حذر الدكتور عبد الهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، من استمرار معاناة البلاد من الانفلات الأمنى وتداعيات استمرار هذه الحالة، مؤكدا ان المجتمع الآن فى حاجة ملحة للحفاظ على القيم الأخلاقية الصوفية المعتدلة.
وأكد القصبى أن المجلس الأعلى للطرق الصوفية فى حالة انعقاد دائم نتيجة لما تشهده البلاد، مشيرا إلى أن أهل التصوف لم يكونوا سلبيين وأن التاريخ يشهد على أقطاب الصوفية فى مقاومتهم للاستعمار وأنه لا يوجد من يزايد على مواقف الصوفية.
وأضاف شيخ مشايخ الطرق الصوفية خلال حفل الغذاء الذى أقامه أمس بنادى الشرطة وبحضور 45 شيخا من مشايخ الطرق الصوفية، أنه سيتم تنظيم مولد الحسين"استقرار الرأس"، وأنه سيتم إعلان كلمة حق، مشددا أن الطرق الصوفية لا تبغى حكما ولا منصبا دنيويا، وأن المتصوفة يبغون الخير لمصر والأمة، وقال إن المتصوفة لهم أعداء منذ القدم وأن هذه التحديات لن تؤثر فى المسيرة الصوفية.
وقال رئيس تحرير مجلة التصوف محسن فهمى، إن السلفية تعلن الحرب على الطرق الصوفية وأننا رأينا شيخهم محمد حسان فى مساجد الأوقاف بتصريح من الوزير، مطالبا بضرورة أن تكون هناك حركة صوفية ظاهرة وواضحة على الساحة وتساءل: إلى متى سنظل متخفين مطالبا باستغلال مولد الحسين لتنظيم مليونية تدعو لوقف ذبح الأضرحة، على حد قوله.
وأكد فهمى، أنهم لا يريدون تكوين حزبا لكنه أكد فى الوقت ذاته على أهمية إعلاء الصوت الصوفى بالحق ويقومون بقيادة المجتمع.
من جانبه قال الدكتور أحمد عمر هاشم عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إنه لا بد أن يكون هناك تواصل بين الطرق الصوفية وشيخها فى هذه الفترة تحديدا، وأن تواصل الطرق الصوفية له أهمية كبرى فى خدمة الدعوة الإسلامية ومؤازرة المجتمع فى هذا المنعطف الهام، للتخلص من سلبيات هذه المرحلة كالانفلات الأمنى والأخلاقى، والاتهامات المتبادلة بالخيانة والتشكيك.
وأعلن هاشم رفض المجلس الأعلى للطرق الصوفية الدخول فى تكتلات سياسية أو أحزاب وأن مشيخة الطرق الصوفية شأنها شأن مشيخة الأزهر ونقابة الأشراف وغيرها لا يمكن تسيسهم، ولا يمكن أن تصنف مشيخة الصوفية ونقصرها على حزبا معينا ونحن نريد أن نكون مع الأمة الإسلامية بأسرها.
وقال هاشم إنه فى ظل هذه الفترة الحساسة التى نعانى فيها من احتقان طائفى وتكتلات حزبية وركوب لموجة الثورة، أكد أنه لا يمكن أن تنحاز الطرق الصوفية لجبهة دون الأخرى، ونريد أن نكون مع الله وندعو إليه والمنهج الربانى الذى وضعه رسول الله، وقال هاشم إنه حزن عندما مرت ذكرى مولد سيد الخلق سيدنا رسول الله ولم يتم إحياء ذكراه الطاهرة سوى احتفال نادر محدود،وطالب هاشم بضرورة توحيد الصف الصوفى، مؤكدا أن الخطر هو فى التفرق والتشرذم.
وحذر هاشم من التعدى على الأضرحة ومساجد الأولياء، مضيفا ولن تنالوا منهم منالا لأن الله يدافع عنهم، وأن يجب أن يتوحد الطرق الصوفية جميعا لمواجهة أعداء الصوفية.
وطالب هاشم من شيخ المشايخ بأن يمد يده لكل من اختلف معه وأن يدعو إلى كل الإخوة الذين ينتمون للتصوف وأن يتحدوا فى هذه المسيرة لتحقيق المراد، مناشدا المسئولين ومن سيأتى رئيسا لمصر أنهم لا بد أن يعرفوا أن التصوف لم يخرج من عباءته إراهبيا واحدا.
من جانبه قال الشيخ طارق الرفاعى ،شيخ الطريقة الرفاعية ، إن على الصوفيون متمثلين فى المشيخة العامة للطرق الصوفية إقامة مؤتمرات فى كافة محافظات الجمهورية البالغ عددها 29 للتعريف بالمنهج الصوفى والانخراط فى المجتمع المصرى بصورة أكثر إيجابية مؤكدا أن اتباع الصوفية كفيلون للمشاركة الفعالة فى بناء مصر .
وكان عدد من الطرق الصوفية من بينها الطريقة العزمية والطريقة الشبراوية أعلنت عزمها الدخول فى عالم السياسية عن طريق إنشاء حزب دينى سياسى وهذا ما رفضته المشيخة العامة للطرق الصوفية فى لقائها مع 45 شيخا للطرق الصوفية.