية مع شريكين آخرين، واستطاع المكتب أن يثبت وجوده بسرعة وظل يمول الجرائد والمجلات المصرية بالإعلانات، ما جعل طلعت حرب يطلب ضم هذه الشركة إلى شركات بنك مصر، إلا أن الشقيقين رفضا، فانفصل الشركاء، وظل عماد وشقيقه في شركتهما، إلى أن ساءت الأحوال بعد أن فقدا إعلانات بنك مصر وشركاته، ومن ثم أعلن الشقيقان إفلاس الشركة وأغلقا المكتب، وافترق الشقيقان على صعيد العمل، وبدأ الاثنان في البحث عن عمل يجمعهما معا، ولكن الظروف كانت أقوى، فاشتغل عبدالرحمن في الجمعية الزراعية الملكية، واشتغل عماد “باشكاتب حسابات” في مستشفى أبو الريش، لكنه لم يبتعد عن التمثيل فكان يذهب كل يوم إلى جمعية أنصار التمثيل والسينما، كما أنه بدأ وأخوه عبدالرحمن الاهتمام بالموسيقا، إلى حد أنهما التحقا بمعهد “تيجرمان” للموسيقا العالمية، حيث إن معظم الموسيقيين المصريين الكبار درسوا فيه، حتى الفنان محمد عبدالوهاب استفاد منه أيضا.
ولم يجد عماد حمدي نفسه في الموسيقا، وتغلب عليه حبه للتمثيل، وكان لديه صديق يشاركه الهواية، فاتفق معه على أن يترجما إحدى المسرحيات العالمية، لكي يقدماها لإحدى الفرق المسرحية، وعندما نقل صديقه هذا إلى الفيوم، كان عماد يسافر إليه مرة كل أسبوع حتى يتابعا العمل، أو يأتي صديقه في نهاية الأسبوع إلى القاهرة.
وذات مرة كان عماد مسافراً إلى الفيوم فرأى في الطريق مجموعة كبيرة من الناس يتمايلون ويهزجون على دقات الطبول والمزامير، وعندما سأل عما يحدث، قيل له بأنهم يصورون أحد مشاهد فيلم “وداد” السينمائي الذي كانت تمثله أم كلثوم وينتجه استوديو مصر، وبمجرد أن عاد إلى القاهرة، بدأ يسأل كل من له علاقة بالفن عن استوديو مصر، وأثار انتباهه اسم محمد رجائي، فهو زميل قديم له تخرجا معا في مدرسة التجارة العليا، لذا قرر عماد الذهاب إليه ومقابلته، وفي أول لقاء بينهما قال له: أنا غاوي فن، وعملي الحالي لا يتناسب مع هذه الهواية، فهل أجد عندك وظيفة؟ فأجابه رجائي: “عندنا وظيفة رئيس حسابات، فهل ترغب فيها؟”. وخلال دقائق، تم كل شيء، وذهب عماد إلى المستشفى وقدم استقالته، وداوم في اليوم التالي في استوديو مصر.
وبالتالي أصبح عماد حمدي، بحكم وظيفته قريبا من هوايته الفنية، وكان كل يوم يجالس كل الفنانين الذين يأتون للاستوديو، ويلتقي معهم لكي يحاسبهم ويعطيهم رواتبهم وعلاواتهم، إلا أن علاقة عماد حمدي توطدت أكثر بالفنانين عندما صدر قرار بنقله من رئيس قسم الحسابات إلى مدير للإنتاج، حيث جاءته فرصة الانغماس أكثر في العمل الفني، حتى جاءت فرصته عن طريق وزارة الصحة، وذلك عندما طلبت من استوديو مصر أن ينتج لها أفلاما تسجيلية ذات طابع إرشادي صحي عن البلهارسيا والإنكلستوما، وحين بدأ المخرج جمال مدكور في إخراجها اختار عماد حمدي للمشاركة في تمثيلها.
بعدها صدر قرار بنقل عماد حمدي من قسم الإنتاج إلى قسم التوزيع كمدير، ونقل إلى مكتب خاص له في قلب القاهرة، ومضت أربع سنوات إلى أن جاءته مكالمة هاتفية من المخرج كامل التلمساني يرشحه فيها لدور البطولة في فيلم “السوق السوداء” بعد أن شاهده في الأفلام الصحية، وقابله في مكتب قاسم وجدي (أول ريجسير مصري) وبالطبع لم يصدق عماد حمدي نفسه، فقد وافق على الفور ومن دون أي تردد، وتقاضى في ذلك الوقت 60 جنيها راتبا شهريا من استوديو مصر، لذلك لم يشأ كامل التلمساني أن يطلب منه أن يترك عمله من أجل الفيلم، واتفق معه على مواعيد عمل مناسبة، وعلى أجر عن دوره في الفيلم قدره 200 جنيه، ويشاركه في بطولة الفيلم عقيلة راتب مع زكي رستم.
