تظهر التسجيلات بن لادن كشاعر يحمل رسالة معينة
|
ينظر اناس كثيرون إلى اسامة بن لادن باعتباره مجرد رجل عدواني يدعو إلى قتل الناس، ويعرفه
كثيرون على أنه على قمة المطلوبين من جانب المخابرات الأمريكية.
إلا أن اسامة بقن لادن ايضا كما كشفت تسجيلات عديدة كشف النقاب عن وجودها أخيرا، رجل موهوب يستخدم لغة الشعر في خطاباته.
تشمل هذه التسجيلات التي لم يسبق نشرها، خطبا في الوعظ الديني وكلمات يوجهها بن لادن أثناء الاحتفال بزواج اتباعه، أو أمام جمع من الشباب من أجل اقناعهم بالانضمام لصفوف القاعدة.
وكان قد عثر على هذه التسجيلات وسط حوالي 1500 شريط تسجيل وجدت في مقر تنظيم القاعدة في قندهار بأفغانستان بعد إخلائه عام 2001 على إثر غزو القوات الأمريكية للمنطقة.
وتشمل الشرائط المسجلة (من الستينيات إلى عام 2000)، مئات الخطب الدينية لعدد من المشايخ وعلماء الدين المسلمين، وخطابات سياسية لعدد من أبرز زعماء القاعدة في المجال العسكري والاستراتيجي، ولقطات مصورة لمعارك حية، بالإضافة إلى تسجيلات لزعيم التنظيم.
خطيب مفوه فلاج ميللر، الخبير اللغوي الأمريكي والاستاذ المساعد للدراسات الدينية في جامعة كاليفورنيا، قضى 5 سنوات في دراسة تلك التسجيلات، ووجد أن شرائط اسامة بن لادن تؤرخ لتطوره كخطيب مفوه.
يقول ميللر إن التسجيلات "تتيح الفرصة أيضا للاطلاع على المناقشات التي كانت تدور داخل حلقة بن لادن خلال السنوات التي سبقت هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ ايلول 2001.
وتظهر الدراسة التحليلية التي أجراها ميللر على التسجيلات أن اسامة بن لادن شاعر موهوب، يمزج بين الصور الأسطورية للبطولة والتضحية والفداء، وبين المغزى الديني والجهادي، مستفيدا من تراث عمره 1400 سنة.
تأثير الشعر يقول البروفيسور ميللر إن لغة الشعر تترك تأثيرا كبيرا على جمهور المستمعين لبن لادن من الإسلاميين المتشددين والشباب الذي يعاني من شظف العيش ويبحث عن الخلاص.
وقد انتشرت العبارات التي يرددها بن لادن على أتباعه في شتى أرجاء العالم واصبحت لدى مريديه من الكلمات المأثورة تماما مثل الشعر. كان بن لادن يستخدم الصور الشعرية الرقيقة التي تحمل معان سامية لكي يغلف بها دعوته إلى القتل وسفك الدماء التي يمكن ان تنفر أي إنسان طبيعي.
إن اضفاء مضمون اخلاقي ومغزى إنساني على ما يطلب من الذين سلتزمون بـ"الجهاد" يتطلب الاستعانة بلغة قريبة من لغة الشعر.
يقول ميللر الذي يعد حاليا كتابا يحلل فيه خطابات بن لادن إن هذه الخطابات تظهر تطوره من مجرد داعية اسلامي على سجيته، إلى الشخصية الكاريزمية المؤثرة التي نعرفها حاليا، بعد أن اصبح يقدم نفسه على أنه مثقف وزعيم سياسي له آراؤه الخاصة في الشؤون الدولية.
الشاعر المقاتل وتمتلئ التسجيلات القديمة لبن لادن بإقتباسات من القرآن حتى تضمن عدم انحراف أتباعه الانحراف في اتجاه المفهوم العلماني للعالم.
وفي إحدى خطاباته يصف بن لادن نفسه على أنه "الشاعر المقاتل" الذي ستساهم كلماته في دفع أتباعه إلى الاحتماء بكهوف في الجبال.
أما الخطابات الأحدث فهي أكثر إتقانا من الناحية الحرفية، وتشيع فيها الصور البلاغية السياسية المناهضة للغرب التي اصبح العالم يألفها منه منذ احداث 11 سبتمبر 2001.
ويقول البروفيسور ميللر إن اسامة بن لادن إذا كان لايزال على قيد الحياة، يمكن أن يكون مستمرا في كتابة الشعر الذي يعد جوهريا في الثقافة القبلية التي ينتمي إليها.
ويوضح قائلا: "إن الشعر جانب أساسي في الثقافة العربية، وأسامة بن لادن يستخدمه للتأكيد على المفاهيم الأخلاقية للإسلام كما يفهمها.
في الوقت الحالي تتم تنقية شرائط التسجيل القديمة التي عثر عليها في جامعة يال الأمريكية، ويتوقع أن تصبح متاحة لاطلاع العامة في