هل تحب أجواء الستينيات؟: العالم الآخذ فى التشكل، قوى صاعدة وأخرى هابطة، وعالم من الأفكار تختبئ خلفها مطامع إمبراطورية. العالم الغربى - بقيادة العم سام - يرفع شعارات الديمقراطية والحرية وإطلاق القوى الكامنة فى الإنسان، والدب السوفيتى يعدنا بجنة البروليتاريا. وما بين هذا وذاك حركات تحررية وأحلام ثورية وزعامات تاريخية مثل ناصر وجيفارا ونهرو.
هل تحب جو الجزر الكاريبية؟: أشجار الموز والتبغ والمانجو، والرقص تحت المطر، وخلطة الدماء الهندية الإسبانية. كوبا المثقفين والفنانين، كاسترو وجيفارا ومغامرات الثورة الكوبية.
هل تحب جو الحرب الباردة والعمليات المخابراتية؟: أمريكا - الحانقة على كاسترو - تقوم بعملية إنزال فاشلة للمعارضين الكوبيين على الشواطئ الكوبية. كاسترو يرد بإعلان كوبا دولة اشتراكية. أمريكا تعلن الحظر الاقتصادى وتلمّح بهجوم عسكرى.
الكونجرس يجيز استخدام القوة. كاسترو يرتمى فى أحضان الدب السوفيتى. أمريكا تنشر صواريخ باليستية فى تركيا تطال موسكو، السوفيت ينصبون خلسة فى كوبا صواريخ نووية يغطى مداها جميع المدن الأمريكية. أمريكا ترتاب، موسكو تنفى.
طائرات التجسس الأمريكية تلتقط وجود القواعد. أمريكا يجنّ جنونها ويطلق كنيدى إنذاره الشهير مهدداً بالانتقام من الاتحاد السوفيتى نفسه. السوفيت يراوغون من أجل حلاوة الروح، وأمريكا تؤكد استحالة سماحها بصواريخ نووية على مسافة تسعين ميلاً من شواطئها.
العالم يحبس أنفاسه، الكثير من الشد والجذب وأحداث الأكشن، مفاوضات تجرى فى آخر لحظة، ورجال شديدو المراس ومكالمات هاتفية. الحكمة تتغلب فى نهاية الأمر وتجرى الصفقة مثل أى شىء آخر فى حياتنا العادية. السوفيت يعلمون أن أمريكا تملك من القنابل والرؤوس الحربية أكثر مما يملكونه، وأمريكا تملك من الحكمة ما يجعلها تُقدر أنه لا قيمة لأن تُفنى الأرض مرتين إذا كان خصمك قادراً على إفنائها مرة!!.
والكياسة تقتضى أن تترك لخصمك فرصة للتراجع ولا تمرّغ بكرامته الأرض، وتعينه على الانسحاب المشرف.
فى النهاية تتم الصفقة بموافقة السوفيت على إزالة صواريخ كوبا، وتعهد كاسترو بعدم دخول مثل هذه الأسلحة فى المستقبل، مقابل إعلان أمريكى بعدم غزو كوبا، ونزع صواريخها من تركيا.
انتهت القصة بشكل يرضى جميع الأطراف
باختصار كان الجميع سعداء.