الحقن بالبوتوكس عملية أدت إلى ثورة فيعلاج التجاعيد وإزالتها، وللبوتوكس دور في جملة من الاستخدامات الطبية، أكثرها لا تزال في طور الاختبار، في وقت ما، كان كل ما يعرفه أكثر الناس هو أن سم البوتولينيوم ليس سوى مصدر لحوادث التسمم الغذائي الناجمة عن تلوث الطعام به.
ويعتبر هذا السم الذي تفرزه بكتريا تعرف باسم Clostridium botulinum واحدا من أكثر المواد القاتلة على وجه الأرض، إذ إن ابتلاعه قد يؤدي إلى شل العضلات في مختلف أجزاء الجسم، ومنها العضلات التي تتحكم بعملية التنفس.
ومع هذا، وعلى نطاق ضيق، فإن آلية عمل هذا السم نفسها تقدم الفوائد للجسم، فعند حقنه في أنسجة العضلات، على سبيل المثال، فإن سم البوتولينيوم بمقدوره تخفيف التشنجات المدمرة للإنسان ويزيل آلامها.
واليوم فإن أكثر الناس يعرفون سم البوتولينيوم باسمه المختصرالبوتركسبوتركس، وهو علاج التجميل الذي حظي بالشعبية، بعدما تم ترخيصه عام 2002 في عمليات تقليل حدة خطوط مفرق الحاجبين – وهي الثنيات أو التجاعيد الموجودة بين الحاجبين، التي تزداد عمقا مع تقدم العمر.
وبمنعه لتقلصات العضلات التي تؤدي إلى حدوث الخطوط في الوجه، فإن البوتكس يقوم بمهمة زيادة نعومة الجلد وإظهاره برونق الشباب.
وهو يستخدم اليوم على نطاق واسع لعلاج أنواع من تجاعيد الوجه، ومنها تلك التي تظهر في العنق (عنق الديك الرومي turkey neck)، وفي زوايا العينين (أقادم الغراب crow›s feet)، وعلى طول الجبهة.
ويتصدر البوتوكس عناوين الأخبار بوصفه مادة مقللة للتجاعيد، إلا أنه يمتاز بتاريخ طويل في العلاج الطبي، فقد أظهر الأطباء في نهاية الخمسينات من القرن الماضي، أن حقن جرعة صغيرة جدا من سم البوتولينيوم يؤدي إلى استرخاء العضلات المفرطة في النشاط، وذلك بمنع إفرازها للأسيتيلكولين acetylcholine وهو مادة كيميائية ـ عصبية حيوية لانقباض العضلات.
وفي عام 1989 أجيز البوتوكس لعلاج حَوَل العين strabismus، وعلاج حول العين غير الطبيعي المصاحب بتشنج الجفون blepharospasm، ومنذ ذلك الحين تم ترخيصه لعلاج التشنجات العضلية المؤثرة على العنق والكتفين cervical dystonia، وحالات التعرق الشديد hyperhidrosis.
وقد تم ترخيص «مايوبلوك» Myobloc الذي يصنع من سلالة «بي» من سم البوتولينيوم (أما البوتوكس فيصنع من السلالة «ايه» من سم البوتولينيوم) أيضا لعلاج cervical dystonia. أما «دايسبورت» Dysport (وهو نوع آخر من سلالة «ايه» من سم البوتولينيوم) فقد طرح إلى الأسواق عام 2009، وتم ترخيصه لعلاج تلك الحالة أيضا وكذلك لعلاج تجاعيد مفرق الحاجبين.
ومنتجات البوتوكس وأبناء عمومته حازت على إجازات الترخيص الرسمية وفقا لعدد محدد من الحالات الطبية، إلا أنه يمكن أن يوصف (لعلاج غيرها) وفقا لمشورة الطبيب، ولذا فإن هذا السم يستخدم اليوم لعدد متزايد من الحالات.
ويبدو علاج الكثير من هذه الحالات معقولا بسبب تأثير السم على حركة العضلات، إلا أن بعض الخبراء متخوفون من عدم وجود دراسات تؤكد سلامته وفاعليته.
وعليك، وقبل أن تفكر في العلاج بحقن سم البوتولينيوم، أن تتعرف على البدائل الأخرى المبرهن عليها (الأقل تدخلا في الغالب، والأرخص ثمنا)، والطبيب المختص نادرا ما يصف سم البوتولينيوم قبل أن يتحقق من أن البدائل الأخرى قد أخفقت في مهمتها، أو أن الدراسات قد بينت أنه، أي البوتوكس، هو الخيار الأفضل (والوحيد).
