زوجها عاد من الغربة بسرطان في المعدة
تركته.. تزوجت صديق ابنها.. وتطلب نفقة
رجل في الخمسينيات من العمر.. ضامر العود.. يكسو وجهه سحابة حزن دفين.. بخطي المقهورين كان يسير داخل محكمة زنانيري حتي توقف أمام مكتب تسوية المنازعات. بصوت اختلجه اليأس والاحباط سأل خبراء مكتب التسوية عن سبب استدعائه.. أخبروه أن مطلقته "عفاف" تطالبه بنفقة لصغارها.. فابتسم وقال ساخراً: وهل يضير الشاة ذبحها بعد سلخها؟!
توقف برهة يقاوم حبات دمع تساقطت من عينيه علي استحياء.. ثم قال: اسمي "رامي".. قبل 27 عاماً كنت شاباً مفعماً بالأمل والحيوية... عقب تخرجي في الجامعة عملت في إحدي الشركات وادخرت من راتبي مبلغاً استطعت به اتمام زواجي من "عفاف" بعد مضي عام ونصف العام علي تعارفنا.
مرت السنون الأولي علي ما يرام.. وإن تخللها بعد الخلافات كان سببها دائماً دخلي الزهيد الذي لم يكن يسد احتياجاتنا خاصة أننا أنجبنا وقتها طفلين.
أقنعتني عفاف بضرورة السفر إلي إحدي دول الخليج للخروج من نفق الفقر المظلم.. وبعد طول بحث وفقني الله إلي عمل في دولة عربية براتب شهري.. سافرت وعزائي الوحيد أنني أغترب من أجل مستقبل أفضل لابني.
لم تقهرني آلام الغربة.. عملت ليلاً نهاراً.. حرمت نفسي من متع الحياة من أجل أسرتي الصغيرة.. في كل زيارة إلي القاهرة كنت أعرض علي عفاف ألا أعود إلي الغربة مرة أخري خاصة بعد انجابنا الابن الثالث.. لكنها كانت ترفض بإصرار وتشحذ همتي لمزيد من الغربة.. والألم.
وذات ليلة فاجأني المرض اللعين.. سرطان أصاب معدتي.. ملأني إحساس بدنو الأجل.. فاتخذت القرار بأن أقضي أيامي الأخيرة في حضن أسرتي الصغيرة.
لم تستقبل "عفاف" خبر مرضي بالدموع.. لم تنهر أو تصرخ.. قالت بكل برود وفتور "طلقني".
لم تنقض أشهر العدة حتي كانت الطامة الكبري.. تزوجت عفاف من صديق ابننا الأكبر وأحضرته ليعيش معنا في نفس الشقة.. أبنائي نهروني حينما حاولت طردهما.. لقد انقلبت الموازين وصرت غريباً في داري