أما آن الأوان للإفراج عن أغانى الفنان الراحل محمد حمام أصدق من غنى لمحنة هزيمة ١٩٦٧، وفرحة نصر ١٩٧٣.. أما زال شبحه يطارد من قرروا منع إذاعة أغانيه منذ عام ١٩٧٧ بسبب مواقفه السياسية؟!
محمد حمام ابن النوبة الشاعر والمغنى والفنان التشكيلى والمهندس المعمارى، ولد بحى بولاق فى ٣ نوفمبر ١٩٣٥ وكان أول من اكتشفه د.لويس عوض والفنان حسن فؤاد، ورعاه وقدمه للجماهير الأستاذ رجاء النقاش... لحن له الأساتذة محمد الموجى، وإبراهيم رجب، وعبدالعظيم محمد، وحسن نشأت، وعبدالعظيم عويضة، وإبراهيم رأفت...
غنى من أشعار الأبنودى، وعبدالرحيم منصور، وسيد حجاب، وسمير عبدالباقى ومن أشعاره الشخصية.. وبلغ عدد أغانيه ثمانين أغنية أشهرها «يا بيوت السويس»، و«الأم»... اشترك محمد حمام فى مائتى مهرجان فنى فى أوروبا وكندا، وحصل على شهادات تقدير من مهرجان صفاقس، ومن النادى النوبى العام..
كان سياسياً مناضلاً فأعتقل عام ١٩٥٤، ثم أمضى خمس سنوات فى السجن من ١٩٥٩، إلى ١٩٦٤، وكان عضواً بالأمانة العامة لحزب «التجمع»، وحصل على وسام خالد محيى الدين.. وبعد النكسة كان عضواً بمنظمة «فتح» برتبة مناضل.. حصل على وسام محافظة السويس، كانوا يلقبونه بـ«مطرب الجبهة».. وفجأة سقط مريضاً بشلل رباعى فى سبتمبر ١٩٩٨، وحتى وفاته فى ٢٦ فبراير ٢٠٠٧..
ومما هو جدير بالذكر أن المشير محمد حسين طنطاوى، لم ينس لحمام دوره فى معارك السويس، فاعتبره واحداً من مقاتلى القوات المسلحة، وأمر بعلاجه بمستشفيات القوات المسلحة السنوات الأربع الأخيرة وحتى وفاته.. إن يوم الخميس المقبل ٢٦ فبراير يوافق الذكرى الثانية لرحيله فهل نتذكر محمد حمام الذى اعترف به العالم.. أم نصر على الإنكار والتجاهل؟..
محمد حمام الذى قال قبل أن يقعده المرض: «أنا أغنى للكادحين والمستضعفين، وأغنى للصمود والمقاومة، ولأبناء المحروسة.. ولم ولن أغنى للفساد.. أجوع مثل كل المصريين.. ولكنى أحمل هامة شامخة.. يفتخر بها كل نوبى مصرى».