منظمة يهودية أمريكية تسلم تقريرا للرئيس مبارك يتهم الإعلام المصري بمعاداة السامية الرئيس مبارك - رويترز
12/9/2009 11:37:00 AM
نيويورك –
- قالت منظمة يهودية أمريكية نافذة إنها سلمت الأسبوع الماضي تقريرا للرئيس المصري حسني مبارك وإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقيادات الكونجرس الأمريكي، يرصد ما وصفته بمعاده الساميه في وسائل الإعلام المصرية، واتهمت المنظمة القيادات المصرية بـ"التعامي" عن معاداة السامية في الإعلام المصري.
وحذرت رابطة مكافحة التشهير، وهي من أبرز منظمات اللوبي الإسرائيلي وأكثرها تأثيرا في الولايات المتحدة، في التقرير من أن التعامل "العادي" مع قضية معاداة السامية في الإعلام المصري "يمكن أن يعوق دور مصر القيادي الإقليمي" بحسب المنظمة.
ووجهت المنظمة خطابا للرئيس المصري حسني مبارك مع التقرير انتقدت فيه تعامل الحكومة المصرية مع قضية معاداة السامية في وسائل الإعلام "رغم محاولات متكررة من قيادات مجتمع يهودية ومسئولين إسرائيليين برفع الوعي بالمشكلة مع الحكومة" على حد تعبيرها.
وجاء في الخطاب: "لقد التقى مسئولو رابطة مكافحة التشهير بكم وبأعضاء حكومتكم في مناسبات عديدة لحث القيادة المصرية على الحديث ضد التعبيرات المعادية للسامية، وتوضيح أن شيطنة اليهود غير مقبولة في المجتمع المصري".
وأضاف الخطاب الموجه للرئيس المصري: "ومما يخيب أملنا أن هذه الإدانات كانت نادرة، وغالبا ما نسمع من ممثلين لحكومتكم يبررون هذه الأمثلة من الكراهية باعتبارها تعبيرا عن الغضب ضد اليهود يمكن تفهمه".
ورصد التقرير، الذي صدر الاثنين في 36 صفحة، 58 رسما كاريكاتوريا إضافة إلى مقالات رأي في الصحف المصرية الكبرى، التي اتهمتها بممارسة معاداة السامية.
وطالت الاتهامات بمعاداة السامية صحفا ووسائل إعلام مصرية رسمية ومستقلة وحزبية، مثل صحف الأهرام والجمهورية والأخبار وأخبار اليوم والأهرام ويكلي وروزاليوسف، وصحفا مستقلة مثل اليوم السابع والبديل، وصحفا حزبية مثل الوفد (التي يصدرها حزب الوفد-ليبرالي) والأهالي (الصادرة عن حزب التجمع-يساري).
ومن أبرز رسوم الكاريكاتير التي رصدها التقرير وتصدر موقع المنظمة على الإنترنت رسم نشرته صحيفة "اليوم السابع" المصرية المستقلة كانت المنظمة قد انتقدته بشدة في سبتمبر، واعتبرته "أكثر الرسوم معاداة للسامية في الصحف العربية" خلال أسبوع كامل، ويصور الوجود الإسرائيلي في حوض النيل في شكل "حوض مياه" يتخذ هيئة "ضرع بقرة" يحلبها شخص يحمل على رأسه النجمة الإسرائيلية السداسية، وهو من تصميم الرسام محمود السعيد.
وقال التقرير إن ثقافة معاداة السامية تتواصل في مصر بشكل "يمكن للمشاعر المعاديه لليهود بالازدهار في الصحافة المصرية دون كلمة إدانة أو انتقاد واحدة من القيادات السياسية المدنية".
وأضاف التقرير: "إن حكومة الرئيس مبارك تواصل التعامل بشكل عادي عندما يتعلق الأمر بالتعبيرات الصارخة المعادية للسامية في وسائل الإعلام، وهي التعبيرات التي تجتاح المجتمع المصري لتقوض محاولات الإدارة الأمريكية في تحقيق وعد الرئيس (أوباما) في خطاب القاهرة".
هذا وقالت رابطة مكافحة التشهير، التي تعتبر الانتقادات الموجهة لممارسات الاحتلال الإسرائيلي أحد مظاهر "معاداة السامية" في الإعلام العربي، قالت إنها قامت بتسليم التقرير للرئيس المصري حسني مبارك الأسبوع الماضي، كما قامت بتوزيع نسخ منه على مسئولين في إدارة أوباما وقيادات الكونجرس.
ومن جانبه قال إبراهام فوكسمان ، مدير الرابطة، الاثنين في بيان له: "هذه المظاهر المثيرة للقلق من معاداة السامية تقوض محاولات الإدارة الأمريكية في تحقيق الوعد بعلاقات أفضل بين العالمين الإسلامي وغير الإسلامي في خطاب الرئيس أوباما في القاهرة، وتمثل عقبة رئيسية أمام رؤيته لعلاقات تطبيعية فعليا بين إسرائيل ومصر، وإسرائيل والدول العربية الأخرى".
وتركزت أبرز اتهامات التقرير لوسائل الإعلام المصرية في "مزاعم الاستغلال اليهودي للهولوكوست... وتشبيه القيادات الإسرائيلية بالنازيين".
وزعم التقرير أن معاداة السامية في مصر أدت إلى "أفعال صريحة من التمييز ضد اليهود في المجتمع، مثل محاولة الحكومة المصرية في أكتوبر استبعاد أطباء وعلماء إسرائيليين من المشاركة في مؤتمر عن سرطان الثدي"، وهو المؤتمر الذي استطاع المشاركون الإسرائيليون حضوره بعد ضغوط على الحكومة المصرية.
كما أشار التقرير أيضا إلى تصريحات وزير الثقافة المصري فاروق حسني المنتقدة للحملة اليهودية ضده خلال حملته للفوز برئاسة اليونسكو؛ وهي التصريحات التي وصفتها المنظمة بالمعادية للسامية.