ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس، أن جيش الاحتلال الإسرائيلى يوشك على شن عملية عسكرية موسعة على قطاع غزة، ونقلت عن مسؤولين عسكريين كبار، تأكيدهم أن الجيش سينفذ هذه العملية لوقف إطلاق الصواريخ باتجاه جنوب إسرائيل..
جاء ذلك فى وقت أطلقت فيه مروحيات الاحتلال صاروخا واحدا على الأقل باتجاه غزة، لليوم الثانى على التوالى، منذ انتهاء التهدئة. وتزامنا مع هذا التصعيد، أكدت مصادر فلسطينية، أن قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بدأت باتخاذ إجراءات وقائية، تحسبا لحملة اغتيالات إسرائيلية موسعة ضدهم، فى أعقاب التهديدات التى أطلقها المسؤولون الإسرائيليون.
وبينما أفاد شهود عيان بأن تحركات عسكرية إسرائيلية شوهدت على المنطقة الحدودية، لاسميا شمال القطاع، أكدت «يديعوت» أن مصادرها ترى أن استمرار حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى فى غزة فى إطلاق الصواريخ – التى تم إطلاق نحو ٤٠ منها أمس - لم يترك للجيش خيارا سوى شن هجوم واسع للقضاء على البنية العسكرية لحماس وسائر الفصائل المسلحة.
الأمر نفسه أكدته صحيفة «جيروزاليم بوست» أيضا، والتى نقلت عن مصادر عسكرية قولها إن الجيش الإسرائيلى «استعد لغزو قطاع غزة» إذا اقتضى الأمر، وأن القوات تستعد لسيناريوهات واسعة النطاق، بانتظار تعليمات الحكومة، وأضافت «جيروزاليم» أن لدى الجيش خططا «تتراوح بين غزو قطاع غزة ومداهمات دقيقة ضد المجموعات التى تطلق الصواريخ ، لكن فى نهاية الأمر سننفذ ما سيطلب منا».
فى الوقت نفسه، ألمحت مصادر أمنية أخرى أن إسرائيل ستشن هجوما قريبا على غزة، قائلة «ما من وسيلة لمنع هذه المواجهة»، وأوضحت المصادر أن الجيش الإسرائيلى سيقوم بأنشطة برية وجوية وسيغير أنماط العمل وسيكثف عمليات الاستهداف، كما سيستمر الحصار المفروض على القطاع.
كان متحدث باسم جيش الاحتلال قد صرح أمس الأول بأن الفصائل الفلسطينية أطلقت قذائف وصواريخ من قطاع غزة باتجاه مناطق فى جنوب إسرائيل، دون أن تسفر هذه الهجمات عن وقوع إصابات، وذلك تزامنا مع استشهاد فلسطينى وإصابة نحو ٣ آخرين خلال غارة إسرائيلية استهدفت بيت لاهيا، فى أعقاب انتهاء التهدئة.
وعلى الجانب الفلسطينى، ذكرت مصادر مطلعة أن قيادة حماس بدأت بالنزول إلى الأرض وممارسة نشاطها بشكل أقرب إلى السرية، بعد أن كانت تحركاتها تتسم بالعلنية طوال الأشهر الـ ٦ الماضية، وصرح فوزى برهوم، المتحدث باسم الحركة، بأن الفلسطينيين فى غزة باتوا «أمام عدو ومواجهة وعدوان واسع، وهذا الأمر يحتاج إلى اتخاذ جميع الإجراءات، للبقاء فى الميدان إلى جانب المقاومة»، مضيفا «لا نريد أن يكون القادة لقمة سائغة فى يد الاحتلال».
وأوضح برهوم أن التهديدات الإسرائيلية باغتيال قادة حماس «تأتى فى إطار الحرب النفسية التى تقوم بها قوات الاحتلال لزعزعة الصف وتخويف القادة وحشرهم فى زاوية الخيارات»، مشددا على «جاهزية حركة حماس للدفاع عن الشعب ومواجهة أى تصعيد».
فى غضون ذلك، بحثت الحكومة الإسرائيلية فى اجتماعها الأسبوعى أمس، الوضع الأمنى فى قطاع غزة، وقالت الإذاعة قبل الاجتماع إن مجلس الوزراء سيستمع إلى تقرير حول الأوضاع الأمنية، ونقلت عن الوزيرين حاييم رامون، وإيلى يشاى، قولهما إن سياسة إسرائيل ستتغير إزاء إطلاق الفصائل الفلسطينية الصواريخ محلية الصنع - على حد قول الإذاعة