زعيم السلفييين الداعيه محد حسان
أكد الداعية الاسلامي محمد حسان أن الوقت الحالي ليس وقتا لتصفية الحسابات بل هو وقت نبذ الفرقة وتوحيد الصفوف للعمل بصدق وإخلاص من أجل ديننا وبلدنا مع مراعاة مساحة الحرية المنضبطة والمسئولة .
وأضاف حسان في ورقة عمل قدمها تحمل رؤيته للتغيير والاصلاح:" ان مصر بلد مسلم دينه الرسمي الذي يحكم به منذ أكثر من 14 قرنا هو الإسلام ومرجعية التشريع فيه للشريعة الإسلامية، فهي المصدر الرئيسي للتشريع ولن يسمح شعب مصر كله ولا قواته المسلحة بالمساس بالمادة التانية من مواد الدستور .
فإذا كان الشعب قد خرج من أجل الحرية والعدالة الإجتماعية ورفع الظلم فالشعب مستعد بكل أفرداه للتضحية بدمه من أجل دينه .
وأشار الداعية الاسمي في ورقته أنه لا يمكن نغير ونصلح العملية التربوية والتعليمية المختلفة لربطها بالدين والقيم والأخلاق والتنمية فى كل نواحى الحياة .
وفيما يلي نص ورقة العمل التي أعدها الداعية محمد حسان :
"ما أطرحه في هذه الورقة اجتهاد فردي لا أحمله لإي إتجاه وتقديرى للرأي المخالف فالإسلام لا يعرف القهر والإكراه حتي في العقيدة فكيف يرضاه في الفكر والرؤي ؟! .
ليس الوقت وقت تصفية حسابات بل هو وقت نبذ الفرقة وتوحيد الصفوف للعمل بصدق وإخلاص التغيير والإصلاح لا يتم أبدا دفعة واحدة وإنما بالتدرج فهذه سنة كونية .
شتان شتان.. بين إعلام يطرح القضايا الكبيرة التي تشكل وجدان الأمة وعقولها وتدفع عجلة الأقتصاد والتنمية والصناعة وبين إعلام يتبني طرح القضايا التافهة لمجرد الأثارة فقط للإستحواذ علي أكبر نسبة مشاهدة والأمثلة أكثر من أن تحصي .
لن يحدث تغييرا وإصلاح حقيقي في العملية التربوية والتعليمية إلا إذا أعدنا النظر إلي المدرس علي أنه ليس شخصا أو موظفا يؤدي وظيفة وإنما هو شخص صاحب رسالة محترمة راقية ويجب أن نوفر له كل ما يحتاج إليه للقيام بهذه الرسالة علي أكمل وجه.
الشباب طاقات هائلة وهم أغلى ما نملكه من مصادر القوة إن أحسنا توظيفه وتوجيهه لصالح الدين والوطن لابد أن يعود المسجد إلى رسالته وأنا أنادي بصوت مرتفع بتجديد الخطاب الديني والدعوى في المرحلة المقبلة للربط ربطاً صحيحاً بين الأصول والثوابت والمتغيرات.
لماذا يحارب شاب تخرج من الجامعة وقضى أجمل سنوات عمره فى التحيل والتعليم ومع ذلك لم يجد عملا بشهادته فقام ليعول نفسه وليساعد أسرته؟
علينا أن نعيد النظر فى هيكلة ومنظومة جهاز الشرطة بالكامل لتحويل شعارها ( الشرطة فى خدمة الشعب ) إلى واقع عملى.
لن يسمح شعب مصر كله ولا قواته المسلحة بالمساس بالمادة التانية من مواد الدستور . فإذا كان الشعب قد خرج من أجل الحرية والعدالة الإجتماعية ورفع الظلم فالشعب مستعد بكل أفرداه للتضحية بدمه من أجل دينه.
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وبعد فإنه لا يخفي الآن علي أحد أن نقاشات وحوارات واسعة تجري الأن علي كل الأصعدة وفي كل الأورقة تبحث عن التغيير والإصلاح تتداخل فيها الوسائل مع المقاصد والغايات والرؤي الشخصية مع الحزبية والطروحات الفردية مع الجماعية والمصالح الفئوية مع المصلحة العليا للوطن .
