قرر وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان ترشيح أحد الشخصيات العسكرية من أعضاء حزبه «إسرائيل بيتنا» لمنصب السفير الإسرائيلى المقبل فى القاهرة، مستبعداً أعضاء السلك الدبلوماسى الذين شغلوا المنصب على مدار العشرين سنة الماضية.
قرار ليبرمان أثار حفيظة المسؤولين فى وزارة الخارجية الذين أعربوا عن غضبهم من تجاهل ليبرمان لهم واستغلال منصبه الوزارى لمكافأة أعضاء حزبه بتعيينات سياسية، دون الأخذ فى الحسبان أن القاهرة قد ترفض اعتماد مرشح ليبرمان، بسبب الخلفية العسكرية لهذا المرشح الذى تولى مناصب قيادية فى الجيش الإسرائيلى.
وكانت القناة الأولى بالتليفزيون الإسرائيلى قد كشفت أن ليبرمان اختار صديقه المقرب «شاؤول كميسة» الضابط السابق بالجيش الإسرائيلى، وعضو حزب «إسرائيل بيتنا»، لشغل منصب السفير الإسرائيلى فى القاهرة خلفا لشالوم كوهين الذى تجاوز مدته القانونية فى القاهرة منذ فترة، وفشلت الخارجية الإسرائيلية فى العثور على بديل مناسب له.
غير أن تقرير القناة الأولى الإسرائيلية أثار عاصفة من الغضب فى صفوف العاملين بالوزارة بسبب شبهة الرشوة السياسية التى يقدمها ليبرمان لأعضاء حزبه، والاتهامات التى تلاحق «كميسة» بشراء الأصوات فى الانتخابات البلدية الأخيرة، وخضوعه، حتى الآن، لتحقيقات الشرطة الإسرائيلية، والاحتمالات القائمة لإدانته.
وقال مصدر دبلوماسى إسرائيلى لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية إن «قرار ليبرمان بتعيين كميسة سفيراً بالقاهرة هو قرار سياسى، بالدرجة الأولى، ولن يساعد على تحسين العلاقات مع القاهرة بأى شكل من الأشكال».
وأضاف المصدر الإسرائيلى: «وزارة الخارجية تضم عدداً كبيراً من الشخصيات التى يشهد لها الجميع بالمهنية والاطلاع الواسع على ما يحدث بالجانب المصرى، ويمكنهم شغل هذا المنصب بامتياز، لكن الإصرار على تعيين شخصية من خارج الوزارة، لا تعرف شيئا عن القواعد الدبلوماسية، يعد بمثابة صفعة على وجه كل العاملين فى الخارجية الإسرائيلية. ولا شك أننا نتعامل مع قرار شاذ، خاصة عندما يصدر عن وزير خارجية وعد بتبنى العاملين فى الوزارة، والعمل على منحهم الفرصة الكاملة».
شاؤول كميسة، المرشح لمنصب السفير الإسرائيلى الجديد بالقاهرة يبلغ من العمر ٥١ عاما، ويعد الذراع اليمنى لأفيجدور ليبرمان داخل حزب «إسرائيل بيتنا». ويوكل إليه ليبرمان مهمة إدارة المعارك الانتخابية، والإشراف على صناديق الاقتراع. ويستعد «كميسة» لخلافة السفير الإسرائيلى الحالى بالقاهرة شالوم كوهين الذى أمضى فى القاهرة نحو سبع سنوات. وكان من المفترض أن ينهى مهام منصبه قبل نحو ثلاثة أعوام، لكن وزيرة الخارجية السابقة تسيبى ليفنى اتخذت قرارا بتمديد فترة خدمته بعد فشلها فى تسمية مرشحين مناسبين لشغل المنصب.
وعلى الرغم من أن ترشيح ليبرمان للسفراء يجب أن يحظى بموافقة لجان خاصة فى وزارة الخارجية، واعتماد رئيس الوزراء الإسرائيلى، فإن مصادر بالخارجية الإسرائيلية ألمحت لاحتمال أن ترفض مصر اعتماد سفير مقرب من ليبرمان.
ونقلت معاريف عن هذه المصادر قولها: «إن قرار تعيين شاؤول كميسة الذى تقلد عددا من المناصب العسكرية فى الجيش الإسرائيلى أمر غير مفهوم تماماً، وحتى الآن لا يعرف أحد كيف سيكون رد الفعل المصرى على هذا القرار.
وهل سيوافق الجانب المصرى على تعيين شخصية عسكرية فى منصب دبلوماسى. إن العلاقات بين ليبرمان والرئيس مبارك ليست طيبة من الأساس، والمؤكد أن تعيين هذا الشخص لن يلطف الأجواء بين البلدين».
من جانبها رفضت مصادر دبلوماسية مصرية الإجابة عن سؤال معاريف حول الموقف المصرى من قرار ليبرمان، طالما أن الخارجية الإسرائيلية لم تقدم طلبا رسميا بعد.
ومع ذلك، قدرت دوائر مصرية، بشكل غير رسمى، أن تعيين كميسة قد يواجه مشاكل عند اعتماد السفراء الجدد فى مصر. وعضوية هذا الشخص فى حزب إسرائيل بيتنا قد تجعل الموافقة عليه مسألة صعبة».