أيها الإخوة: إن الله عز وجل يسوق الفرص للبشر لاغتنامها وهي أسواق تعقد ثم تفض يربح منها من يربح ويخسر فيها من يخسر والمسلم سبّاق للخير ولا يدع لحظة من لحظات حياته تمر دون فائدة والزمن له قيمة كبرى في حياة المسلم بل الزمن هو حياة الإنسان، وقيل قديما: "الوقت من ذهب" والحقيقة أن الوقت أغلى من الذهب لأن الوقت هو الحياة والحياة لا تقدر بثمن وكما قال الوزير الصالح يحي بن هبيره:
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه
وأراه أسهل ما عليك يضيع
وما أجمل كلام أمير الشعراء شوقي حين قال:
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثواني
اخوانى واخواتى الاعزاء اعضاء المنتدى الحبيب إن لم تعبدوا الله اليوم فمتى تعبدون؟ وإن لم تصلوا اليوم فمتى تصلون؟ وإن لم تجتهدوا في العبادة اليوم فمتى تجتهدون؟ إن لم تدخلوا مضمار السباق في الطاعة فمتى تدخلون؟
فهيا إلى المبادرة للأعمال الصالحة قبل ظهور العوائق وقبل فجأة الموت وإستتمام الرحيل كما جاء في وصية النبي عليه الصلاة والسلام: ((اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك)).
فلماذا تدخر هذه الصحة عن طاعة الله؟ ولماذا تبخل بهذا الجسم عن عبادة الله؟ ماذا تنتظر؟ حتى يضعف جسمك ويرق عظمك وتخور قوتك، ثم إذا بلغت الروح التراقي قلت: أفعل وأفعل وأتصدق وأنى أوان العمل حينئذ، فإن كنت باكيا فابك على نفسك من الآن: