بعد عمليات الاحتيال المصرفي الأخيرة.. مطالب بالإسراع فى تأمين وحماية الفضاء الإليكتروني الخبراء يشددون على ضرورة تأمين الفضاء الالكتروني - رويترز
11/2/2009 12:49:00 AM
- خاص - جاءت عملية النصب والاحتيال الكبرى التى أعلنت عنها السلطات المصرية والأمريكية و الخاصة بقيام شبكة تتكون من 91 شخصا ينتشرون فى مصر و الولايات المتحدة قاموا بتحويل مبالغ طائلة ببطاقات ائتمانية خاصة بأمريكيين لحسابات وهمية داخل أمريكا من حساباتهم المصرفية عن طريق الإنترنت وتخص المتهمين الأمريكيين الذين يسحبون الأموال في الحال وتقسيمها فيما بينهم بنسب محددة وتحويلها لشركائهم المصريين ووجهت السلطات الأمريكية للمتهمين تهم التآمر للقيام بالاحتيال المصرفي، والاحتيال عبر الإنترنت, وغسل الأموال، وهي تهم تصل عقوبتها إلي 20 عاما ، وهذه القضية جاءت للتعجل من ضرورة تأمين الفضاء الإليكتروني، الذى اتخذت مصر فيه خطوات فى الآونة الأخيرة من خلال اتفاقيات نقل الخبرة مع المؤسسات الأجنبية المختلفة .
وأكد الخبراء والمسئولون أن عملية الاحتيال و النصب الكبرى الأخيرة تدق ناقوس الخطر نحو الإسراع بتأسيس المراكز المتخصصة فى مراقبة و تأمين الفضاء الإليكتروني للحد من الجرائم المختلفة ، وعمليات النصب الالكتروني
وضرورة إعداد قانون خاص بجرائم المعلومات و تأمين المعلومات خاصة فى ظل تفشى العديد من الجرائم الأخرى الخاصة بشبكات المعلومات في الأماكن? ?الهامة والمالية والمصرفية وتأمين أجهزة و شبكات الجهات و المؤسسات السيادية و الحكومية .
و شدد الخبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات على أن مسألة تأمين الفضاء الالكتروني أصبحت من اهم واكبر الأمور التي تشغل بال الدول المختلفة فى جميع أنحاء العالم ، في ظل التقدم الكبير لوسائل الهجوم التكنولوجية علي مواقع قد تشكل خطرا كبيرا علي امن واستقرار الدول ، وأشار البعض إلي أهمية التعاون المشترك بين الدول للوصول لأحدث الوسائل لمكافحة الجريمة الالكترونية.
وقامت وزارة الاتصالات خلال الفترة الماضية بتوقيع اتفاقية تعاون مشترك مع مؤسسة تأمين الفضاء الالكتروني الماليزية MYCERT التي أسستها الحكومة الماليزية لإدارة المركز الماليزي للاستجابة لطوارئ المعلوماتية تهدف إلى وضع إطار عام للتعاون المشترك بين الجانبين في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لمحاربة جرائم الفضاء الالكتروني من خلال المركز المصري للاستجابة للطوارئ المعلوماتية "سيرت" الذى تم تأسيسه بمقر جهاز " تنظيم الاتصالات " بالقرية الذكية?.
وأكد الدكتور طارق كامل وزبر الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على في فعاليات منتدى ومعرض الاتحاد الدولي للاتصالات (TELECOM WORLD 2009) والذى عقد في مدينة جنيف خلال الفترة من الى 9 من شهر أكتوبر الجاري ، و يعقد كل أربعة سنوات ويعد محفل دولي كبير للتواصل والمشاركة لكبار قادة صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من مختلف دول العالم ، أن وزارة الإتصالات تولى أهمية خاصة لقضايا تأمين المعلومات و الفضاء الإليكتروني وأنه يجرى إعداد قانون خاص بجرائم المعلومات و التى تصيب شبكات المعلومات والأجهزة والنظم العاملة فى الشركات الكبرى و البنوك والمؤسسات المالية وعمليات التجارة الإلكترونية .
