عيــــــــون وفي عينيــكِ لم أبرح مكـاني *** لعل الشوق يدفعــهـا ترانيفتبصر في عيوني نبض قلبِِ *** يوضح للحبـيبة ما اعترانيوأعـرف أن إحساســـاً لديها *** يحس كما أحـس بما احتوانيتغــض الطرف قائــــلة لعينٍ *** إذا أُبصرت ِضيعتِ المعــانيوتفصح عن جفون تحت لونٍ *** كنور البدر يسطع في كيانيأصافح وجهها من نورعيني *** فيشعل نورها نـار افتــتانيفأشعـر في ملامحهـا حيـــاءً *** يفيض بخدهـا كالأقحــوانيكأن (الله) أودعهـا بقلـبـــي *** لينبض حبـها في كــــل آنِفهل يرضيكِ لو أعشيت عيني *** لتبرأَ من عيونكِ إن تـرانيوهل يرضيكِ إن أهديت عيني *** إلي عينيــكِ تنظـرها ثوانيفأسقط والفـؤاد صريع حبٍ *** ومغشي عليه بمـا غشـانـيوحسبي في الهوى أني جليس *** لمن جلست علي عرش الحسانِتفيض من الربيع أريج عطرٍ *** وتمـلأ روحهــــا ريـح المكـانِهي الحسناء ما أسكَتٌّ عنها *** مساعي القرب لو جاءت زمانيولكن البديــــــع أراد منهـا *** عزيـزاً في المنــال لكي أعـانيتدق القلب في صدري مروراً *** بحنجـرتي فيكتمها لسـانيأخاف اللومَ إن صرحت حبي *** فتهجر شمسها أرض الحنـانِوتغرب فرحتي عن باب قلبي *** لأن القلب قد أفــــشي بيانـيبها نفسي إذا عانقت نفسي *** بها نظمي إذا الوحي أتانـيأباعـد كلَّ امرأةٍ ســـواهـا *** وأنشدُ ظِلَّها للقلب دانــيوأقبل راضياً منهـا جفاها *** وأقبل لوعتي حتى هــوانيألا ليت الفؤادَ بهـا يلـبي *** وتسكن في محبتها مكانــيفيصهرها الحنين إلـي ذراعٍ *** تدفق شوقه حتي احتــوانيوتأخذني إليها رغـم أنـي *** حبيب لـم يفارقـــها ثوانـيفإن جف الحنين بها وجارت *** علي قلبي بقلبِِ غير حانـيفمن غير(الرحيم) إليه أدعو *** يبث الحب في قلبٍ جفانـيفتعرف لوعتي في الحب حتي *** إذا بليت بسهـمٍ قد رمانيأبــدل دعوتـي لله عفــــــواً *** فلا يبلي الحـبيب بما ابتلانيوحسبي قد ملأت شغاف قلبي *** بصورتها التي ملأت كيانـي
تفاحتـــــــي
دعــي عينيــك تخبرني عن الدنيـــا وما فيــها
وكيف الرمش يحفظـها وكيف الدمــع يرويـها
وكيف السحــر يسكنها ويسبــــح في مآقيــها
ففي عينيـــك أغنيـــــة أعبـــر عن معانيــــها
تحرك غــــــــادة الفكـر فأنهـــل من أراضيــها
وأصنـــع حولـها سوراً علي جنــــــات واديها
ولـو كـــل الذي صغــت من الفكــــر لأرويـــها
تفتــــت في ربا الكــون حناناً سوف يسقيـــها
جمال الله فــــي الأرض تجســـد في أراضيــها
دعوني أبدع الوصـــف لعــل الوصـف يحكيها
دعوني أنشـــــد الشعـر وألزمه نواصيــــــــها
وأرسم صــورتي فيــها وأغزل من قـوافيـــها
والثــــــم أية الحســــن ربيعاً طل من فيـــــها
وأصبح رغــم عن أنف هواءاً سابحاً فيـــــها
فأسلكــها علي شغـــف وأرتــــع في بواديـها
وأسعــــد أنني صـــرت وقــــوداً كي يغـذيـــها
كــــــأن الله أهلكــــــني وبعثي حين أفديــــــها
فمن منكـــــم علي عـلم بما في سحـــر ناديـها
بها صـــدر علي خصـر سيهلكـــــني وينجيـها
فكيـــــف الله يحـــرقها وآيـــة خلقـــــه فيــها
بها ثغر إذا ابتـسمــــت ذكـــــرت الله باريــها
بديع الصنـــــع ستـرها بأنــــوار تغطـيــــــها
ولـــولا الله يأمـــــــره لخــاف المـوت يأتيها
تعالي الله بــــارئــــــها ومنشئـــــها وفانيــها
هي أرقـــــي من القبـل وأعـــلي من محبيــها
هي أسمي من اللمــس ومن دنس يواتيـــــها
علي أعتابــــها سكرت جميـــع غرائزي تيها
يخـــــــاف الفم يقربها ويشرب من سواقيـها
ويخشي السيف يشطرها ويدنو من حواشيـــها
أراد الحـــــق يفطـــرها علي غصــن ينديـــها
وأن تبقـــــــــي كأزهار بها الاشــواك تحميها
فلا كـــــف تدنســــــها ولا قطـــــف بواديـها
************
شعر أحمد عبد الحميد- السويسي