ومنذ البداية لا ينبغي أن نتهم النيات أو نشكك في إخلاص أحد لكن الإخلاص وحده دون فهم دقيق ووعي عميق وبصيرة نافذة لا يكفي إذ لابد من فهم الواقع وفهم الواجب في الواقع ومن هذا المنطلق إسمحوا لي أن أبدأ بالمرتكزات والأصول التالية :
أولا : مصر بلد مسلم دينه الرسمي الذي يحكم به منذ أكثر من أربعة عشر قرنا هو الإسلام ومرجعية التشريع فيه للشريعة الإسلامية .
فهي المصدر الرئيسي للتشريع ولن يسمح شعب مصر كله ولا قواته المسلحة بالمساس بالمادة التانية من مواد الدستور، فإذا كان الشعب قد خرج من أجل الحرية والعدالة الإجتماعية ورفع الظلم فالشعب مستعد بكل أفرداه للتضحية بدمه من أجل دينه .
وليس هذا تخويفا لغير المسلمين من المواطنين فالإسلام يضمن لهم حقوقهم كاملة وفي الحديث الصحيح الذي رواه أبو داوود وغيره أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " ألا من ظلم معاهدا أو أنتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة " .
ثـانيـاً : يجب علينا أن نعلم يقينا أن ما فسد في كل النواحي طيلة السنوات الكثيرة الماضية لا يمكن أبدا أن نصلحه ونغيره في أسبوع أو شهر أو عام كما هدم في سنوات لا يمكن أن يبني في إيام وأوكد علي هذا ليتحلي الجميع بالصبر والمسئؤلية وقوة الأرداة وعقد النية علي العمل وحسن الإدارة .
ثــالثـا ً: التغيير والإصلاح لا يتم أبدا دفعة واحدة وإنما بالتدرج فهذه سنة كونية لا تتبدل ولا تتغير لا يجدي معها تعجل الأذكياء ولا مهم الأصفياء حتي يتم التغيير والإصلاح في كل نواحي الحياة بإتزان وترابط وهذا بلا شك يلقي بالتبعية الثقيلة والمسئولية العظيمة علي المؤسسات الدينية والإعلامية والتعليمية والفكرية لتبدأ بداية جديدة للإصلاح وتغيير منظومة القيم لإستئصال الفساد وشحذ الهمم لتصحيح الهوية وتقوية الإرداة وتصحيح الأدارة وحسن العمل.
رابعا : ليس الوقت وقت تصفية حسابات بل هو وقت نبذ الفرقة وتوحيد الصفوف للعمل بصدق وإخلاص من أجل ديننا وبلدنا مع مراعاة مساحة الحرية المنضبطة والمسئولة .
خامسا : ما أطرحه في هذه الورقة إنما هو إجتهاد فردي لا أحمله لإي أتجاه ويحتاج مزيدا من البحث والدراسة ووضع الخطط والبرامج وآليات التنفيذ من المتخصصين في كل الميادين .
مع تقدير الرأي المخالف فالإسلام لا يعرف القهر والإكراه حتي في العقيدة فكيف يرضاه في الفكر والرؤي ؟!، والسؤال المهم الآن : من أين يبدأ التغيير والإصلاح ؟!
هل يبدأ من الأخلاق والقيم لتصحيح ما فسد واعوج منها ؟ أم يبدأ بالتعليم ؟ أم بالاعلام ؟ أم بالإقتصاد ؟ أم بالمؤسسة الأمنية ؟ أم بالمؤسسة الدينية ؟ .
والجواب : لا يجوز أبدا أن يكون التغيير والإصلاح في ناحية واحدة وأن نعطل التغيير في النواحي الإخري من أجلها بل يجب أن يبدأ التغيير في هذه النواحي كلها؛ حيث يوجد كل فرد فينا مهما كان موقعه أو عمله أو منصبه والله أنها لأمانة سنسأل عنها جميعا بين يدي الله جل وعلا .
لأنني علي يقين أن التغيير يبدأ بالأفراد من داخل النفوق لقوله تعالي " إن الله لايغير ما بقوم حتي يعيروا ما بأنفسهم " ولقوله تعالي " ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها علي قوم "، ونظرا للظروف الحرجة التي تمر بها بلادنا في هذه الأوقات العصيبة فإنني أري أن نبدأ
أولا : التغيير والاصلاح فى المؤسسة الأمنية (جهاز الشرطة)، فما حدث فى الايام الماضية من انفلات أمنى مروع أصاب الناس بالهلع والفزع يحتم علينا أن نعيد النظر فى هيكلة ومنظومة جهاز الشرطة بالكامل لتحويل شعارها ( الشرطة فى خدمة الشعب ) إلى واقع عملى .
