هاجمت الباحثة السياسية الأمريكية ميشيل دونى القمة المنتظرة بين الرئيسين حسنى مبارك وباراك أوباما فى واشنطن اليوم.
وقالت دونى فى مقال نشرته أمس صحيفة واشنطن بوست الأمريكية على هامش الزيارة التى يقوم بها الرئيس مبارك للولايات المتحدة «عندما يستقبل الرئيس أوباما الرئيس المصرى حسنى مبارك فى المكتب البيضاوى أتساءل عما إذا كان الاثنان سيشعران بغياب شىء ما عن اللقاء. هذا الشىء هو مصالح 83 مليون مصرى الذين تلاشت آمالهم وطموحاتهم فى الاهتمام الأمريكى منذ تلاشى أجندة الرئيس جورج بوش لنشر الحرية منذ سنوات».
وأضافت الكاتبة فى مقالها أن الشعب الأمريكى أيضا بدا غير مدعو إلى القمة المصرية ــ الأمريكية المنتظرة لأن زيارة مبارك تأتى فى ظل عطلة الكونجرس بالإضافة إلى أن الرئيس مبارك لن يشارك فى أى فاعليات عامة خلال وجوده فى العاصمة الأمريكية.
وذكرت الباحثة فى مؤسسة كارنيجى لأبحاث السلام الدولى ورئيسة تحرير «نشرة الإصلاح العربى» أن العلاقات بين القاهرة وواشنطن عادت إلى طابعها المريح قبل هجمات 11 سبتمبر، حيث لا يؤثر فيها سوى الرئيسين ووزراء الخارجية والموضوع المهم الوحيد فيها هو عملية السلام بين العرب وإسرائيل.
وأشارت دونى إلى المفارقة الواضحة فى الموقف الأمريكى حيث يسقط أوباما الشعب المصرى من حساباته رغم أنه اختار القاهرة على وجه التحديد لتوجيه رسالة منها إلى الشعوب العربية والإسلامية فى الرابع من يونيو الماضى.
غير أن المشكلة الأكبر تكمن فى حقيقة أنه فى الوقت الذى يحاول فيه أوباما إعادة عقارب ساعة العلاقات مع القاهرة إلى الوراء تمر مصر بمرحلة انتقالية سياسية لا يمكن تجاهلها. فمصر سوف تنتخب برلمانا جديدا العام المقبل وتجرى انتخابات رئاسية فى العام الذى يليه. وفى ذلك العام سيكون عمر الرئيس مبارك قد وصل إلى 83 عاما وبالتالى فإنه حتى إذا خاض انتخابات 2011 فإن التغيير سوف يأتى حتما خلال سنوات قليلة تالية.
وتتوقع دونى أن تكون الانتخابات البرلمانية فى مصر عام 2010 أقل حرية ونزاهة من انتخابات 2005 التى كانت بعيدة عن النزاهة. وتضيف أن جمال مبارك يتدرب على خلافة والده منذ نحو عشر سنوات.
وتطالب الباحثة الأمريكية الرئيس أوباما بتصحيح الفكرة التى تسيطر على القاهرة الآن وهى أن واشنطن لم تعد معنية بالعملية الديمقراطية فى مصر. وقد وصلت هذه الرسالة إلى المصريين بسبب تجاهل أوباما الحديث عن الوضع السياسى فى مصر وتقليص ميزانية برنامج تعزيز الديمقراطية فى مصر. ففى حين أزادت إدارة أوباما مخصصات «مشروع ديمقراطية الشرق الأوسط» بشكل عام فإنها قلصت مخصصات مصر من هذا المشروع بمقدار النصف تقريبا وقلصت مساعدات منظمات المجتمع المدنى المصرية بمقدار الثلثين.
وتساءلت الكاتبة فى مقالها عن السبب الذى دفع إدارة أوباما إلى التخلى عن دعم الديمقراطية رغم اقتراب الانتخابات النيابية والرئاسية فى مصر؟
وقالت إن أوباما يخشى من تراجع مبارك عن التعاون مع الولايات المتحدة فى القضايا الإقليمية إذا ما أزعجته واشنطن بالحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وانتهى المقال الذى نشرته صحيفة واشنطن بوست بالقول إن «أوباما سوف يظهر احترامه فقط لرجلنا فى القاهرة وليس للشعب المصرى».