السائق المتهم بارتكاب مذبحة حافلة المقاولون
قررت محكمة جنايات الجيزة في جلستها المنعقدة مساء الثلاثاء برئاسة المستشار إميل حبشي مليكه تأجيل محاكمة سائق حافلة شركة (المقاولون العرب) محمود طه سويلم، والذي أقدم على إطلاق النيران من سلاح آلي على زملاء له بالشركة بصورة عشوائية فقتل 6 منهم على الفور وأصاب 6 آخرين بجروح خطيرة - إلى جلسة 19 يناير المقبل، للاستماع إلى مرافعة النيابة العامة والدفاع عن المتهم.
استمعت المحكمة في جلستها التي عقدت الثلاثاء إلى شهادة 3 من الأطباء النفسيين أعضاء اللجنة الطبية الذين شخصوا الحالة النفسية والعصبية للمتهم وهم الأطباء ناصر فتحي ومحمد يسري عبد المحسن وياسر عبد الرازق، والذين أكدوا أن أقوال المتهم خلال التحقيقات التي أجريت بالنيابة العامة جاءت مترابطة ومنطقية، غير انه يعاني في الوقت نفسه من مرض الفصام والشك في الآخرين من حوله.
وأوضح الأطباء أن المرض المصاب به المتهم لا يعفيه من المسئولية عن ارتكابه للجريمة بصورة كلية، مشيرين إلى أن المتهم كان وقت ارتكابه للجريمة لا يزال يتمتع بالقدرة على الاختيار والتمييز، وبالتالي فإن المسئولية تكون التي تقع على عاتقه تكون مسئولية جزئية.
وكانت المستشار الدكتور عبد المجيد محمود النائب العام قد سبق وأن قرر إحالة المتهم إلى المحاكمة الجنائية في ضوء ما أسندته إليه النيابة العامة من تهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والشروع في قتل باقي المصابين وإحراز سلاح ناري "بندقية آلية وذخائرها" والذي لا يجوز الترخيص بحيازته.
وكان السائق المذكور قد قام بإطلاق نيران سلاحه الآلي ( 6 يوليو الماضي ) على زملائه بالحافلة حيث كان يقلهم من محال إقامتهم بمدينتي حلوان و15 مايو متجهين إلى مقر عملهم بإحدى الفروع التابعة الشركة بدائرة مركز أبو النمرس بمحافظة السادس من أكتوبر.
واعترف المتهم بالتحقيقات بأنه كان يقصد قتل المجني عليه زميله "عبد الفتاح عبد الفتاح التيتلي" لاعتقاده بقيام الأخير بأعمال حفر وتنقيب عن آثار أسفل مسكنه، فأعد لذلك سلاحا ناريا (بندقية آلية وذخيرة حية) وأخفاها أسفل مقعد القيادة بالسيارة محل الواقعة، وفي صباح يوم الحادث أقل المجني عليهم القتلى كعادته بحافلة الشركة، وقبل الوصول إلى فرع الشركة بمنطقة أبو النمرس بمسافة 500 متر أوقف الحافلة فجأة على جانب الطريق مغلقا بابها الرئيسي وأخرج سلاحه الناري وأشهره نحو ركاب السيارة وقام بالنداء على زميله عبد الفتاح ومهددا بقية زملائه بالقتل، وقام بالفعل بإطلاق عدة أعيرة نارية لتأكيده تهديده فأصاب عددا منهم ثم اندفع لمنتصف الحافلة بحثا عن القتيل عبد الفتاح، وما أن ظفر به حتى أطلق عليه وابلا من الأعيرة النارية أردته قتيلا وأحدثت إصابات باقي المجني عليهم.