وذلك لا يكون فى المرحلة الحالية والمقبلة إلا بالتخلى الكامل عن السياسية القديمة فى طريقة التفكير والتخطيط والتنفيذ بدأ من تعليم طلبة كلية الشرطة وانتهاء بكيفية التعامل مع الجمهور فوظيفة جهاز الشرطة بكامله على اختلاف تخصصاته تحقيق الأمن للمجتمع بكل فئاته فنعمة الأمن نعمة عظيمة جليلة لم يعرف كثير من الناس قدرها إلا فى الأيام الماضية ولا يعقل أبدا أن يسخر هذا الجهاز الضخم بكل طاقاته وإمكانياته لتأمين شخص رئيس الدولة فقط وهذا يقتضى وبشده تحديد مهام جهاز الشرطة بكل فروعه .
ومن واجبات جهاز الشرطة الاحترام الكامل لجميع المواطنين دون تمييز بين غنى وفقير ووزير وخفير، ومن أهم واجباتهم منع الظلم والقمع والتعذيب والاعتقالات دون محاكمات عادلة .
وإن كنا نطالب جهاز الشرطة بكل عناصره بتحقيق ما عليه من واجبات فمن العدل أيضا أن نعطيهم مالهم من حقوق إذ لابد الكامل داخل الشرطة على نظام التمييز بين الضباط فى الرواتب والمكافأت والحقوق فليس من العدل أن يحصل ضابط على عشرات الألاف فى الوقت الذى لا يحصل فيه زميله فى نفس المصلحة أو فى نفس الجهاز على عشر مايكفيه هو وأسرته أو يحصل ضابط مجموعة من الرواتب من عدة جهات قد تصل إلى عشرات الألاف فى الوقت الذى لا يحصل فيه الضابط أو الجنود الذين يسيرون العمل فى هذه المصالح أو هذه الأجهزة إلا على الفتات .
لا يمكن أبداً أن يكون هذا الجهاز قادرا علي تحقيق العدل ورفع الظلم بين الجماهير وهو غارق من داخله في هذا الظلم في التعامل مع أفراده بالمجاملات الكاذبة والمحسوبية الباطلة .
ثم لا يجوز أبدا في المرحلة القادمة أن نزج برجال الشرطة في كل شئ بما يثيرعليهم غضب الجماهير ويفقدون بسبب ذلك ثقة الشعب وإحترمهم كالتدخل مثلا في الدعوة إلي الله عز وجل والتحكم في العلماء والدعاه ومنعهم من التحرك للدعوة إلي الله بالحكمة والموعظة الحسنة إذ ليس من حق الضابط أن يقيم العالم أو الداعي من الناحية العلمية والدعوية أو التدخل في الجامعات والكليات لأختيار رؤساء الجامعات والعمداء واتحاد الطلاب وغير ذلك .
أرجوا أن يراعي هذا جيدا في المرحلة المقبلة فليس من صالحنا أو من صالح بلدنا أن تضيع الثقه والأحترام المتبادل بين الشعب والشرطة .
ثانياً : - التغيير والإصلاح فى المؤسسة الدينية :
ويبدأ حتما بتحرير المساجد وإعادة دورها ورفع القيود عنها وإلقاء الرقابة عليها . فالمساجد قطب الرحى في الإسلام .
وأول ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وهو مؤسس دولة الإسلام فى المدينة النبوية هو بناء المسجد فكان المسجد مكاناً للصلاة والصلة بالله ومكاناً للتشاور فى أمور الدولة وجامعة للتعلم والتربية ومكاناً للتكافل الاجتماعي، ومأوى للفقراء والمساكين ومنه خرجت البعوث وأرسلت الكتب والرسائل للحكام والملوك .
فلابد أن يعود المسجد إلى رسالته وأنا أنادي بصوت مرتفع بتجديد الخطاب الديني والدعوى في المرحلة المقبلة للربط ربطاً صحيحاً بين الأصول والثوابت والمتغيرات لتحقيق المناطات العامة والخاصة للربط ربطاً صحيحاً بين دلالات النصوص الشرعية والواقع الذي تغير ويتغير كل ساعة بلا مبالغة .