وسقط أول فيلم في حياة عماد حمدي الفنية، إلا أنه فوجئ بأن الفيلم سقط وليس هو كممثل، بدليل أن النقاد هاجموا المخرج والسيناريو، ولكنهم امتدحوا البطل كثيرا، وقالوا إنه ظلم، وإنه وجه جديد يبشر بالخير، وإن الجماهير أيضا أحبته وتعاطفت معه وبات مشهورا، وبدأ المخرجون يرشحونه لأفلامهم، ليكون ذلك بداية فتح أبواب النجومية والشهرة بلا حدود، ويصبح عماد حمدي فتى السينما الأول لأكثر من ربع قرن، بل وبدأ كل من يريد أن يخرج فيلما لأول مرة يستعين به أو يطلبه، وعلى رأس هؤلاء، صلاح أبو سيف الذي قدم أول أفلامه “دايما في قلبي” وشارك عماد حمدي البطولة الفنانة عقيلة راتب أيضا، ولكن في هذه المرة صفقت لهم الجماهير جميعا. وقام ايضا ببطولة فيلم “الحرمان” أول أفلام المخرج عاطف سالم، ونجح الفيلم نجاحا كبيرا، كما أنه عندما أراد المونتير كمال الشيخ التحول إلى الإخراج، قام ببطولة فيلمه الأول “المنزل رقم 13” أمام فاتن حمامة، هذا الفيلم الذي كان يمثل انطلاقة جديدة في نوعية أفلام التشويق والحركة، ليصبح عماد حمدي هو الورقة الرابحة لكل مخرج جديد.
رغم هذا النجاح والتألق، كان عماد يشعر بالوحدة والفراغ العاطفي، فقرر الزواج من الفنانة فتحية شريف، والتي كانت تعمل في ذلك الوقت كبطلة في فرقة الريحاني، وتؤدي ألحان سيد درويش والشيخ سلامة حجازي، وتم زواجهما في العام ،1946 وهو نفس العام الذي استقال فيه من وظيفته في استوديو مصر، وسرعان ما أثمر الزواج ابنهما نادر، واستمر الزواج سبع سنوات إلى أن التقى بالفنانة شادية في رحلة “قطار الرحمة”، وكان لا بد أن يتبادلا كلمات المجاملة التي لم تلبث أن تحولت إلى كلمات شكر، ثم تعبيرات أطول عن التقدير المتبادل، إلى أن انتهت إلى مشروع حب، فتم الطلاق بينه وبين زوجته، وتزوج الفنانة شادية في العام ،1953 في الإسكندرية التي شهدت أول لقاء سينمائي لهما في فيلم “أقوى من الحب”.
وفجأة توقف الحب، وبدأت الفوارق في وجهات النظر بين عماد وشادية تظهر إلى السطح، وأدى ذلك إلى ثورة شادية، واستسلام عماد لهذه الثورة، ثم إلى توقفه عن العمل لفترة طويلة، وبعد هذا التوقف عرض عليه المنتج رمسيس نجيب بطولة فيلم “حتى نلتقي” وكانت قصة هذا الفيلم مشابهة لقصة حياته مع الزواج، وهو ما جعله يرفض في البداية، إلا أن رمسيس نجيب استطاع أن يقنعه، باعتباره قد لعب هذا الدور في الحياة، وأنه سيكون الدور المهم في مشواره السينمائي، فأخرجه من عزلته التي فرضها على نفسه، بعد أن أفهمه بأن فاتن حمامة ستلعب دور شادية، وزهرة العلا ستلعب دور زوجته فتحية شريف، ولعب عماد دوره في هذا الفيلم كما لم يلعب دورا في حياته.
وفجأة لم يعد عماد حمدي شابا، تقدم به العمر، وتسلل الشعر الأبيض إلى رأسه، والتجاعيد أصبحت واضحة فوق وجهه، لكن المخرجين لم يقتنعوا بذلك، ظلوا يصرون على ترشيحه كفتى أول لما يقرب من ربع قرن، لكن زمن هذا الفتى قد تغير، ولا بد من الانعطاف نحو أدوار أخرى.
وفي عام ،1960 اختاره المخرج حسن الإمام للمشاركة في بطولة فيلم “زوجة من الشارع” وكان ضمن طاقم الفيلم الوجه الجديد نادية الجندي، التي لم يسمع عنها عماد حمدي من قبل، وعندما رآها رأى فيها وجه الشابة الجميلة شديدة الحيوية، ومن خلال العمل أمام الكاميرا والظهور معها في عدة لقطات كأي ممثلة جديدة تحتاج إلى العون بدأ عماد للمرة الثالثة يفكر بعمق في حياته المجدبة الموحشة مثل صحراء قاحلة، لم يفكر بفارق السن بينهما، ولم يفكر بمصيره معها في المستقبل، انحصر تفكيره في عواطفه فقط ومع انتهاء التصوير كانا قد تزوجا، بل وبعد عام من زواجهما أنجبت له نادية ابنهما “هشام”.
