قضت محكمة جنايات الجيزة بالسجن 25 عاماً مع الشغل والنفاذ علي قاتل شقيقته حسناء الهرم بعد عامين من تداولها اعترف المتهم امام المحكمة بأنه قتل شقيقته لتطهيرها من آثامها وخطاياها بعد ان تأكد من سوء سلوكها حيث قام بمراقبتها لأكثر من شهر حتي تمكن من ضبطها في شقتها وهي في أحضان رجل غريب.
طالب الدفاع بعرض المتهم علي الطب النفسي للتأكد من سلامة قواه العقلية وجاء التقرير يؤكد خلوه من أي مشاكل نفسية أو عصبية وأنه أقدم علي جريمته وهو بكامل قواه العقلية فاصدرت المحكمة حكمها السابق.
بدأت احداث القضية عندما تلقي رجال الشرطة بلاغاً من احدي السيدات يفيد بعثورها علي جثة ابنتها البالغة من العمر 35 عاماً داخل شقتها.
قالت السيدة انها اثناء زيارتها لابنتها التي تقيم بمفردها بعد وفاة زوجها باحد العقارات بمنطقة الهرم وعندما قامت بفتح الباب وجدت جثتها علي الأرض شبه عارية انتقل الي موقع الحادث رجال الأمن وبمعاينة المكان تبين أن الشقة سكنية وهي ملك المجني عليها وان حالة الشقة طبيعية ولم يتم العبث بها وضحت المعاينة ان الجريمة لم ترتكب بقصد السرقة وان الجاني دخل المنزل بشكل طبيعي وبدون أي عنف مما يرجح انه أحد أفراد الأسرة أو أحد أصدقاء القتيلة.
تحريات
كثف رجال المباحث من تحرياتهم حول الواقعة وأكدت التحريات ان القتيلة كانت سيئة السمعة وان لها العديد من الاصدقاء وانها تقيم بمفردها بعد ان توفي زوجها المقاول الثري منذ سبع سنوات ورفضت الاقامة مع امها أو شقيقها رغم محاولاتها المتعددة واصرت علي الاقامة بشقتها الفارهة بمفردها كما رفضت الزواج عدة مرات حاول رجال المباحث جمع المعلومات عن اصدقاء القتيلة إلا أنهم لم يحصلوا علي جواب شاف يكشف الستار عن ألغاز الجريمة التي غلفها الغموض لأكثر من شهر.
اعترافات
خلال تلك الفترة والتي تجاوزت الشهر لم تذهب صورة القتيلة من ذهن امها العجوز التي لم تتوقف دموعها يوماً وهي تهذي بكلمات الرثاء لابنتها حتي انهكها الحزن واقعدها المرض طريحة الفراش لا طعام ولا نوم ولا راحة تنتظر بفارغ الصبر يوماً تشفي فيه غلها من قاتل ابنتها ذلك المجهول الذي لم يتمكن رجال المباحث من كشفه بعد وامام هذا المشهد المأساوي للأم الثكلي انهار ابنها الوحيد وهو يحاول ان يهون عليها ما حدث ويخرجها من حزنها الذي كاد ان يقضي عليها وانفجر في وجه امه قائلاً ابنتك تستحق القتل بعد ان باعت نفسها ودينها وذهبت في طريق الشيطان وقبل ان ينهي الابن كلامه فاجأته امه بقولها "أنت القاتل" واعتدلت الأم من مضجعها فامسك الابن بكتفها بعنف واخذ يصرخ قائلاً نعم قتلتها لاطهرها من خطاياها وقبل ان تغرقنا في الوحل بأفعالها وما ان سمعت الأم قول ابنها حتي انهارت واخذت تبكي وتصرخ وتنوح وتهدد وتتوعد وخر الشاب يبكي علي الأرض وهو في حالة انهيار تام بعد ان فقد القدرة علي التماسك ولم تقو قدماه علي حمله وخرجت الأم مسرعة وكأنها عادت الي شبابها وفتحت الباب واستغاثت بالجيران الذين اسرعوا بطلب النجدة والقي رجال الشرطة القبض علي المتهم وهو في حالة انهيار واعياء شديدين فلم يبد أية مقاومة تذكر وكأنه استسلم لمصيره ولم يفعل شيئا سوي انه احتضن أمه وانخرط في البكاء طالباً منها ان تسامحه علي فعلته وان تصفح عنه حتي يذهب الي السجن وهو مستريح.
ليلة القتل
أمام النيابة اعترف القاتل بجريمته البشعة وقال ان الفكرة ظلت تراوده وتلح عليه لفترة طويلة بعد ان زادت الاشاعات حول شقيقته وانه حاول اصلاحها مراراً بان طلب منها بان تعيش معه بشقة أمه إلا أنها كانت دائماً ترفض وانه حينما واجهها بما يقال عنها نفت ذلك وقالت انها أشرف منهم جميعاً ولم تفلح معها كل المحاولات واصبح في حيرة بين ما يقال من اهالي المنطقة وما يسمعه من شقيقته وقرر ان يقطع الشك باليقين فأخذ يراقب كل تحركاتها وتحول بقدرة قادر الي مخبر سري واخرج نسخة من مفتاح شقتها من النسخة التي كانت مع امه وما ان علم انها بصحبة أحد أصدقائها بشقتها حتي قام بفتح باب الشقة خلسة وداهمها فجأة لقطع الشك باليقين وما ان دخل الي الشقة حتي ضبطها عارية في احضان عشيقها الذي دفعه بعنف حتي سقط علي الأرض وفر هارباً وحاولت القتيلة استعطاف شقيقها حتي يعفو عنها إلا انه لم يسمع شيئاً وأمسك بعنقها بعنف حتي اخترقت اصابعه لحمها وهي تحاول منعه بيدها وقدميها حتي خارت قواها تماماً وتوقفت عن الحراك فالقي بها علي الأرض وظل يبكي امامها ثم أخذها بين أحضانه لدقائق قليلة ثم تركها وخرج بعد ان أغلق باب الشقة قررت النيابة تحويل القضية للمحكمة بتهمة القتل العمد وقضت المحكمة بالسجن لمدة 25 عاماً مع الشغل والنفاذ للقاتل بعد ان تداولتها في عدة جلسات.
المصدر : الجمهورية
28/11/2008