ليؤدى كل عالم وداعية دوره إرضاءً لله بلا خوف أو وحل بالحكمة البالغة والموعظة الحسنة وبما يتفق مع ما يحتاج إلية الناس عامه والشباب خاصة لأن كثيراً من شبابنا قد أنصرف عن المساجد ربما لأنه يأتي إلى كثير من المساجد فنجد طرحاً دعوياً بعيداً تمام البعد عن مشكلاته وأزماته التى يحياها .
وأنا أرى أنه لا يمكن أبداً أن تعود للمؤسسة الدينية ريادتها ومكانتها فى الأمة لتصبح مهابة الجانب مسموعة الكلمة والفتوى وهذا لصالح البلاد والعباد فى المحن وغيرها ، لايمكن أن يتحقق ذلك إلا بالأمور التالية .
أولا : استقلال المؤسسة الدينية بالكامل كالازهر ودار الافتاء ووزارة الاوقاف استقلالاً كاملاً عن الحكومة او السلطة التنفيذية .
ثانياً : تشكيل هيئة كبار العلماء من الازهر وغيره من العلماء الربانيين الفضلاء المعروفين بالعلم والحكمة والأمانة والدعوة والصدق وتكون وظيفة هذه الهيئة اختيار شيخ الازهر . ثم تكون الهيئة مجلس شورى لشيخ الازهر فيرجع الى الهيئة من كبار العلماء فى كل امر من امور الدولة الداخلية والخارجية بل وفى كل الامور التى تخص الاسلام والمسلمين فى كل مكان .
ثم يقوم شيخ الازهر بالتواصل الدائم مع رئيس الدولة انطلاقاً من رؤية جماعية لهيئة كبار العلماء ليبذل له النصيحة فى كل شئون البلاد ويجب على الحاكم فى هذه المرحلة أن يقرب منه شيخ الازهر الذى ينقل له بدوره حكم الاسلام ورأى الهيئة فى كل ما يحتاج اليه .
ثالثا :التغيير والإصلاح في المؤسسة التربوية والتعليمية
لاشك أن العملية التعليمية تمر بأزمة حقيقة علي مستوي العالم ومن التربويين المتخصصين من يرد هذه الأزمة إلي أسباب أقتصادية ومنهم من يردها إلي أسباب نفسية ومنهم من يردها إلي أسباب تربوية أخلاقية، لكني أري أن أخطر ما يواجه التعليم في بلادنا أنه تعليم بلا هدف !.
فالحصول علي المؤهل الدراسي أصبح الغاية التي من أجلها تبرر أي وسيلة ولو كانت بالغش والتزوير والطرق غير المشروعة !.
ولذا صار التعليم في واد ودفع عملية الأنتاج والأبداع والتنمية في واد أخر تماما وأصبح عاجزا عن تقديم الكوادر العلمية والتربوية والفنية المتخصصة القادرة علي تلبية حاجات المجتمع في كل مناحي الحياة الطيبة والهندسية والإعلامية والتعليمية والإقتصادية والتجارية والزراعية والحياتية اليومية من أعمال السباكة والنجارة والنظافة وغيرها من الأعمال المهنية التي تعاني نقصا حادا كميا ونوعيا.
ويزداد الأمر سوء حينما ينفصل التعليم عن الدين ويجعل تدريس الدين أمرا ثانويا عابرا لا يضاف إلي المجموع فيفقد الطلاب أحترامهم للدين والقيم وتتزعزع في قلوبهم الهوية والأنتماء فيتمردون علي دينهم ومن ثم علي مدرسيهم ومجتمعهم ليصلوا في النهاية إلي مرحلة التمرد علي الذات ثم يخرج علينا وزيرا بعد وزير يقترح أن حل هذه الأزمة في محاربة الكتاب الخارجي أو في جعل المرحلة الإبتدائية خمس سنوات .
