الأسباب الحقيقية وراء اعتذار عمر سليمان عن خوض انتخابات الرئاسة..شخصية عسكرية بارزة وراء القرار لوجود خلافات بينهم..والمؤسسة العسكرية ترفض الزج باسم جهاز أمنى حساس فى العملية الانتخابية
اللواء عمر سليمان
كشف اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق فى بيان اعتذاره مساء أول أمس، عن خوض انتخابات الرئاسة، بأنه حاول أن يتغلب على كل المعوقات المتصلة بالموضوع الراهن ومن طلبات الترشح الإدارية والتنظيمية والمادية، ووجد أنه تعوق قدراته على الوفاء بها، وغير ذلك مما يتنافى مع المبادئ التى يعتنقها طوال حياته، لذلك قرر الاعتذار.
وكشفت مصادر مطلعة أن اللواء عمر سليمان لم يستطع إقناع المؤسسة العسكرية، بالموافقة على خوض سباق انتخابات الرئاسة، بجانب أن سليمان كان يأتى على رأس جهاز أمنى حساس وهو المخابرات العامة، وأن خوضه الانتخابات سيلتصق به أن رجل هذا الجهاز يخوض الانتخابات تحت اسمه، وفى حالة فشله سينسحب الأمر على فشل الجهاز، وهو ما ترفضه المؤسسة العسكرية.
وأوضحت المصادر أنه بجانب هذه المعوقات فإن هناك عاملا مهما وهو أن اللواء عمر سليمان، على خلاف شديد مع قيادة عسكرية نافذة، وأن العلاقة بينهم متوترة وتصل إلى حد القطيعة، وأن هذه القيادة لا ترغب فى خوض الرجل للانتخابات الرئاسية، خاصة وأن عمر سليمان من أبرز أركان نظام مبارك، وكان يحمل ملفات سرية، أغضبت وهشمت العلاقة بينه وبين القيادات العسكرية البارزة، ومن ثم فإن هذه القيادة النافذة بعثت برسائل مهمة لنائب رئيس الجمهورية السابق، مفادها الابتعاد عن الحلبة السياسية فى هذه المرحلة المهمة والمحورية التى تمر بها البلاد، وألا يزج بالجهاز الأمنى الحساس الذى كان يأتى على رأسه، والمؤسسة العسكرية، فى صراع الانتخابات.
وأكدت المصادر على أن ما جاء فى البيان وعلى لسان عمر سليمان عندما قال نصا: " أتقدم باعتذارى عن تلبية ندائكم ربما لأول مرة فى حياتى ومع رغبتى فى الحفاظ على تاريخ أعتز به دائماً، لقد حرصت طوال حياتى على الجدية الكاملة وتحمل المسئولية الحقيقية والسعى للنجاح وتحقيق الأهداف" يكشف بوضوح أن المؤسسة العسكرية لا تريد الزج بالجهاز الأمنى فى عملية انتخابية، ربما تنال من سمعة الجهاز الأمنى فى حالة فشل اللواء عمر سليمان، وإلصاق الفشل للجهاز وليس لشخص عمر سليمان.
وأوضحت المصادر، أن نائب رئيس الجمهورية السابق، حاول جاهدا أن يقنع المؤسسة العسكرية، بخلع رداء رجل المخابرات، أثناء خوضه الانتخابات الرئاسية إلا أن القيادة العسكرية البارزة رفضت، وطالبته الحفاظ على تاريخه، وتاريخ الجهاز الأمنى الحساس، والذى يمثل خطا أحمر، فى مفهوم الأمن القومى الشامل.
و من جانب أخر، دعا مؤيدو وأنصار عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق، إلى تنظيم مسيرة إلى بيته، غدا الجمعة، من أجل الضغط عليه وإقناعه بالعدول عن قراره بالاعتذار عن خوض سباق الترشح لرئاسة الجمهورية، فى الوقت الذى أكد فيه مسئولو حملته الانتخابية صدمتهم من قرار اعتذاره، مؤكدين على أن الدعوة للمسيرة وجدت صدى طيبا لدى محبى ومؤيدى سليمان، ومن المنتظر أن يشارك الآلاف فى المسيرة.
وقال المتحدث الإعلامى باسم الحملة الرسمية لترشيح عمر سليمان لرئاسة الجمهورية: إن قرار إعلان عدم خوض الانتخابات الرئاسية جاء صدمة قوية للحملة والقائمين عليها، خاصة وأنهم كانوا قد انتهوا من جمع التوكيلات اللازمة لافتتاح المقرات الخاصة بالحملة ومنها المقر الرئيسى بالدقى.