موضوع: لا دين فى السياسة.. ولا سياسة فى الدين الخميس 15 أكتوبر - 2:36
كل منصف عاقل يفهم دينه ويحب وطنه، يرى أنه من الخطأ أن نخلط بين الدين والسياسة، وذلك حفاظاً على قدسية الدين من الاستغلال فى معارك سياسية، تستخدم فيها فى أكثر الأحيان وسائل قذرة وكذب، ومصالح شخصية، وكذلك استخدام الدين فى السياسة يخرجه عن الغرض الأساسى الذى أنزله الله من أجله، وهو بناء الضمير الإنسانى، ونجعله فى حلبة مصارعة سياسية يتبارز فيها الفرقاء بالنصوص ويكذّب بعضهم بعضاً، كما حدث فى فتن صدر الإسلام من تسييس الدين، عندما رفعت المصاحف ودعوا للاحتكام لكتاب الله، ثم حدثت الخديعة المشهورة فى موقعة التحكيم!! وفى العصر الحديث أيضاً يعبث الناس بقدسية الدين فإذا كان الحاكم صاحب ميول اشتراكية تبارز رجال الدين ليظهروا أن الإسلام اشتراكى!! وإذا تغير الحاكم وجاء من له ميول رأسمالية تسابق نفس الأشخاص ليؤكدوا أن الإسلام رأسمالى وليس اشتراكياً!! ولا يعدمون نصوصاً ولا أمثلة فى كل شىء، وفى الدول الديكتاتورية يقولون الإسلام لا يعرف الديمقراطية بل حكم الفرد هو الأساس، ومن أراد توريثاً وجدوا له الأدلة، ومن أراد ديمقراطية وجدوا له الأدلة أيضاً، ناهيك عن العبث الذى يحدث فى المبادئ التى وضعها الدين عندما يقحم فى السياسة، فقد جعل الدين الأمر شورى، ولكن هناك من فقهاء السلطان من قال إنها شورى غير ملزمة، وهناك من عطل وجعلها وراثة بدل الراشدة، وهناك من الفقهاء من تكلم عن فقه الغلبة، أى أن الشرعية لمن يغلب بسيفه، كل هذا العبث لا يعرفه الإسلام بل إن الإسلام مدنى فى نشأته، مدنى فى الخلافات الراشدة فى القرن الأول، فقد مات النبى محمد صلى الله عليه وسلم ولم يسم خليفة من بعده، ولم يضع قواعد لاختيار الحاكم، بل وضع مبادئ عامة تتفق مع كل الأزمان من العدل والشورى وغيرهما، وهذا هو ما فهمه الجيل الأول من الصحابة رضوان الله عليهم، فنجد أن مبايعة أبى بكر (رضى الله عنه) كانت عن طريق أهل الحل والعقد فى سقيفة بنى ساعدة، ثم تغير هذا الشكل على يد أبى بكر (رضى الله عنه) ليوصى لسيدنا عمر (رضى الله عنه) من بعده عن طريق التفويض، ثم يتغير للمرة الثالثة على يد عمر (رضى الله عنه) لتكون الشورى فى ستة من الصحابة.. إذن فالأساليب قد اختلفت ولكن أياً منها لم يخرج عن المبادئ العامة التى وضعها الإسلام، وكذلك قد حدث تغيير فى القوانين فى العهد الأول للإسلام ولم يكن هناك نصية، بل كانت المصلحة هى التى تحكم، وأينما وجدت المصلحة فثم شرع الله، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد عطل سيدنا عمر حد السرقة فى عام المجاعة، ووضع حداً للخمر ثمانين جلدة، ولا يوجد نص بذلك، ومنع سهم المؤلفة قلوبهم، وهى من مصارف الزكاة الثمانية المنصوص عليها فى القرآن، وكثير وكثير! علينا أن نتذكر قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (أنتم أعلم بشؤون دنياكم).
gana الاداري المثالي
عدد الرسائل : 4139 تاريخ الميلاد : 01/01/1985 العمر : 39 الموقع : مصر تاريخ التسجيل : 30/05/2008
موضوع: رد: لا دين فى السياسة.. ولا سياسة فى الدين الأربعاء 21 أكتوبر - 4:08
موضوع رائع ياابو حنفى ولكن فى نقطه صغيره اوى بين خلط الدين بالسياسه والغاء الدين من السياسه بمعنى ان هناك بعض الافكار تكون ضد الدين ويتم نص قوانين بها و الاستناد لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم انتم اعلم بشؤن دنياكم والذى لا يعنى الغاء اساسيات الدين مثل ما حدث فى تونس مثلا من الغاء تعدد الزوجات واعتباره جرم يستحق العقاب وغيره وغيره انا معاك طبعا فى عدم استغلال الدين للوصول الى مناصب ولدعم موقف سياسى ولكن لا يمكن فصل الدين عن اى شىء فى الحياه فصل نهائيا