وأري أن يقف المتخصصون المخلصون من التربوبين والتعليميين وما أكثرهم بفضل الله جل وعلا في بلادنا مع جذور المشكلة وعناصر العملية التربوية والتعليمية للوقوف علي الأسباب الحقيقيه للمشكلة في كل عنصر من عناصرها للبحث عن علاج ناجح :
أولا : المدرس
لن يحدث تغييرا وإصلاح حقيقي في العملية التربوية والتعليمية إلا إذا أعدنا النظر إلي المدرس علي أنه ليس شخصا أو موظفا يؤدي وظيفة وإنما هو شخص صاحب رسالة محترمة راقية ويجب أن نوفر له كل ما يحتاج إليه للقيام بهذه الرسالة علي أكمل وجه .
لابد أن نوفر له ما يكفيه من الراتب ليعيش حياة كريمة طيبة فالمدرس الان صار مادة للسخرية في وسائل الأعلام ويشعر في داخله بالمهانة لأنه أصبح أجيرا لدي الطالب يأتيه في بيته ويأخذ منه أجر تعليميه فقد الطالب أحترامه لمدرسه وجرحت كرامة المدرس الذي لا يملك من الأمر شيئا لحاجته الشديدة إلي هذا المال لنفسه وأسرته من ناحية ولعدم أمتلاكه للوسائل الإدارية والتربوية التي يضبط بها سلوك الطالب من ناحية أخري.
فكيف نطلب من هذا المدرس أن يكون قدوة بين طلابه أو كيف نطلب منه أن يكون متقنا لمادته ملما بكل جديد متفاعلا مع أدوات العصر الحديث الأمر شيئاً لحاجته الشديدة إلى هذا المال لنفسه واسرته من ناحية ولعدم امتلاكه للوسائل إلادارية والتربوية التى يضبط بها سلوك الطالب من ناحية أخرى ؟ .
فكيف نطلب من هذا المدرس أن يكون قدوة بين طلابه أو كيف نطلب منه أن يكون متقناً لمادتة ملماً بكل جديد متفاعلاً مع أدوات العصر الحديث علينا أن نوفر له مايحتاجه للقيام بهذه الرساله ثم نحاسبة إن قصر فى أدائها .
مع التركيز على تقديم الأكفاء فى كل مرحلة دراسية دون مجاملات كاذبة أو محسوبيات فاسدة
إن المعلم والطبيب كلاهما..... لا ينصحان إذا هما لم يكرما
فاصبر لدائك إن أهنت طبيبه... واصبر لجهلك إن جفوت معلما
ثانيا : المناهج التعليمية
لا يمكن نغير ونصلح العملية التربوية والتعليمية المختلفة لربطها بالدين والقيم والأخلاق والتنمية فى كل نواحى الحياة .
للقضاء على هذه الظواهر الغريبة التى انتشرت فى السنوات الماضية كالظاهرة العنف والفوضى والتحلل الاخلاق والسلوك المنحرف والمخدرات، فالمناهج فى الغالب تعتمد على التعليم النظرى والحفظ والتكرار ونقل بعض النماذج التعليمية الغربية لتطبيقها فى مجتمعاتنا المسلمة بطريق مشوهة والتنافس فى إنشاء الجامعات الامريكية والالمانية والكندية والبريطانية والفرنسيه وغيرها دون دراسة دقيقة لاستعدادات أبنائنا وطبيعة تراثهم ودينهم وخليفتهم التاريخية والحضارية لمن أعظم الادله على غياب الهدف والعشوائية فى التخطيط والتنفيذ.
ومن أعجب ما قاله (جان جاك روسو) إن اسوأ البلاد بلد أصبح الخالق فيها مهجولاً وترك الأيمان به فى إهمال)
ويقول الفيلسوف الروسى (تولستوى) (والدين يوحد الروابط بين المرء وبارئه الاعلى ويهدى الناس الى طريق مستقيم وينير بصائرهم فى أعمالهم ذلك الدين القيم الذى لولاه لأصبح الناس فى ظلام .
ثالثا : الـــمـدرسـة
-لابد من المادة النظر إلى عدد المدارس مع عدد الطلاب
- النظر لمساحة الفصل ومستوى تجهيزه بالوسائل التعليمية الحديثة
- إعادة المسجد للمدرسة مرة اخرى ليتجمع فية المدرسون مع طلابهم لاقامة الصلوات فى أوقاتها وحلقات حفظ القران .
