الشوبكي: مقاومة المعارضة للتوريث صعب.. والامل في رفض بعض المؤسسات السيادية له جمال مبارك
12/24/2009 9:41:00 AM
القاهرة -محرر فضفضه- قال الدكتور عمرو الشوبكي الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بمؤسسة الأهرام ان "معركه التوريث أصبحت معركة كاشفة للانقسام الموجود في الجماهير والنخبة في المجتمع المصري، وذلك لأن التوريث لم يعد مجرد انتخابات يقوم بها مرشح الحزب الوطني ضد مرشحين آخرين".
واعتبر أنه "لابد أن يكون هناك وعي لدى عموم المصريين، بأن أي مرشح سيرشحه الحزب الوطني، سيربح الانتخابات، وذلك نتيجة التداخل القائم بين الحزب الحاكم وأجهزة ومؤسسات الدولة".
وأضاف الشوبكي أن "هناك رؤية تقول بأن انتخابات الرئاسة ستكون نتيجتها التوريث، ومن ثم، فإنه لو ترشح جمال مبارك للرئاسة في ظل الأوضاع العامة السيئة، فسيتم تمرير مشروع التوريث، حتى لو تم تمريره في صورة انتخابات".
واوضح أن "هناك رؤية أخرى لا تمانع من ترشيح جمال، شريطة وجود ضمانات حقيقية لنزاهة الانتخابات، كإعادة تعديل بعض مواد الدستور لإعادة الرقابة القضائية الشاملة على كل مراحل الانتخابات، وقصر فترة الرئاسة بمدتين فقط، فضلا عن رؤية الحزب الوطني "الحاكم"، التي ترى أن الانتخابات ستتم دون أية ضمانات".
وردا على سؤال حول إمكانية تحول البرادعي أو عمرو موسى إلى صخرة تتجمع حولها كل القوى المعارضة، المشتتة هنا وهناك لتخوض بها معركة التوريث، قال الشوبكي: "مشكلة البرادعي أنه يتكلم عن ضرورة وضع دستور جديد وعن الإصلاح مع الناس، مع عدم وجود رأي عام ضاغط لإجراء الإصلاح السياسي، ومع هذا، فمن الوارد أن يتحول البرادعي إلى صخرة تتجمع حولها القوى السياسي المعارضة لمقاومة مشروع التوريث"، معتبرا أن "البرادعي سيكون قيمة مضافة، ومن الممكن أن يكون رئيسا انتقاليا للبلاد، لكن تقديمه على أنه زعيم سياسي، هو توريط للبرادعي نفسه، فلابد أن نعرف حدود أوراق القوة التي بين أيدينا".
معركة التوريث في مصر – حسب الشوبكي - بدأت تأخذ أشكالا متعددة، منها على سبيل المثال لا الحصر: قوى الاجتماع السياسي والحملة المصرية ضد التوريث ومواقع الـ "فيس بوك" وشباب المدونين "البلوجرز" وبعض القوى والحركات السياسية وتيار الرأي العام، الذي بدأ يتكون ضد التوريث، غير أن كل هذه الأشكال لم تتبلور بعد في شكل كيان سياسي فاعل ومؤثر وقادر على التجميع والمواجهة.
واشار إلى أن أوضاع المعارضة في مصر ضعيفة، وأنه على البرادعي أن يراهن على الجماهير المصرية وأيضا على التباينات الموجودة داخل مؤسسات الدولة، والتي من الممكن أن تصبح المعارضة الأكبر والحقيقية لمشروع التوريث، في حال حدوث توافق على شخصية البرادعي.
وأوضح الشوبكي أن "مشروع التوريث يجري في الظلام وليس له أدنى علاقة بالناس، ونجاح مشروع التوريث، لا يتمثل في قدرته على الوصول إلى السلطة، وإنما في نجاحه في تهيئة المجتمع والمسرح السياسي لقبوله أو حتى التعايش معه، وظلت معارضته وسط بعض النخب محدودة التأثير أو عبر فضاء العالم الإلكتروني أو على سلالم نقابة الصحفيين، بحيث يصعب القول بأن هناك تياراً أو تيارات سياسية قادرة على مواجهة مشروع التوريث، بالاعتماد على الشارع والرأي العام، كما أن مصر التي شهدت توريثا في كل مؤسساتها على حساب الكفاءة، أصبحت غير معنية كثيرا بأن تورث المنصب الأرفع في حكم البلاد".
وأضاف الشوبكي: "لم يعد من الممكن مقاومة التوريث من القوى السياسية، وباتت هناك إمكانية أن ترفضه بعض المؤسسات السيادية داخل الدولة، بشرط أن لا تحمل أي صفات انقلابية، فنحن بحاجة إلى "فيتو سياسي" على وضع يرتدى زياَ قانونيا (ترشيح جمال مبارك في انتخابات رئاسية صورية)، فمصر ستحتاج إلى معجزتين لتتعافى من أمراضها: الأولى، أن توقف مشروع التوريث، والأخرى، أن تعيد الروح مرة أخرى للمجتمع المصري.
واختتم الشوبكي حديثه قائلا: "الخلاصة، أن هناك رؤيتان ضدّ مشروع التوريث في مصر: إحداهما ترى ضرورة العمل على إجهاض أو إسقاط مشروع التوريث برمته، فيما ترى رؤية أخرى الاكتفاء بتفكيك المشروع، فتشترط وجود شروط في حال مجيء جمال مبارك، كأن يتم تعديل المواد المعيبة من الدستور، ذات الصلة بانتخابات الرئاسة"، معتبرًا أن "الأزمة الحقيقية التي تعاني منها مصر، تعود إلى حالة الجمود السياسي نتيجة بقاء رئيس الجمهورية حاكما لمدة 28 عاما".