شعار جيش الاسلام الفلسطيني
StoreDocumentLink();
لم يسمع احد بجماعة ''جيش الإسلام الفلسطيني'' في مصر إلا بعد اتهامها بانها وراء تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية ،ثم سارعت الجماعة بنفي خبر التفجير الذى حدث ليلة راس السنة. ولكن يبقي السؤال ما هو تاريخ هذه الجماعة التي احتلت عناوين الاخبار طوال اليوم.
أول ظهور لهذه الجماعة عقب أسر الجندي الاسرائيلي الذى يدعي ''جلعاد شاليط''، حيث اعلنت ثلاثة فصائل من ضمنها جماعة ''جيش الاسلام''، مسؤوليتها عن الاسر. إلا ان مسؤولي الاستخبارات الاسرائيلية شككوا في اهمية هذه الجماعة نظرا لتهميشها في ذلك الوقت وألقوا بالمسؤولية على حركة ''حماس'' التي تدير الحكومة الفلسطينية والتي تعتبر واحدة من المجموعات التي اعلنت مسؤوليتها عن اختطافه.
في ذلك الحين قال خبراء في شؤون الجماعات الاسلامية ،ان جماعة ''جيش الإسلام'' تمثل جانبا مهما رغم انها محدودة الحجم، انها المرة الأولى التي تتبنى فيها جماعة فلسطينية أجندة تنظيم تهدف الى إبعاد الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حركة ''حماس''.
عن المشاركة في العملية السياسية او التفاوض مع اسرائيل. وقال الخبراء ان الدليل على ذلك يتمثل في البيانات وأشرطة الفيديو التي نشرتها جماعة «جيش الإسلام» في موقع على شبكة الإنترنت يعتبر منبرا لتنظيم «القاعدة» والتنظيمات المشابهة. وقالت الجماعة حينها انها لا تقاتل ''من اجل قطعة ارض'' وإنما تخوض حربا دينية بهدف إعادة الخلافة في العالم الاسلامي، وظهر في اغلب مقاطع الفيديو صور لأسامة بن لادن.
بالإضافة الى مشاركتها في المقاومة ضد اسرائيل. ويرى أحد الخبراء ان رد الجيش الاسرائيلي على اسر الجندي اثار ارتياحا بالغا لدى قيادة جماعة ''جيش الاسلام'' لأنه اكد على التصور السائد بأن المفاوضات لن تحقق نجاحا على الإطلاق وان النزاع المسلح هو الحل الوحيد.
وقال مسؤولو استخبارات بإسرائيل انهم لا يعرفون الجهة التي تمثلها جماعة ''جيش الاسلام''، لكنهم اشاروا الى احتمال تمثيلها لحركة جديدة في قطاع غزة، كما من المحتمل ان تكون مجرد محاولة لإثارة مخاوف اسرائيل ودفعها الى الاعتقاد في ظهور حركة جديدة اكثر تطرفا يتعين مواجهتها.
وقال ضابط استخبارات عربي ان هذه الجماعة تستخدم اسامة بن لادن في رسائلها لجعل الاسرائيليين يعتقدون انها تنظيم لـ''القاعدة'' الذي يقف وراء ما حدث، كما ان ذلك يعني ضمنا ان ''القاعدة'' قادرة على الوصول الى الاسرائيليين.
كما ان شعار الجماعة ''جيش الاسلام'' يشير الى محاولتها إحداث تحول في الحركة المسلحة الفلسطينية، لكي تصبح اشبه بتنظيم ''القاعدة''، فالشعار يحتوي على رسم للكرة الارضية وسيف ومصحف ولا أى شيء يرمز الى فلسطين.
وفي اسرائيل قال مسؤولون انهم لم يسمعوا من قبل بهذه الجماعة وشككوا في اهمية مشاركتها، وأوضحوا انهم لا يعرفون عنها شيئا. وقالوا ان اسم الجماعة ربما يكون غطاء لمجموعة اخرى، وأضاف انهم يعتبرونها ''حماس'' و''لجان المقاومة الشعبية''.
لذا يمكن القول بأن ''جيش الإسلام'' تحرص دائما على إظهار الأسس والمنطلقات التي يجب أن تتحلى بها فصائل المقاومة، ومن المرجح أن هذا الفصيل الجديد بشكله ومضمونه هو نتاج حراك فكري داخل بنى المقاومة، ولعله تشكل من عناصر متشددة داخل ألوية الناصر صلاح الدين وكتائب عزالدين القسام من ذوي الميول السلفية العالمية، فالتنسيق الذي تم بين ''جيش الإسلام'' وهذه الحركات يدل على تواصل كبير بين هذه المجموعات، ومحاولة للتخلص من الالتزامات التي تقيدت بها حركات المقاومة التقليدية. فيمكن الاعتبار هذه الحركة نتاجاً طبيعياً للممارسات الإسرائيلية والضغوطات الدولية والإقليمية والمحلية على السلطة الفلسطينية وحكومة حماس.