تحت عنوان دعوة كاتب مصري لإنشاء كعبة جديدة تسبِّب صخباً دولياً ، تنشر صحيفة الجارديان البريطانية في عددها الصادر اليوم الجمعة تقريرا مطوَّلا ترصد فيه أصداء الضجة الكبيرة التي أثارتها دعوة الكاتب المصري سيد القمني لـ بناء كعبة جديدة في سيناء.
يقول تقرير الجارديان، الذي أعده مراسل الصحيفة للشؤون الدينية، ريازات بوت، وأرفق بصورة كبيرة للحرم المكِّي، إن دعوة القمني خلال حوار أجرته معه محطة تلفزيونية مصرية مؤخرا قد سبَّبت جدلا ولغطا واسعين على مستوى المنطقة والعالم.
ويذكِّر التقرير بما كان القمني قد دعا إليه خلال المقابلة التلفزيونية المذكورة عندما طالب ببناء كعبة في سيناء ضمن إطار مجمَّع ديني يكون مقصدا دينيا وسياحيا ، رافضا أن ينفق المصريون مدَّخراتهم على الحج والعمرة.
وتبرز الصحيفة أيضا قول القمني، الحاجز على جائزة الدولة التقديرية، إن من شأن المشروع الجديد الذي يقترحه أن يدرَّ على الدولة المصرية مليارات الجنيهات سنويا و يحسِّن العلاقات بين الديانات الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية.
وتنقل الجارديان في تقريرها أيضا عن القمني قوله في توضيح لتصريحاته الأولى عن بناء كعبة جديدة إنه لم يقصد أن تكون بديلا للكعبة في الحرم المكِّي في السعودية، إنما كان يتحدث عن إنشاء مكان للعبادة والروحانيات ليقصده الناس من جميع الملل من كافة أنحاء العالم.
كما تسلِّط الصحيفة رأي القمني حول أهمية سيناء كمكان يجمع بين كافة الأديان والاتجاهات والمِلل، إذ يقول: لا يوجد فرق بين الديانات في ذلك المكان الذي يشكِّل تجاهله خطأ جسيما، ليس فقط على الصعيد الديني، بل على الصعيد الاقتصادي أيضا.
لكن تقرير الجارديان يبرز أيضا الآراء التي تهاجم دعوة القمني وتعتبر تصريحاته معادية للإسلام . ومن بين تلك الآراء ما جاء في البيان الذي تقول الصحيفة إنه صادر عن السفارة السعودية في لندن، ويصف طرح الكاتب المصري بـ الهراء
يقول البيان بشأن طرح القمني: إن هذا مستحيل، إذ يمكن أن يكون هنالك كعبة واحدة فقط. فهذا مكان مقدَّس، إنه مقدَّس لجميع المسلمين.
وتورد الجارديان أيضا مثالا آخر على الآراء المنتقدة لطرح القمني، إذ تقتبس من مقال للصحفي والكاتب السعودي، محمد دياب، نُشر في صحيفة الشرق الأوسط السعودية، ومقرها لندن، إذ يقول فيه: لقد سقط القمني في الهاوية، وانتقل رسميا من قائمة الحمقى إلى مصاف المجانين.
الشأن الديني وما يتصل به كان حاضرا أيضا في مقالات أخرى في صحف اليوم، ومنها مقال مطوَّل في صحيفة الإندبندنت لجوهان هاري بعنوان البابا والنبي والدعم الديني للشر .
يرى الكاتب في مقاله أن هذا الاحترام المفروض هو كنبات الكرمة الزاحفة التي سرعان ما تمتد من الأفكار إلى المؤسسات.
يحاول هاري في مقاله توصيل رسالة مفادها أن استهداف رسامي الكاريكاتير الذين تطاولوا على النبي محمد لم يكن مبررا، تماما كما لا يمكن تبرير صمت بابا الفاتيكان على التقارير التي تحدثت مؤخرا عن الاعتداءات الجنسية على الأطفال.
ومن الدين إلى السياسة، ننتقل مع التايمز إلى العاصمة الأمريكية واشنطن حيث يأخذنا نائب الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن، في جولة خفيفة الظل هذه المرة، حيث يجعل فيها من زلات لسانه الشهيرة ومن زيارته الأخيرة إلى منطقة الشرق الأوسط، ولقاءاته مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين مادة للنكتة الطريفة الساخرة والتندُّر والفكاهة.
ففي تقرير على موقعها على الإنترنت، تصوِّر لنا التايمز كيف أن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أمتع ضيوفه خلال عشاء الصحفيين من خلال تحويل المرارة التي شعر بها خلال جولته الكارثية الأخيرة في المنطقة وبعض زلاَّته إلى سلسلة من النكات والطرف الهادفة.
ينقل التقرير، الذي ترفقه الصحيفة بصورة جانبية لبايدن وإلى يمينه يقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن نائب الرئيس الأمريكي قوله إن رحلته الأخيرة إلى إسرائيل كانت استراحة ممتعة من قضية مشروع الرعاية الصحية ، الذي يبدو أن مجرَّد تخيُّل أنه لم يمرَّر بعد قد بات يؤرِّق المسؤولين في إدارة الرئيس باراك أوباما.
وخلال حفل العشاء، يعرض بايدن أيضا بعض الصور على جهاز عرض إلكتروني، ويظهر في إحداها وهو يسير إلى جانب الرئيس أوباما الذي يشير إلى حذائه وهما يهمَّان بدخول المكتب البيضاوي.
أمَّا في تعليقه على الصورة، فيقول بايدن: ها هو الرئيس يشرح لي أي حدٍّ يريدني بالضبط أن أنحني له.