وأضاف كامل أن وزارة الاتصالات قامت خلال الفترة الماضية بالترويج عن خطواتها و استثماراتها نحو تأمين الفضاء الإليكتروني من خلال جناحها في المعرض الرسمي المصاحب للمنتدى (تيليكوم 2009) بجناح متميز تبلغ مساحته 476 متر مربع ، تعاون المركز المصري للاستجابة للطوارئ المعلوماتية (CERT) مع باقي المراكز المماثلة له في دول العالم لمكافحة أي نوع من أنواع الهجمات بالفيروسات أو الاختراق أو التلاعب في المحتوى على نطاق واسع سواء من جانب القراصنة " الهاكرز " أو المجموعات المنظمة على مواقع هامة أو على أجزاء من شبكات الاتصالات والمعلومات بقصد الإضرار بها، خاصة الشبكات الجيل التالي التي تعمل بنظام بروتوكول الانترنت .
وأشار الى أن وفداً مصرياً من وزارة "الاتصالات" قام بعدة زيارات لماليزيا خلال العام الماضي، وذلك في إطار عدد من الفعاليات المتعلقة بمجالات تأمين الفضاء الالكتروني؛ وخلال تلك الزيارات وعلى ضوء إجراءات إنشاء مركز الاستجابة لطوارئ المعلوماتية في الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، فقد تم الترتيب لعدد من أنشطة التعاون المشترك مع الجانب الماليزي في هذا المجال، وقد بدأت فعاليات هذه الأنشطة المشتركة بالفعل من خلال عقد برنامج تدريبي بمقر الجهاز بالقرية الذكية.
ونوه الى أن وزارة الاتصالات تقوم بتدريب الكوادر المتخصصة على وسائل الحماية المختلفة و رصد وتأمين الفضاء الإلكتروني والابلاغ? ?المبكر عن أي نوع من الجرائم يتم رصده ، وسوف يسهل القيام بتلك العمليات بعد إقرار ? ?مشروع قانون تأمين الفضاء الإلكتروني بعد الاطلاع علي النماذج العالمية المعمول بها فى هذا المجال ، بالإضافة الى إقرار قانون حرية تداول المعلومات .
و أشار الى إن المؤتمر الدولى الرابع لحوكمة الإنترنت الذى سوف يعقد فى منتصف نوفمبر فى مدينة شرم الشيخ والذى سوف يفتتحه رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف ومن المقرر أن يحضره ما يقرب من 2000 الى 3000 مشارك ، سوف يناقش قضايا تأمين الفضاء الإليكتروني وعملية إدارة شبكة الإنترنت ، ، وسوف يحضره مساعد الأمين العام للأمم المتحدة والكثير من رؤساء الشركات للحديث عن حوكمة الإنترنت و قضايا الفضاء الإليكتروني .
من جهته، قال الدكتور عمرو بدوي الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أن التعاون بين المركز المصري للاستجابة للطوارئ المعلوماتية (CERT) مع باقي المراكز المماثلة له في دول العالم يأتى لمكافحة أي نوع من أنواع الهجمات بالفيروسات أو الاختراق أو التلاعب في المحتوى على نطاق واسع سواء من جانب ما يعرف بالهاكرز أو أي مجموعات منظمة على مواقع هامة أو على أجزاء من شبكات الاتصالات والمعلومات بقصد الإضرار بها، خاصة الشبكات الجيل التاني التي تعمل بنظام بروتوكول الانترنت "آى بى" .