-إعاده النظر فى المساحات الخضراء ومساحات الملاعب أو غيرها ومعامل البحث العلمى والتجارب
- وأرجو من التربوبيين أن يعيدوا النظر فى هذا الاختلاط الضاغط بين الطلاب والطالبات فى سن المراهقة فى فصول ومدرجات مزدوجة .لايمكن أبداً أن نحقق فى فصول ومدرجات مزدوجة لا يمكن أبداً أن نحقق فى ظلها حفاظا على القيم والاخلاق من جهة وعلى التركيز وحسن الاستيعاب من جهة أخري فهذا مصادم للفطره وهذا ماينادى به الان كثير من التربويين الغربيين! .
-رابعاً :الطالب
وهو محور العمليه التعليمية والتربوية وهو الامل والمستقبل فهو العالم والحاكم والقائد والطبيب والمهندس والداعى والصانع والمزارع والاديب والشاعر والأعلامى الى غير ذلك .
وكل طالب يمتلك من الملكات والطاقات والقدرات مايختلف عن الأخر والمؤسسه التعليمية الناجحة هى التى تتعرف على هذه الملكات والطاقات وتعمل على تفجيرها وتنميتها وضبطها لا ستثمارها أعظم استثمار فى رفعة الدين ونهضة البلد والأمة واعداد الكوادر المؤهلة خلقيا وعلميا وعمليا لما تحتاج إليه الأمة بصفة عامة وبلدنا بصفة خاصة
ولن نستطيع تحقيق ذلك إلا إذا قدمنا للطالب فى كل فصل دراسى ماينفعه فى المدرسة وخارجها فى حياته الخاصة والعامة فى إطارهدف تربوى وإيمانى وأخلاقى متكامل .
وأن نحرص على غرس القيم الايمانية والأخلاقية والمفاهيم الدينية الصيحة التى ترسخ عنده أصول مكارم الإخلاق كالصدق والوفاء والاخلاص والأمانة والمراقبة وغيرها .
وأن نغرس فى عقول وقلوب طلابنا معانى الكرامة والعزة والشرف والانتماء وأن ننزع منهم الخوف والجبن والخيانة .
وأن نعلمهم إلى جانب العلوم المعاصرة الحديثة العلوم التى تجدد إيمانهم ومعرفتهم بربهم ودينهم ونبيهم وجميع إخوانه من النبين والمرسلين لنعلم قلوبهم الخشوع وعيونهم الدموع .
علينا أن نغرس فى قلوبهم وعقولهم أدب الحوار بخلق الاسلام وأدب الدين وأن نربيهم على بنذ العنف وعدم إكراه الاخرين على قبول أفكارنا بالقهر والكبت.
علينا أن نعلم طلابنا أدب التامل مع الكبير والصغير والحاكم والعالم والأب والأم بل ومع غير المسلم والموضوعية فى التفكير والطرح والنقاش والتقييم .
رابعا : التغيير والإصلاح في المؤسسة الإعلامية والفكرية والثقافية :
لا يخفي الآن علي أي أحد أن وسائل الإعلام والفكر والثقافة هي التي تحكم العالم بحكامه وشعوبه ولهذا حرص بنو صهيون علي السيطرة علي وسائل الأعلام والفكر والثاقفة ونصوا علي ذلك في البروتوكولات؛ حيث قالوا " أن الصحافة والأدب أهم دعامتين من دعائم التربية ولهذا السبب سنشتري أكبر عدد ممكن من الصحف الدورية لنقض بهذا الشكل علي الأثر السئ للصحافة المستقلة ولنسيطر سيطرة كاملة علي البشرية " برتوكول / 12
ولذلك رأينا أدبا ساقطا وفكرا مضلا منحرفا وقصص تافهة ومسلسلات ساقطة وأفلام فاضحة داعرة وسطحية تافهة .
تتلقفها هذه المؤسسات الإعلامية والفكرية والثقافية الغربية والعربية بل ويمجدون أصحابها ويهتفون بأسمائهم ويتغنون بأعمالهم لا لأي شئ إلا أنهم يتطاولون علي الإسلام أو علي ذات الله سبحانه أو علي القرآن الكريم أو الرسول "صلي الله عليه وسلم" أو علي الأصول والثوابت والقيم والأخلاق والأبداع والأنتاج ثم يعلنون حربا هوجاء شرسه علي كل من يحاول مجرد محاولة أن يتصدي لهم أو أن يفضح زيفهم وأمرهم لأسقاطه وأتهامه بكل انواع التعم المعلبة كالإنغلاق وضيق الأفق وعدم الفهم والخيانة والعمالة وغير ذلك .
