الفروسية والرجولة صفتان تبقيان عبر الزمن، أم تختفيان مع الوقت؟ هل رجل القرن الواحد والعشرين يتمتع برجولة عصر النهضة أم أن القيم تتغير مع العصر ومرور السنوات؟
قصة دون كيشوت الشهيرة للإسبانى ميجيل دى سارفنتس، التى كتبها فى القرن السابع عشر، هى قصة الفروسية فى غير أوانها حينما تتحول لأضحوكة يتندر بها الناس ووهم يعيشه صاحبه ويبعده مسافات عن الواقع.
أما الرجولة فهى صفة تتحدى الزمن وتعد من المبادئ التى لا يجوز التخلى عنها، وهناك مظاهر ارتبطت بها وهى ليست منها ولكنها كالموضة تنتهى بموسم تداولها. «الفتونة» كانت فى عصرٍ مظهر من مظاهر الرجولة، الرجل المفترى مفتول العضلات الذى تخضع لسلطته الحارة برجالها وحريمها.. ماذا بقى منه إلا مظاهر انتفاخ العضلات فى الجيم بل بالمكملات الغذائية المضرة، وتضخم فى الجسد لا يتواكب معه اتساع فى العقل والروح، مثل هذا الرجل يصلح بودى جارد ولكنه لا يصلح ليكون فتى أحلام امرأة تحلم برجل يحتويها ويشاركها الحياة وليس رجلا يثير شجارا يستعرض فيه عضلاته المفتولة وعقله الضيق.
الفحولة الجنسية كانت من مظاهر الرجولة، الفياجرا وأخواتها قضت على هذه الميزة، فهى متاحة فى الأسواق وبتراب الفلوس، فى السرير تفتقد المرأة للحب والحنان أكثر مما تفتقد الفحولة، الرجل للأسف وقع فريسة سهلة لصناعة الجنس.
الرجولة صفة تتجلى فى الإرادة وضبط النفس، علو الهمة، الشهامة، النخوة والمروءة، الإخلاص والوفاء، الكرم، الصفح والعفو عند المقدرة، الإنصاف والتواضع، تحمل المسؤولية، الالتزام بالكلمة والوفاء بالوعد، احترام الناس ومعرفة أقدارهم