مصر قد تنسحب من الرئاسة المشتركة لمشروع الإتحاد من أجل المتوسط بسبب الجزائر مشجعي مصر والجزائر
12/17/2009 9:55:00 AM
الجزائر -
- صرح مصدر مسؤول في الأتحاد الأوروبي أن مصر على وشك الانسحاب من الرئاسة المشتركة للاتحاد من أجل المتوسط، مشيرا إلى أن تولي اسبانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي ابتداء من شهر يناير القادم يعتبر آخر فرصة لإنقاذ مشروع الاتحاد المتوسطي من فشل ذريع.
وأشار المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ان الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي آخر فرصة لإنقاذ مشروع الاتحاد من أجل المتوسط العزيز على قلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بالنظر إلى الإجماع الذي تحققه مدريد من جهة، وكذا بالنظر إلى التجربة التي تمتلكها هذه الدولة بفضل مسار برشلونة، إضافة إلى إطلاعها على كثير من الحقائق التي حاول الرئيس ساركوزي القفز عليها أو استخف بها، والنتيجة كانت تعثر المشروع عند أول عقبة.
وأوضح أن دول الجنوب مطالبة بالاتفاق على ممثل جديد لها في الرئاسة المشتركة للاتحاد المتوسطي، مشيرا إلى الازمه الحاليه بين مصر والجزائرعلى خلفية مباراة الكرة بين فريقي البلدين، ستزيد في خلط الأوراق وستعقد مهمة إيجاد دولة تحظى بالإجماع.
واعتبر أنه في حال تقدمت الجزائر بترشيح نفسها، فإن هناك احتمالا كبيرا أن تقوم مصر بالوقوف ضدها، مشددا على أن الاتحاد لم يكن بحاجة إلى توتر جديد بين بلدين عضوين يرهن مستقبله ويعزز حظوظ فشله.
وقال ان الحل الوحيد هو الاتفاق حول بلد يحقق الإجماع ويصعب الطعن فيه، موضحا أن الأردن أوفر حظا، وهو البلد الوحيد تقريبا الذي لا يوجد في خصومة أو خلاف مع دول أخرى. وإذا حدث ولم يتم الاتفاق على الأردن، فقد يتم اللجوء إلى تركيا لتولي الرئاسة المشتركة للاتحاد من أجل المتوسط، حسب المصدر.
وشدد المصدر على أنه في حال لم يعرف الاتحاد من أجل المتوسط أي تقدم خلال هذه السنة، فإنه من غير المستبعد أن تتم مراجعة المشروع برمته والاعتراف بالفشل مرة أخرى، ثم التفكير في بديل جديد أكثر واقعية، ويأخذ في الحسبان العلاقات المعقدة والنزاعات التي تلغم وترهن مثل هذه المشاريع.
واعترف المصدر ذاته بأن المهمة ستكون صعبة لأن العدوان الإسرائيلي على غزة أصاب المشروع في مقتل، وكان السبب الرئيسي في الجمود الذي يعانيه منذ حوالي سنة، مؤكدا أن الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط لم تعرف أي تحسن، وإسرائيل ماضية في سياسة الاستيطان وغير متعجلة على إعادة إطلاق مسار السلام والعودة إلى طاولة المفاوضات.
يذكر أن التوتر في العلاقات بين الجزائر وفرنسا قد زاد في تعقيد مهمة باريس في إعادة إحياء مشروع الاتحاد من أجل المتوسط الذي أعلن عنه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال حملته الانتخابية عام 2007 وعقد قمته التأسيسية في يوليو2007 في باريس.
ورغم أن الاتحاد انطلق بخطى سريعة في الأشهر الأولى، إلا أنه سرعان ما اصطدم بأول عقبة عند إقدام إسرائيل على شن عدوان على غزة، دون أن يسجل الاتحاد الواقع تحت السيطرة الفرنسية أي موقف لصالح الفلسطينيين، وهو ما جعل دولا عربية، بينها الجزائر، تبدي تحفظات على المشروع وتقرر تجميده دون الإعلان عن ذلك مباشرة.
المصدر: صحيفة "القدس العربي"،