شتان شتان.. بين إعلام يقدم لشبابنا المثل العليا والقدوات الصالحة وعلي رأسهم نبينا محمد صلي الله عليه وسلم وإخوانه من النبيين والمرسلين والصحابة والتابعون والعلماء والقادة والحكماء والأدباء والفقهاء والشعراء والكتاب والمفكرون والأطباء والمهندسون والمبدعون في كل مجالات الحياة .
شتان شتان.. بين إعلام يطرح القضايا الكبيرة التي تشكل وجدان الأمة وعقولها وتدفع عجلة الأقتصاد والتنمية والصناعة وبين إعلام يتبني طرح القضايا التافهة لمجرد الأثارة فقط للإستحواذ علي أكبر نسبة مشاهدة والأمثلة أكثر من أن تحصي .
وأخيرا، شتان شتان بين إعلام يقدم الكوادر المتخصصة المتقنة المبدعة بلا مجاملات كاذبة أو محسوبيات ظالمة أو حسابات شخصية وبين إعلام يحارب المبدعيين الصادقين الذين لا يجديون العزف علي وتر الكذب وتمجيد الفاسدين والظالمين
شتان شتان بين إعلام صدع رؤوسنا بالديمقراطية والحرية والرأي والرأي الأخر يسمح لمذيعة تطل علينا بصورة غارقة في التبرج والزينة في الوقت الذي بجرم ويحرم علي أي مذيعة تريد أن تؤدي عملها بحجابها الشرعي
نعم آن الآوآن أن تقود المؤسسة الإعلامية والفكرية والثقافية إلي دورها الريادي الحضاري الحقيقيي وهذه خطوط عريضة وأترك التفاصيل ووضع الخطط والبرامج التي تتفق مع المرحلة المقبلة للمتخصيين الشرفاء وما أكثرهم .
خامسا :التغيير والاصلاح فى المؤسسة الإقتصادية :
لا يخفى على أحد أن الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى عضت بأنيابها التى لا ترحم كثيرا من الناس وقطاعات عريضة من الشباب العاطل عن العمل .
كانت هذه الأزمة مع غيرها من غياب العدالة الاحتماعية فى توزيع الثروات والتفاوت المرعب بين الطبقات، فقلة قليلة تمتلك المليارات والكثرة الكاثرة لا تمتلك الجنيهات مع انتشار الفساد والظلم والرشوة والمحسوبية وغير ذلك كانت هذه الأسباب سببا فيما وقع من أحداث فى تونس ومصر ولبيبا وما يجرى الأن فى دول عربية أخرى
والأمر يحتم على العقلاء والمخلصين الغيورين أن نفكر من الأن تفكيرا جديا فى تحقيق نهضة إقتصادية وزراعية وصناعية كبرى على أيدى هذا الشباب الواعد الذى أبهر العالم .
فهذا الشباب طاقات هائلة وهم أغلى ما نملكه من مصادر القوة إن أحسنا توظيفه وتوجيهه لصالح الدين والوطن
وليس من العقل والحكمة أن نظل ننظر إلى هذه الاعداد الضخمة على أنها عقبة ومعول هدم للتنمية والنموذج اليابانى والأندونيسى والهندى والصينى خير دليل على أن العنصر البشرى أغلى عناصر التقدم والابداع والانتاج
نعم لابد من تشجيع الشباب على العمل والتخلص من البطالة .
والحكومة عليها دور كبير جدا فى هذا الجانب فأنا أتعجب غاية العجب لهذه القوانيين الروتينية القاتلة التى تولد الكبت والانفجار حتما كما حدث فى تونس ومصر فى الايام الماضية ولطالما حذر العلماء والمفكرون من ذلك لماذا يحارب شاب تخرج من الجامعة وقضى أجمل سنوات عمره فى التحيل والتعليم ؟، ومع ذلك لم يجد عملا بشهادته فقام ليعول نفسه وليساعد أسرته .
وأظن ان الأزمة الأقتصادية العالمية قد أثبتت علي ألسنة خبراء الأقتصاد الغربية وعلي أرض الواقع أن الأقتصاد الإسلامي صمام أمان لأنه تشريع خالق الأنسان الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير .