ادعت جماعة مسلحة باكستانية غير معروفة تدعى (فدائيو الاسلام) مسؤوليتها عن التفجير المدمر الذي تعرض له فندق (ماريوت) في العاصمة اسلام آباد يوم السبت الماضي.
وقالت المجموعة لبي بي سي إن هدف التفجير ايقاف التدخل الامريكي في شؤون باكستان الداخلية.
يذكر ان (فدائيو الاسلام) تتخذ من المناطق القبلية المحاذية للحدود مع افغانستان مركزا لنشاطاتها، وهي تحتفظ بعلاقات مع الزعيم المتشدد (بيت الله محسود).
وكان التفجير، الذي احدث دمارا كبيرا بالفندق، قد اودى بحياة 53 شخصا على الاقل واصاب اكثر من 266 بجراح.
وقد شهدت باكستان عددا من التطورات الامنية منذ التفجير، منها:
فجر انتحاري نفسه في منطقة (ماديان) في وادي (سوات) المضطرب، فقتل 9 جنود.
أطلقت القوات الباكستانية النار على طائرات هليكوبتر امريكية انتهكت الاجواء الباكستانية في المنطقة الحدودية مساء الاحد
خطف مسلحون القنصل الافغاني العام في مدينة بيشاور مركز الاقليم الحدودي الشمالي الغربي بعد ان قتلوا سائقه.
"مصالح المسلمين"
وكان مكتب بي بي سي باللغة الاوردية في اسلام آباد قد تلقى مكالمة هاتفية من جماعة تقول إنها (فدائيو الاسلام) طلبت منه الاتصال برقم معين. وعند طلب الرقم المذكور، استمع المكتب الى تسجيل صوتي باللغة الانجليزية جاء فيه ان هدف تفجير فندق (ماريوت) طرد "الصليبيين الامريكان" من باكستان ومنعهم من التدخل في شؤون الحكومة والجيش والمؤسسات الاعلامية والامنية والدينية وغيرها في البلاد.
كما جاء في التسجيل الصوتي ان الهجوم على الفندق قد اسفر عن مقتل 250 تقريبا من عناصر مشاة البحرية الامريكية (المارينز) اضافة الى العديد من مسؤولي حلف شمال الاطلسي ومسؤولي دول اخرى متورطة في تقويض مصالح المسلمين في باكستان وافغانستان.
ولكن - بالعكس من ادعاءات (فدائيو الاسلام) - كان معظم القتلى من الباكستانيين، عدا السفير التشيكي وفيتنامي واحد والماني واحد وامريكي واحد. ولا يزال ضابط مخابرات دنماركي في عداد المفقودين، ويعتقد انه قتل على الاغلب.
وتشير المعلومات المتوفرة الى ان نشاط مجموعة (فدائيو الاسلام) يتركز في اقليم وزيرستان المحاذي للحدود الافغانية.
ويقول السيد شعيب حسن مراسل بي بي سي في اسلام آباد إنه يعتقد ان المجموعة لها علاقات وطيدة بحركة (طالبان الباكستانية) الائتلاف الذي يجمع عددا من المجموعات المسلحة والذي يقوده بيت الله محسود. وكانت الحكومة الباكستانية السابقة قد اتهمت محسود بالتورط في عملية اغتيال زعيمة حزب الشعب الباكستاني بينظير بوتو.
ويقول مراسلنا إنه يعتقد ان (فدائيو الاسلام) تضم اعضاء سابقين في تنظيم (جيش محمد) المحظور في باكستان، والذي كان قد نفذ بعض العمليات المسلحة في البلاد بما فيها اغتيال الصحفي الامريكي (دانيال بيرل) والهجوم الذي كاد ان يودي بحياة الرئيس السابق بيرفيز مشرف في ديسمبر/كانون الاول 2003.
وقال (فدائيو الاسلام) في رسالتهم الصوتية المسجلة إنه اذا كانت الصواريخ هي التقنية التي يستخدمها الامريكيون، فإن الهجمات الانتحارية هي تقنيتهم.
طالبان
وكان الهجوم على فندق (ماريوت) قد وقع في الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي لاسلام آباد (الثالثة عصرا بتوقيت جرينتش) من يوم السبت المنصرم.
وقد اظهرت الصور التي التقطتها اجهزة الرقابة قبيل وقوع التفجير شاحنة ذات ست عجلات تصطدم بالحاجز الامني المثبت عند مدخل الفندق.
وقد احدث التفجير حفرة في الارض يبلغ قطرها ستة امتار.
وقال سكان محليون في اسلام آباد لبي بي سي إن جوا من الرعب يجتاح المدينة، وان سكانها يخافون الخروج من مساكنهم.
كما ادى الهجوم الى قيام شركة الخطوط الجوية البريطانية بالغاء بعض رحلاتها الى باكستان "بسبب الوضع الامني المتدهور" حسب ما جاء في تصريح اصدرته الشركة.
يذكر ان فندق (ماريوت) كان يعتبر ارقى فنادق العاصمة الباكستانية، حيق يقع بالقرب من المقرات الحكومية والدبلوماسية، وكان يعتبر المرتع المفضل للنخبة الباكستانية والجالية الاجنبية المقيمة في البلاد.
وكان الـ(ماريوت) قد تعرض لهجوم انتحاري في العام الماضي ادى الى مقتل شخص واحد.
وتقول برباره بليت مراسلة بي بي سي في اسلام آباد إن الهجوم ربما كان ردا على استخدام الجيش الباكستاني للطيران الحربي في قصف الاهداف العائدة لحركة طالبان.
وكانت الحكومة الباكستانية قد قالت إنها بصدد تنفيذ ضربات ضد المسلحين بالقرب من الحدود مع افغانستان.
23/9/2008
وكاله الانباء