بلٌّورة سطعــت أمـام نواظـري | واغـرورقت في دمعـها المنسـال | |
فإذا فؤادي تستبيـــه عيـونهـا | وإذا المشـاعر تستبيح خيـــالي | |
تلك الصغيرة نأيـــها عـن حبها | رسم الأسي في ثغـرها القـتال | |
بحران في أرض الغــرام تلاقيــا | وانشـق قلب البحــر بالترحال | |
كيف السبيل لـردها عن حزنهــا | غير البــديل الشاعر المثـّــال | |
يجتث من نبض الفؤاد وجيعــــةًًً | عصفـت به في ساحـة الأهـوال | |
ويبث من فيض الشعاع قصيـــدةًً | ليـعود نبـض الحب للتمثــال | |
لكنها لا تستجـــيب لنجــدةٍٍ | هبت لهــا من داخـلي في الحال | |
ليظل في نـــهر الوداد عكــارةً | ويطـل من شفق الغـرام سـؤال | |
شفافةٌ تلك التي أحببتـــــهـا | أم أنـها طين من الصلصـــال | |
هل زهرة تحيـــا علي قبس الهوي | أم زهرة نبتت من الأوحــــال | |
هل يسري سحر الحب في جنبــاتها | وتجيب دق القلب بإلاقبــــال | |
هل تعكس الأضواء تحـــت سمائها | فتضئ نور الدرب بالآمــــال | |
إن التي لا تستجيب للهفتــــي | أرمي بها في سلة الإهمـــــال | |
لن أسكب الحب المبلل بالنـــدي | فوق الثرى في ظلمة الأدغـــال | |
لن أمنح النور سمـــاءاًً أظلمـت | عن كوكبٍ يرميها بالإجـــلال | |
عهدٌ علي قلبي الجريـــح إذا رأي | تلك العيون تعــود بــالإذلال | |
لن يغفر الذنب الكبير لرفضـــها | للغيث ينـزل من ربـا الشـلال | |
يأيها القلب المبعثـــر خلفهــا | عدْ عن طريق الغي والأهـــوال | |
تلك السماء برفضـها قد أصبحـت | أرضاًً بلا ثمـرٍ ولا إظــــلال | |
لا تستحق قصيدة في وصفهــــا | أو تستحق الذكر ضمن مقـــالى | |
ليست هي تلك التي لا تنتفـــض | للحب بين مراكـز الـــزلزال | |