وسواء كان البوتوكس مستخدما في التجميل أو في أهداف طبية أخرى، فإن تأثيراته مؤقتة، ولذا فإن تكرار عمليات الحقن به يكون جزءا من العلاج، وتعتمد الجرعة، بين أمور أخرى، على وزن الشخص، نوع الحالة التي يعالج منها، تحضيرات العملية، وحجم العضلات التي تخضع للمعالجة.
ومع تكرار الحقن يمكن للعضلات أن تتعرض للضمور وأن تفقد بعضا من مهماتها، وهي تأثيرات تزول عند التوقف عن الحقن، وتصبح أجسام بعض المرضى الذين حقنوا بجرعات عالية من سم البوتولينيوم لعلاج حالاتهم المرضية، مقاومة للدواء، لأنها تولد أجساما مضادة تعيق عمله، ويمكن تقليل هذه المقاومة بحقن جرعات فعالة أصغر في فترات متباعدة.
استخدامات منتجات البوتوكس المرخص بها- حَوَل العين Strabismus
- حَوَل العين غير الطبيعي المصاحب بتشنج الجفون Blepharospasm
- التشنجات العضلية المؤثرة على العنق والكتفينCervical dystonia
- التعرق الشديد Hyperhidrosis
استخدامات غير مرخص بها- التشنجات المركزة (في موقع معين) Focal dystonias
- الشلل الدماغي Cerebral palsy
- الرعشة Tremor
- توتر العضلات المفرط غير الطبيعي وفقدان مرونتها Hypertonia
- تشنجات ما بعد السكتة الدماغية Post ـ stroke spasticity
- سيلان اللعاب Drooling
- فرط إفراز اللعاب Excessive salivation
- التهاب الأنف التحسسي مع سيلان الأنف Rhinitis
- الصداع التوتري Tension headache
- آلام الصداع النصفي Migraine headache
- طنين الأذن Tinnitus
- تقلصات الوجه Facial tics
- طحن الأسنان Bruxism
- آلام الفك الشديدة Severe jaw pain
- متلازمة الصدغ الفكي Temporomandibularjoint syndrome
- أوجاع الوجه الشديدة Trigeminal neuralgia
- صعوبة نطق الأصوات Dysphonia
- ظاهرة رينواد Raynaud›s phenomenon
- صعوبة البلع Achalasia
- التأتأة Stuttering
- متلازمة تقلصات توريت Tourette›s syndrome tics
- متلازمة بيرفيورميس (انضغاط عرق النسا عند الإليتين) Piriformis syndrome
- ندوب الوجه Facial scars
- تشقق بطانة الشرج Anal fissure
- الإمساك Constipation
- آلام منطقة الحوض Pelvic pain
- آلام أسفل الظهر Low back pain
- سلس البول Incontinence
- فرط نشاط المثانة Overactive bladder
- الصلع Hair loss
- آلام الأطراف الشبحية Phantom limb pain
- مرفق لاعب التنس (كرة المضرب) Tennis elbow
تحذيرات صحية أميركية حول سلامة منتجات البوتوكس
في أبريل (نيسان) 2009 أمرت وكالة الغذاء والدواء بوضع «صندوق أسود» على ملصقات التعريف بمنتجات البوتوكس وأمثاله ـ وهذا الصندوق هو أقوى تحذير تطلب الوكالة وضعه على علبة الدواء.
وينص ملصق التعريف بالدواء حاليا على أن هذا السم له القدرة على الانتشار إلى ما وراء موضع الحقن، نحو مناطق أخرى من الجسم، ما يؤدي إلى التسبب بظهور أعراض التسمم بالبوتولينيوم، ومنها ضعف العضلات وصعوبة التنفس والبلع.
وجاءت خطوات الوكالة بعد ورود تقارير عن حدوث مشكلات صحية خطيرة وعدد من الوفيات بسبب الاستخدام غير المرخص به لبعض الحالات المرضية، خصوصا لعلاج حركات الأطراف المتشنجة لدى الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، إلا أن الوكالة أكدت أن انتشار السم إلى بقية أنحاء الجسم لا يمثل خطرا إن تم استخدام البوتوكس بجرعات مرخص بها لأغراض التجميل.
كما حذرت من أن قوة السم قد تتغير من منتج لآخر، ولذا فإن الجرعات التي يعبر عنها بـ«الوحدات» «units»، لا تكون قابلة للتبادل بالضرورة من منتج لآخر.
وأخيرا .. إن كنت ترغب في العلاج بحقن سم البوتولينيوم لأي سبب سواء للتجميل أو لعلاج مرض ما، فإن عليك أن تبحث عن طبيب متخصص له خبرة وممارسة واسعة في سم البوتولينيوم وتأثيراته المحتملة، ولا تتردد في طرح أي سؤال عليه.