قالت صحيفة ''واشنطن بوست'' الأمريكية ان مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن خلال إحدى عمليات المخابرات الأمريكية في باكستان سيكون له أثر كبير على المشهد السياسي في الولايات المتحدة، سيتضح مع مرور الوقت.
وأضافت الصحيفة - في معرض تعليقها اليوم الاثنين على مقتل بن لادن - أنه يمكن التكهن ببعض الآثار السياسية المترتبة على مقتل بن لادن، ذلك الحادث الذي أنهى عقداً من الحرب الأمريكية على الإرهاب والتي بدأت فور إعلان تنظيم القاعدة تبنيه لهجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 على برجي التجارة العالمية في نيويورك ومقر البنتاجون.
ومضت الصحيفة تقول إن حالة عدم التكاتف وراء موقف سياسي موحد والتي عاشتها الولايات المتحدة بعد وقوع هذا الحادث الإرهابي الضخم ربما تنتهي بمقتل زعيم القاعدة، الأمر الذي طالب به الرئيس أوباما خلال كلمته فى وقت سابق اليوم للشعب الأمريكي قائلا ''علينا أن نستعيد الشعور بالاتحاد الذي كنا عليه جميعاً في الحادي عشر من سبتمبر''.
من جهة أخرى، حسب ''واشنطن بوست''، يعد مقتل بن لادن بعد عقود طويلة استغرقتها عمليات مطاردة واشنطن له وتتبعه ومحاولات اعتقاله على مدار عهود ثلاثة رؤساء للبلاد انتصاراً كبيرا لأوباما كزعيم أمريكي، فالرئيس أوباما هو من أعطى الأمر بتنفيذ العملية التي شهدت مقتل زعيم تنظيم القاعدة، كما أن أوباما هو من أعلن الخبر للشعب الأمريكي، وهو أيضا الذي استشهد بمقتل بن لادن كحدث يدل على قدرة الولايات المتحدة على إنجاز كل ما يمكنها تصوره.
وأشارت ''واشنطن بوست'' في تعليقها إلى أن كل ما سبق سيثبط من محاولات المرشحين الجمهوريين المحتملين للرئاسة للنيل من أوباما -المرشح الديموقراطي- على أي صعيد كان على الأقل على المدى القريب.
ودللت الصحيفة على استفادة باراك أوباما سياسياً من مقتل بن لادن، بأن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب كان قد فاز في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 1992 في اعقاب انتصاره في حرب الخليج؛ غير أنه وعلى الرغم من ذلك، ترى ''واشنطن بوست'' أنه يتعين على أوباما أن ينظر إلى السياسة الاقتصادية بصفتها العامل الأول الذي سيدفع الأمريكيين لاختيار رئيسهم القادم، فمع الوقت سيتراجع نجاح أوباما في قتل بن لادن إلى مركز متأخر من اهتمامات المواطن الأمريكي، وستبقى ملفات أسعار المواد البترولية ونسبة البطالة والتوجه الاقتصادي العام تمثل القضية الأولى الحاسمة في الانتخابات المقبلة.
واختتمت ''واشنطن بوست'' تقريرها بالقول ان الأمر الوحيد الذي لا مفر من وقوعه بعد مقتل بن لادن هو اهتمام الإعلام لأيام - أن لم يكن لأسابيع- بالخبر وما يحوم حوله من أسئلة، لذلك ينبغي على المسئولين الأمريكيين الاستعداد للإجابة على: كيف؟ متى؟ وأين قتل زعيم القاعدة؟.