ويذكِّرنا التقرير أيضا بقول بايدن خلال قمة الشهر الماضي أمام مايكرفون لم يكن يعلم أنه موضوع على وضعية التشغيل، إذ سُمع يقول: من السهل أن تكون نائبا للرئيس، فعندها لا يتعيَّن عليك فعل أي شيء.
قضية الصراع في منطقة الشرق الأوسط، وكما هي العادة، كانت حاضرة بقوة في صحف اليوم التي أفردت لهذا الشأن مساحة واسعة من النقد والتحليل والتغطية الإخبارية.
ففي الجارديان، نقرأ تحقيقا بعنوان بنيامين نتنياهو في تراجع أمام المطالب الأمريكية للسلام ، ويتحدث عن موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي أخيرا على تأجيل خطط حكومته لبناء المزيد من الوحدات السكنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما تنقل الصحيفة أيضا عن دبلوماسيين مطلعين على ملف السلام في الشرق الأوسط قولهم إن نتنياهو قد وافق أيضا على تقديم بعض التنازلات الأخرى من أجل ضمان استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.
أمَّا الإندبندنت، فتنشر تقريرا عن زيارة رئيسة مفوضية الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الليدي آشتون، إلى قطاع غزة والتطورات الأمنية الأخيرة في المنطقة.
يقول التقرير، الذي جاء بعنوان هجوم صاروخي قاتل يفسد زيارة أشتون إلى غزة ، إن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي قد أدانت خلال الزيارة كل أشكال العنف.
وحول الشأن العراقي، نطالع في الجارديان تفاصيل الرسائل التي بعث بها البريطاني المتهم بارتكاب أعمال قتل في العراق، دانييل فيتزيمونز، إلى الصحيفة، والتي أصرَّ خلالها على القول إن حوداث القتل تلك كانت دفاعا عن النفس.
يقرُّ فيتزيمونز، وهو مقاول أمني سابق، عبر رسائله إلى الجارديان إنه قام خلال شهر أغسطس/آب الماضي بقتل رجلين عراقيين، لكنه يقول إن دافعه بذلك كان درء الخطر عن نفسه.
أمََّا الديلي تلجراف، فترصد اليوم أجواء الوضع في العراق في ظل ترقُّب نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة، وتستشرف التهديد الذي تمثله الطائفية على مستقبل العراق ، وذلك من خلال مقال تحليلي لبريان بينلي، العضو في مجلس العموم البريطاني عن حزب المحافظون المعارض.
وفي مقاله، يقول بينلي، وهو أيضا عضو اللجنة البرلمانية البريطانية من أجل حرية إيران: يجب ألاَّ يُسمح للنفوذ الإيراني بتخريب إمكانية تشكيل تحالف عراقي.
ويضيف الكاتب بقوله: يجب أن تلعب الأقلية السنية دورا كاملا في مستقبل العراق، وإلاَّ واجه العراق مرة أخرى خطر الانزلاق في موجة واسعة من العنف، الأمر الذي سيسمح لإيران بالخروج كفائز أوحد.
ويرى بينلي أن من شأن هكذا احتمال أن يمثِّل أخطارا هائلة على استقرار المنطقة برمتها، ويضر بالمصالح الغربية بشكل بالغ.
وقبل أن نذهب بعيدا عن إيران ونفوذها المتصاعد في المنطقة، نقرأ في التايمز مقالا بعنوان طموحات إيران النووية توصل محادثات نزع الأسلحة إلى طريق مسدود.
يتحدث التقرير عن الخلاف بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن البرنامج النووي الإيراني، الأمر الذي تبدَّى خلال المحادثات بين الدولتين الليلة الماضية، والتي لم يقدم الطرفان خلالها سوى إشارات ضعيفة على استعدادهما لتخفيض ترسانتهما من الأسلحة النووية.
وفي صحف اليوم طيف واسع من التحقيقات والتقارير التي تتناول قضايا. ومن بين تلك التقارير واحد في الجارديان عن جين الجهادية ، ويتحدث عن نفي الأمريكية كولين لاروز، التي اعتنقت الإسلام مؤخرا، للتهم الموجهة ضدها بالتخطيط لقتل رسام الكاريكاتير السويدي لارز فيلكز.
وفي التايمز نطالع تقريرين بارزين: الأول يتحدث عن نجاح سياسة سرية لإنجاب طفلين قد ترغم الصينيين على إعادة التفكير بقضية تنظيم النسل في بلادهم ، والثاني يدور عن عودة الطفل البريطاني من أصل باكستاني، سهيل سعيد، إلى أحضان والديه في مانشستر بعد 12 يوما أمضاها مخطوفا على أيدي أفراد عصابة في باكستان.
وقد احتلت المواضع المتعلقة بالجنس مساحة واسعة في صحافة اليوم، إذ نقرأ في التايمز تقريرا بعنوان الرجال الفرنسيون يريدون قانونا أكثر تساهلا مع قضية إعادة بيوت الدعارة ، وآخر عن اعتزام بريطانيا إرسال 42 مليون واقي ذكري إلى جنوب أفريقيا، في إطار استعدادات تلك البلاد لاستضافة أولمبياد كأس العالم المقبل لكرة القدم.
وفي التايمز أيضا نطالع تقريرا آخر ذا صلة بعنوان: الدكتور روان وليامز ينتقد انتخاب أول أسقف من مثليي الجنس هي ماري جلاسبول.
وفي التلجراف تقرير ليس ببعيد عن الجنس وفضائح المشاهير، ويتحدث عن قيام عشيقة لاعب الجولف الأمريكي الشهير تايجر وودز بإنشاء موقع على الشبكة العنكبوتية تنشر فيها ما تقول إنها رسائل فاضحة التي كان وودز قد أرسلها إليها في وقت سابق.