بعد الزواج الثالث، عاد عماد حمدي يفكر في الإنتاج مرة ثانية، فأنتج لزوجته نادية الجندي فيلم “بمبة كشر”، ومع نجاح الفيلم ولمعان اسم نادية الجندي، نشبت الخلافات، فما كان منه إلا أن حزم حقائبه وخرج من بيت الزوجية. لم يندم عماد حمدي على شيء، لا على الإنتاج السينمائي الذي كلفه الألوف، ولا على شقة الزمالك التي كتبها سابقا باسم زوجته، فقط غرق في الحزن والصمت، وآثر راحة البال، فقد علمته الحياة أن من يخسر المال هو أسعد من الذي يفقد نفسه وحريته وإرادته.
ووصل عماد إلى مرحلة الشيخوخة، ولم يكن غريبا أن يستكمل تألقه الفني في الأدوار الجديدة، أدوار الأب والجد، فلكل مرحلة أدوارها، بل إنه اعتبر هذه المرحلة من أهم وأخصب سنوات عمره، وقدم أهم وأنجح أفلامه مثل “أم العروسة، ميرامار، ثرثرة فوق النيل، المذنبون، سونيا والمجنون، أسياد وعبيد” حتى كان آخر أدواره في فيلم “سواق الأتوبيس” وبرغم شعوره بالإجهاد أثناء التصوير، إلا أنه كان يحاول التماسك حتى انتهاء التصوير، وتحامل على نفسه وهو يصور المشهد الأخير، مشهد الوالد الملقى على فراش الموت، وقد أدى عماد حمدي هذا الدور باقتدار وثقة، وكان نهاية المشوار الفني الطويل للفنان الكبير عماد حمدي، حيث تآمرت عليه أمراض الشيخوخة، وبدأ يصاب بالاكتئاب، لذا آثرت زوجته الأولى فتحية شريف أن تكون بجانبه في أيامه الأخيرة، إلا أن الموت خطفها قبله، وشاء القدر أن يشهد نهايتها ويحرم من اليد الحانية الوحيدة، مما أدى إلى زيادة اكتئابه، والإحباط وحب العزلة حتى توفي في الثامن والعشرين من يناير/كانون الثاني عام 1984.
موضوع: رد: عمــــــــــاد حمدى...فارس الرومانسيه فى السينما المصريه السبت 28 فبراير - 22:49
فعلا عماد حمدى كان فنان قوى جدا ولكن المشكله زى ما قولتى ياايناس انه ظل لفتره طويله يقوم بدور الفتى الاول رغم الظهور الواضح لتقدمه فى السن وكنت ديما بستغرب جدا اما بشوفه بيقول كلمته الشهيره نينا لفنانه تقريبا فى نفس سنه لكن ده لايمنع طبعا انه كان فنان رائع ومتمكن جدا شكرا يا انوس على موضوعك
جنه المشرفه العامه
عدد الرسائل : 5171 تاريخ الميلاد : 17/01/1977 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 02/06/2008
موضوع: رد: عمــــــــــاد حمدى...فارس الرومانسيه فى السينما المصريه الأحد 1 مارس - 0:51
انا بعتبر عماد حمدي فارس من فرسان الرومانسيه
سلمى مقدم
عدد الرسائل : 230 تاريخ التسجيل : 13/08/2008
موضوع: رد: عمــــــــــاد حمدى...فارس الرومانسيه فى السينما المصريه الإثنين 2 مارس - 5:04
مشكورة ايناس على موضعك عن الفنان الرائع عماد حمدى
ssmooa مقدم
عدد الرسائل : 204 تاريخ التسجيل : 30/05/2008
موضوع: رد: عمــــــــــاد حمدى...فارس الرومانسيه فى السينما المصريه الإثنين 2 مارس - 5:12
مشكورة ايناس
على فكرة عماد حمدى من افضل الفنانين
وادواره كلها رائعة جداااااااااااااااااااااا
لوسى رائد
عدد الرسائل : 272 تاريخ التسجيل : 30/05/2008
موضوع: رد: عمــــــــــاد حمدى...فارس الرومانسيه فى السينما المصريه الثلاثاء 3 مارس - 0:44
مشكورة ايناس
موضوع رائع
سهر الليالي لواء
عدد الرسائل : 1114 تاريخ الميلاد : 24/07/1991 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 22/09/2008
موضوع: رد: عمــــــــــاد حمدى...فارس الرومانسيه فى السينما المصريه الثلاثاء 3 مارس - 3:59
مشكوره ايناس علي موضوعك الرائع عن الفنان الهايل عماد حمدي
gana الاداري المثالي
عدد الرسائل : 4139 تاريخ الميلاد : 01/01/1985 العمر : 39 الموقع : مصر تاريخ التسجيل : 30/05/2008