صعود السلالم يقلل خطر التعرض للجلطات بنسبة 50%
قدم الطبيب المختص بالرياضة والصحة والتغذية كلاوس فابيان «وصفة» جاهزة لكل المعانين من «ثقل» أجسادهم وممن ضاقوا ذرعا بالدراجات الثابتة في بيوتهم وباستوديوهات اللياقة البدنية وبالجري في الحدائق تحت المطر والثلج المتساقط. وتقول النصيحة ببساطة: تخل عن السلالم الكهربائية والمصاعد وفضل عليها صعود السلالم ونزولها لأن هذه الرياضة «غير الشعبية» أفضل للجسم والعقل من الجري.
وذكر فابيان، وهو أحد خبراء شركة التأمين الصحي الرسمية (ك ف ب)، أن إمكانية ممارسة الرياضة على السلالم متوفرة في المسكن (المباني العالية)، المكاتب، الأسواق والمطارات وغيرها. وأجرى فابيان دراسات حول صعود السلالم تشي بأن «رفع ثقل الجسم» بقوة الجسد يحرق سعرات حرارية أكثر، ويبدد حالات التوتر النفسي والجسدي وينشط خلايا الدماغ أفضل مما يفعله الجري أو قيادة الدراجة.
وتثبت التجارب التي أجراها فابيان أن رجلا متوسط الوزن يستهلك 200 كيلوسعرة حرارية حينما يصعد السلالم طوال 10 دقائق مستمرة. ولا يبدد الجري للفترة الزمنية ذاتها، لرجل من نفس العمر والوزن، اكثر من 125 كيلوسعرة. ويمكن للإنسان تنظيم رياضة صعود السلالم بما يؤهله لحرق 2000 كيلوسعرة حرارية في الاسبوع وبالتالي، وهو الأهم، خفض الجهد المسلط على القلب وخفض خطر التعرض لجلطات القلب بنسبة 50%.
ويعمل صعود السلالم على المدى البعيد على تحسين الدورة الدموية وانتشار الدم وتقوية عضلات الفخذين والحوض ضد مخاطر الكسر بسبب هشاشة العظام وخصوصا عند النساء المتقدمات بالسن. ونصح فابيان الجميع بممارسة صعود السلالم مع ضرورة أن يراجع المعانون من أمراض المفاصل ومن ضيق التنفس أطباءهم قبل التخلي عن المصاعد.
وذكر فابيان أن من يتخلى عن المصاعد والسلالم الكهربائية يشارك مجانا بدورة رياضية صحية لتحسين لياقته «العقلية». وتوثق العلماء في جامعة كولون من دور صعود السلالم المحفز لخلايا الدماغ من خلال التجارب التي أجريت على الحيوانات. وكشفت متابعة النشاطات الحيوية للدماغ أمام الكومبيوتر أن صعود السلالم يزيد وصول الدم إلى الخلايا الدماغية ويزيد مساحة الصلات الشبكية التي تقيمها الخلايا الدماغية مع بعضها. ويمكن لمن يعاني من التعب والتوتر النفسي بسبب العمل في المكتب أن يستغل وقت الغداء للتمرن على السلالم لأنه سيبدد بعض التوتر هناك. ولكن على الموظف في هذه الحالة عدم نسيان ضرورة أن يهوي السلالم بشكل جيد يعينه في التنفس وايصال الاوكسجين الطازج إلى الدماغ.
وكان الباحث الاميركي جيمس لفاين من «مايو كلينيك» في روكستر قد أجرى تجربة طوال 10 أيام على عشرة مكتبيين بدناء وعشرة مكتبيين من وزن متوسط وتوصل إلى أن من يتخلى عن المصاعد والسيارات يملك حظا أفضل من غيره في خفض وزنه وتحسين صحته. وعمد الباحث، الذي نشر بحثه في مجلة «ساينس»، على تغذية المتطوعين بوجبات تحتوي على سعرات حرارية متساوية وربط الاقطاب والمجسات الضرورية على أجسادهم بشكل وفر له 150 مليون معلومة الكترونية عن حركتهم ونشاط أجهزتهم الحيوية. وتوصل إلى نتائجه المذكورة حول دور الحركة في الصحة بعد تصنيف وتقييم كل هذه المعطيات