طفل يحمل نسخة من القرآن الكريم -
القاهرة- أثارت دعوة القس تيري جونز ، المشرف على كنيسة "دوف التبشرية" المحلية في فلوريدا ، أنه "سيقوم في يوم هجمات سبتمبر بتنظيم حملة لحرق القرآن حول العالم" ردود أفعال واسعة واستياء شديد ليس فقط بين المسلمين ولكن بين الأوساط المسيحية هي الأخرى.
فمن جانبها استنكرت الطائفه الانجيليه في مصر الفكر الهدام لقس أمريكي لتطاوله على الإسلام، بعد دعوته لحرق المصاحف في ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر .
وأشار بيان الكنيسة الانجيلية الذي وقعه نائب رئيس الطائفة القس الدكتور اندريه زكى، إلى أن الكنائس الانجيلية في مصر تلقت هذا الخبر بانزعاج شديد وهى تأسف لهذا الفكر الهدام وتعلن رفضها الكامل لأي تطاول على أديان ومعتقدات الآخرين الأمر الذي يتنافى تماما مع تعاليم السيد المسيح التي تحض على محبة واحترام الأخر أيا كان انتماؤه ودينه باعتبار كل إنسان أخا في البشرية .
وقال البيان إن الكنيسة ستبذل كل جهد بالتعاون مع نظرائها في أمريكا والعالم لتقويض مثل هذه الأفكار المتطرفة التي لا تنتج إلا التوتر والمزيد من العنف بين البشر من خليقة الله الواحد الذي نعبده جميعا ، وأكدت الطائفة الانجيلية حبها واحترامها لكل الأخوة المسلمين في مصر والعالم .
وعلى نحو متصل أدانت الكنائس الإنجيلية في الولايات المتحدة الدعوة التي تحض على تنظيم حملة "لحرق مصاحف" في الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر، ودعا تجمّع الكنائس الإنجيلية القس الأمريكي تيري جونز وكنيسته على إلغاء مشروعهما، وحذرهما من أن خطوتهما قد تؤدي إلى توترات كبيرة بين المسيحيين والمسلمين حول العالم. وقال بيان رسمي صادر عن تجمع الكنائس: "نشجع كل الأعضاء على بناء علاقات من التعاون والثقة والاحترام مع جيراننا من أتباع الديانات الأخرى".
وقال القس هنري دي كورلي من كنيسة القديس في ولاية بنسلفينيا الاميركي "إن أي تصرف غير دقيق ولا محسوب يعكر صفو العلاقات بين الأديان ، وهو أمر مرفوض، مضيفا أدعو كل من يسعى في هذا المشروع المرفوض أن يكف عنه وأن يتبنى الحوار ، فالحوار أفضل من لغة الثأر".
وردّ مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" بالدعوة إلى التصدي لهذا المشروع من خلال تنظيم يوم يحمل عنوان "توزيع القرآن" تقدّم خلاله 100 ألف نسخة إلى الناس لحضهم على التعرف إلى الإسلام وما جاء في تعاليمه.
وأعلن الشيخ ناصر صلاح (65 عاماً) ، أحد أكبر علماء المركز الإسلامي في ولاية بنسلفينيا الأمريكية ، رفضه دعوة القس تيري جونز، وقال " هذه دعوة للتأجيج. إنه يريد أن يشعل فتيل أزمة لا تحمد عقباها بين الطوائف والأديان وهم يعيشون بسلام في الولايات المتحدة فلا داعي لصب مزيد من الزيت على النار".
وتابع صلاح "أي محاولة للنيل من الكتاب السماوي سيضع أثراً سيئاً في نفوس المسلمين، خصوصاً أن العالم الإسلامي يستعد لصيام شهر رمضان، وهذا الشهر يعرف عنه التجمعات والصلوات الموحدة والإفطار الموحد ، فالحكمة تقول إن الحرق سيخلق خرقاً وأن الكف عن هذا الأمر سيجعل النفوس تهدأ وتستقر فلا عداوة بين الأديان ، لكن هنالك من يخلق العداوة ويحب أن يراها تنهش في جسد المجتمع".
وأضاف صلاح "لا مبررات لهذا الصنيع فنحن استنكرنا ما حدث في هجمات الحادي عشر من سبتمبر، فلماذا هذه الأحقاد على كل المسلمين علماً بأننا نعتبر من أقدم على هذا العمل الإرهابي المتمثل في هجمات سبتمبر لا يمثل جميع الإسلام والمسلمين بل يمثل تصرفاً شخصياً خاطئاً يعتنقه هو ومن يتبعه، كما أن هذا التطرف مرفوض في كل الديانات، وأنا أطالب الحكومة الأمريكية بأن تقف ضد هذا التوجه احتراماً للمسلمين وكتابهم المقدس".
واستطرد الشيخ صلاح "نحن لدينا مسجد في ولاية بنسلفينيا في منطقة (Wilkes-Barre) أمامه كنيسة ولا يفصل بين المسجد والكنيسة الكاثوليكية سوى شارع بعرض 5 أمتار ونتعايش سلمياً ويساعدوننا في أعيادنا ونشاركهم أفراحهم وأحزانهم. من أين جاء هذا الرجل بكل تعاليم الحقد إلى المجتمع الأمريكي الذي يرفض العداء والبغضاء ويحث على أن يضع الجميع على قدم المساواة والعدل".
وكان القس تيري جونز ، المشرف على كنيسة "دوف التبشرية" وهي كنيسة محلية في فلوريدا ، أعلن في الأسبوع الماضي أنه "سيقوم في يوم هجمات سبتمبر بتنظيم حملة لحرق القرآن حول العالم".
وبدأت كنسية جونز بالفعل بالترويج للحملة من خلال صفحتها على موقع "الفيس بوك" ودعت المسيحيين الراغبين في المشاركة إلى زيارتها لإحراق المصاحف.
يُذكر أن جونز كان قد أصدر كتاباً يحمل عنوان "الإسلام من الشيطان" وهو يبيع في كنيسته تذكارات من أكواب وقمصان ومواد أخرى كتب عليها هذه العبارة.
المصدر: جريدة الدستور الأردنية،