هل تراجع حب الشباب لعبد الحليم حافظ؟ العندليب الاسمر الراحل عبدالحليم حافظ
- رغم نسبة المشاهدة العالية التي تحظى بها أفلام العندليب الاسمر الراحل ، ورغم أن أغنياته لا تزال تذاع كثيرا، إلا أن قطاعا كبيرا من الشباب من الجيل الحالي لا يسمعون عبدالحليم ولا يعرفون سوى القليل من أغنياته.
فهل تراجعت شعبية عبد الحليم حافظ؟! فقد كنت منذ سنوات إذا سألت فصلا من تلاميذ مدرسة أو مدرجا من طلاب جامعة عن عبد الحليم وماذا يحفظون من أغانيه.. كانت الإجابة تؤكد أن غالبيتهم يحفظون الكثير، أما الآن فعندما تسأل الشباب ستكتشف أن 10% فقط منهم يعرفون "قارئة الفنجان" و "رسالة من تحت الماء" و "أهواك".
وإذا نزلت سوق العملات التذكارية فسوف تعلم أن الجنيه الذهب الذى يحمل صورة عبد الحليم يباع فى الأسواق، وفى منافذ مصلحة سك العملة بقيمة ما فيه من ذهب.. وبعض الصاغة قد يضيفون مبلغ 150 جنيها قيمة الصورة.
و كذلك فالقطعة المكونة من خمسة جنيهات تباع حسب قيمة ما فيها من ذهب يعنى 5400 جنيه.
وإذا عرفنا أن الجنيه الذهب الذى يحمل صورة الملك فاروق يمكن أن يباع بقيمة ما فيه من ذهب مضافا إلى ألف جنيه، اكتشفنا أن شعبية العندليب قد تراجعت عند الشباب وعند الأغنياء!.
ولو نزلت السوق تبحث عن تسجيلات لعبد الحليم فلن تجدها بسهولة، فى البداية كانت هناك شركة "صوت الفن"، وفروعها كثيرة فى أماكن شهيرة.. ثم دبتدبت الخلافات بين مديرها والشريك فيها الراحل مجدي العمروسيوورثه عبد الحليم - الحاجة "علية"، وابن شقيقها محمد محمد شبانة - وتدخلت إحدى شركات الإنتاج واشترت نصيب العندليب فى الشركة، ثم دخلت الأغنيات المحكمة وأصبحت مجهولة العنوان فى أسواق الكاسيت والاسطوانات.
التليفزيون المصرى لا يذيع تسجيلات من حفلات عبد الحليم، إن وجدت فى أرشيفه.. والفضائيات المتخصصة تكرر إذاعة القليل الموجود منها، أما أفلامه فقد ساوى التليفزيون المحلى والفضائيات بينه وبين سائر نجوم السينما، فلم نعد نشاهدها بتكثيف إلا فى ذكرى رحيله.
وهذه هي الاسباب وراء تراجع شعبية عبدالحليم، فضلا عن تغير ذوق الناس، وطبيعة العلاقات العاطفية، وليس معقولا أن يحب الشباب على أغنية "قوم اقف وانت بتكلمني" ويحب في نفس الوقت على "خسارة .. خسارة .. فراقك يا جارة"، أو "صافيني مرة وجافيني مرة"!