حملة مصرية لمنع احتفالات اليهود بمولد "أبو حصيرة
نظم عدد من الناشطين السياسيين المصريين حملة كبيرة لمنع الاحتفالات التي يعتزم اليهود إقامتها في الخامس والعشرين من شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل أمام مقبرة حاخام يهودي يدعى "أبو حصيرة" الموجودة بقرية "دميتوه" بمحافظة البحيرة "156 كيلو مترا شمال القاهرة".
وقام الناشطون بتأسيس "ائتلافاً وطنياً" بهدف جمع مليون توقيع للمطالبة بوقف تلك الاحتفالات التي يعود تاريخها إلى عام 1979، عندما وقعت مصر اتفاقية السلام مع إسرائيل، حيث طلب اليهود موافقة مصر على تنظيم رحلات دينية إلى قرية "دميتوه"، في محافظة البحيرة شمال القاهرة، التي تحتوي على الضريح المزعوم.
بدوره أكد عضو "الائتلاف" وعضو مجلس الشعب المصري زكريا الجنايني:" أن الائتلاف الوليد سيمنع الاحتفالات اليهودية بكل الطرق المشروعة".
واشار الجنايني الى انه سيرفع "بياناً عاجلاً الى رئيس مجلس الشعب (البرلمان)"، وسيتهم فيه رئيس الحكومة المصرية بـ"التقاعس الحكومي في تنفيذ حكم محكمة القضاء الإداري لعام 2004، الذي يقضي بإلغاء الاحتفال السنوي بمولد أبوحصيرة، وإلغاء قرار وزير الثقافة باعتبار مقبرة أبوحصيرة من الآثار الإسلامية والقبطية".
ويقع قبر أبو حصيرة في منطقة جبانة تضم 89 مقبرة يهودية يقوم على حراستها عدد من الجنود ولم تكتشف هذه الجبانة ولا قبر ابو حصيرة الا بعد توقيع اتفاق السلام بين مصر واسرائيل في كامب ديفيد وبدات بعدها وفود من اليهود للقدوم الى قرية دميتوه للاحتفال سنويا.
والمعلوم ان اليهود هاجروا من مصر في أواخر الخمسينات ولم يتبق منهم سوى نحو مائة فرد اغلبهم من النساء العجائز يقطن معظمهم في حارة اليهود وسط القاهرة.
إغراءات لأهالي "دميتوه"
يتوقع عدد من مواطني محافظة البحيرة، حدوث صدامات بين أهالي قرية "دميتوه" وقوات الأمن المصرية في حالة إقامة الحفل في ديسمبر/كانون الاول المقبل.
وأشار الأهالي إلى أن الاحتفالات بالعيد اليهودي، تثير حفيظتهم، حيث يعيشون طوال مدة إقامته في حالة من الطوارئ وحظر التجول، كما يواجه عدد من المزارعين ضغوطا من السماسرة لبيع أراضيهم المحيطة بمقبرة "أبوحصيرة" لصالح عدد من المستثمرين اليهود لإقامة فنادق ومناطق سياحية بأسعار تصل إلى 10 آلاف جنيه للمتر الواحد، لكن هذه العروض تقابل بالرفض التام.
ويشار إلى أن أهالى البحيرة سبق وأن قاموا برفع دعاوى قضائية لإلغاء هذا المولد وهذه الاحتفالات المنافية للأخلاقيات والآداب العامة وقد صدر حكم قضائي في يناير عام 2004 من المحكمة الادارية العليا يقضي بإلغاء قرار وزير الثقافة فاروق حسني باعتبار ضريح "أبوحصيرة" من المناطق الأثرية وبالتالى إلغاء كافة مظاهر الاحتفال في هذه القرية .
طقوس الاحتفالات
يبدأ الاحتفال فوق رأس أبي حصيرة، حيث يُقام مزاد على مفتاح مقبرته، يليها عمليات شرب الخمور أو سكبها فوق المقبرة ولعقها بعد ذلك، ويقومون بتوزيع الفستق المغربي ، وذبح تضحيات غالبًا ما تكون خرافًا أو خنازير وشي اللحوم، والرقص على بعض الأنغام الهودية بشكل هستيري وهم شبه عرايا بعد أن يشقوا ملابسهم، وذكر بعض الأدعية والتوسلات إلى البكاء بحرقة أمام القبر، وضرب الرؤوس في جدار المبكى للتبرك وطلب الحاجات، وحركات أخرى غير أخلاقية.
من هو أبو حصيرة؟
تعددت الروايات في ما يتعلق بحقيقة "أبي حصيرة" أو تاريخه بدقة في مصر، ففي عام 1907 ميلادية، ادَّعى بعض اليهود، الذين كانوا يعيشون في مصر في ذلك الوقت، أنه تُوجَد في منطقة المقابر، التي تضم رفات 88 من اليهود، مقبرة لحاخام يهودي من أصل مغربي، يُدعَى "أبو حصيرة"، واسمه الأصلي "أبو يعقوب"، وأنه من أولياء الله - على حد زعمهم - وله "كرامات" مشهودة، ومنذ ذلك العام، بدأ يتوافد على القرية في الفترة من أواخر ديسمبر/ كانون أول وحتى أوائل يناير/ كانون ثاني سنويا، عدد ضئيل من اليهود للتبرك بهذا الحاخام، الذي ذاع صيته بينهم.
ومنذ عام 1978 عقب توقيع اتفاق "كامب ديفيد" بدأ اليهود يطلبون رسميًّا تنظيم رحلات دينية إلى هذه القرية، للاحتفال بمولد "أبي حصيرة"، الذي يستمر قرابة 15 يومًا، وبدأ عددهم يتزايد من بضع عشرات إلى بضع مئات ثم الآلاف، حتى وصل عددهم الى الآلاف.
وجرت مباحثات عليا بين مصر واسرائيل بخصوص هذا الشأن حتى أصدر وزير الثقافة المصري القرار رقم 75 لعام 2001 بضم مدفن ابو حصيرة الى الآثار المصرية اليهودية فى مصر والحقيقة انه لايوجد آثار يهودية فى مصر لان اليهود فى مصر كما يقول التاريخ فى عصوره الاولى كانوا قوم بسطاء يعملون بالرعى ولم يتركوا أى أثر يذكر حتى خروجهم مع موسى عليه السلام ، وسمح قرار الوزير بحضور اليهود كسائحين فى أى وقت من السنة وليس اسبوع واحد فقط مدة المولد.
وكان المحامي مصطفى رسلان، وهو أحد أبناء قرية "دميتوه"، أقام دعوى قضائية طالب فيها بوقف الاحتفالات اليهودية على أرض بلدته.
وقدم رسلان الى المحكمة ما يؤكد أن "أبوحصيرة" ليس يهودياً، "بل هو مسلم مغربي عاش في مدينة مراكش باسم محمد بن يوسف بن يعقوب، وكان يعمل إسكافيا، وأتم سبع حجات الى الكعبة المشرفة