ونوه الى أن وفداً مصرياً من وزارة "الاتصالات" قام بعدة زيارات لماليزيا خلال العام الماضي، وذلك في إطار عدد من الفعاليات المتعلقة بمجالات تأمين الفضاء الالكتروني؛ وخلال تلك الزيارات وعلى ضوء إجراءات وتجارب إنشاء مركز الاستجابة لطوارئ المعلوماتية في الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، و تم الترتيب لعدد من أنشطة التعاون المشترك مع الجانب الماليزي في هذا المجال .
وقال بدوى أن الحكومة المصرية أبدت اهتماما كبيرا فى الآونة الأخيرة بعملية تأمين الفضاء الالكتروني وبحثت مع الجانب الامريكي سبل التعاون المشترك ، وناقشت فعليا وزارة الاتصالات مع قيادات البيت الأبيض خلال زيارة الدكتور طارق كامل للولايات المتحدة الأمريكية منتصف العام الجاري، سبل التعاون بين البلدين في مسألة تأمين الفضاء الإلكتروني .
من جهته يقول الدكتور يسرى ذكى خبير أمن المعلومات أنه يجب تأمين وسائل الاتصال وتأمين المحتوي الإليكتروني ، لأنه فى العالم الافتراضي لا يوجد ما يضمن تأمين المعلومات كما هو مطلوب ، و العديد من المواقع الكبرى و الحساسة والتى تتصل بالأمن القومي تتعرض للاختراق على الرغم من أنها مؤمنة بدرجة عالية جدا ولا يتخيل مديرو و موظفو تلك المواقع أن يتم اختراقها بأى شكل من الأشكال .
وقال أن الفترة القادمة سوف تشهد اهتماما بالغا بقضايا تأمين الفضاء الإليكتروني ، خاصة الجهات المالية و البنكية ، التى تحظى حسابات عملائها بالسرية المطلوبة لتأمين المعلومات و خطوط الاتصال و الشبكات ، و هو الاتجاه الذى تقوم به المؤسسات المصرفية المختلفة لدعم شبكات البيانات والمعلومات و ضخ استثمارات ضخمة فى هذا المجال ، بالإضافة الى حماية المحتوي المنتشر عبر كافة الوسائل من الفضائيات و الإنترنت و شبكات الاتصالات المحمولة والثابتة .
ونوه ذكى الى أنه يوجد عالم رقمي افتراضي يتم من خلاله تبادل كم هائل من المعلومات ، عبر العديد من الوسائط المختلفة لذا فإن أن مسالة وجود توجه لتأمين الفضاء الالكتروني يعتبر أمرا هاما للغاية بعد تحو ل الحروب بين الكيانات الدولية من حروب تقليدية الى حروب معلوماتية و قطع خطوط الاتصالات المختلفة .
على الجانب الأخر يقول الدكتور مصطفى الجبلى خبير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن قضايا تأمين الفضاء الإليكتروني سوف تستحوذ على اهتمامات العديد من الدول فى الفترة المقبلة ، خاصة فى ظل ابتكار القراصنة و المهاجمين للعديد من الوسائل المختلفة فى ظل الاعتماد الكبير من جانب حكومات الدول علي المعلوماتية و الميكنة، مما ترتب عليه وجود نوع جديد من الحروب وهي حرب المعلومات والتي تعتبر من أخطر أنواع الحروب فى الوقت الحالي .
وأضاف الجبلي أن هذه الأمور الخاصة بتأمين الفضاء الإليكتروني لن تكتمل دون وجود قانون رادع و حاسم يفصل فى تلك القضايا ، وقادر على تعقب القراصنة و حماية المعلومات والبيانات الشخصية فى القطاعات المختلفة خاصة وأن الهجمات الالكترونية تشكل خطرا كبيرا علي المعلومات الخاصة بالدول والكيانات الاقتصادية و السياسية مما يشكل خطرا علي أمنها القومي ، وفى الفترة الماضية كانت الشركات والبنوك والمؤسسات المالية وحدها تهتم بمسألة تأمين معلوماتها علي المستوي التقني في الماضي إلا أن الدول المختلفة أصبحت تهتم بهذا المجال .